لبنان: سعد الحريري يهاجم جعجع و"حزب القوات" يتمهّل

لبنان: سعد الحريري يهاجم جعجع و"حزب القوات" يتمهّل

10 يونيو 2020
سعد الحريري وسمير جعجع (فرانس برس)
+ الخط -
شنّ رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، اليوم الأربعاء، هجوماً هو الأعنف على رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، بعد هدنة سياسية مؤقتة تزامنت مع الحديث عن تشكيل معارضة تضمّ أيضاً رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، لإسقاط حكومة حسان دياب والهجوم على عهد الرئيس ميشال عون.

ونشر الحريري تغريدة كتب فيها: "بونجور حكيم، ما كنت عارف انو حساباتك هالقد دقيقة. كان لازم اشكرك لانو لولاك كان من الممكن انو تكون نهايتي. معقول حكيم؟ انت شايف مصيري السياسي كان مرهون بقرار منك؟ يعني الحقيقة هزلت. يا صاير البخار مغطى معراب (مقرّ جعجع) أو أنك بعدك ما بتعرف مين سعد الحريري". 

وجاءت تغريدة الحريري في معرض تعليقه على تصريح جعجع لجريدة "الأهرام" المصرية، الذي كشف فيه أنّه "رفض دعوة سعد الحريري لرئاسة الحكومة خوفاً عليه، وحتى لا تكون نهاية مسيرته السياسية".
ولفت جعجع إلى أنه حاول، ومعه وليد جنبلاط، إقناع الحريري بتسمية شخصية سنية يختارها لرئاسة الحكومة، لكنه رفض.
وسبق تغريدة الحريري، اليوم، هجوم مركز من قبل إعلامه، وتحديداً "مستقبل ويب"، الذي أشار في خبر، قبل يومين، إلى أنّ رئيس "القوات" يهرول إلى كرسي بعبدا (أي رئاسة الجمهورية) بشعارات ركيكة لا تمت إلى الواقع بصلة، والذي انتقد فيه صفحة يقول إنها مناصرة لحزب جعجع عبر موقع "تويتر" وهي "نحنا قدا".

هذه التطورات من ناحية الحريري تجاه جعجع لافتة من حيث التوقيت، فهي تتزامن مع حركة سياسية بدأها رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عند رئيس مجلس النواب نبيه بري، فاستقباله رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري في دارته كليمنصو، ومن ثم إرساله مستشاره رامي الريس للقاء رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وكله تحت شعار "الحوار لتعزيز الاستقرار وتحصين الوضع الداخلي وحماية السلم الأهلي"، علماً أنّ الكواليس السياسية تضعها في خانة "التمهيد لعودة الحريري بعد سقوط حكومة حسان دياب التي لن تصمد طويلاً، ولا سيما مع عودة التحركات الشعبية إلى الشارع".
ويرى القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "لا مصلحة للرجلين بالدخول في أي خلاف هو بالدرجة الأولى شخصي أكثر مما هو سياسي، ولم يحلّ بعد أو يبحث به في العمق، بالإضافة إلى وجود افتراء بالمواقف السياسية بدأت عامي 2011 و2012 عندما ذهب حزب القوات اللبنانية بقانون انتخابي هو (الأرثوذكسي) يعبّر عن توجّه مخالف لما يريده تيار المستقبل، وما تبعه من مواقف وقرارات وخطوات قام بها جعجع، أبرزها اتفاق معراب (وقع عام 2016 بين جعجع وعون، وكتب نهاية الصراع التاريخي بين الرجلين، وساهم إلى حد كبير في إيصال عون إلى سدّة الرئاسة)، إلى جانب الخلاف حول إدارة الحكم".

وشدّد علوش على أنّ "عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة من دون أن يكون لديه ما يلزم من عناصر النجاح ليست محبّذة، والأفضل أن يعود إلى الحكم وهو (مرسمل) بدعم من حلفاء جديين".

وبينما فضّل عدد من نواب "تيار المستقبل" الحاليين الذين تواصل معهم "العربي الجديد" عدم التعليق على الموضوع، وقالوا إن "تغريدة الحريري تعبّر عن الموقف السائد في التيار"، كسر النائب سامي فتفت حاجز الصمت، وغرّد على حسابه عبر "تويتر": "القوات اللبنانية فرضت ميشال عون رئيساً للجمهورية، وقانون انتخابي سمح لحزب الله بالسيطرة على مجلس النواب، وسمير جعجع يساند الرئاسة الأولى على العمياني ولو تراجعت 10 خطوات إلى الوراء". 

وتوجه إلى جعجع بتعليق حادّ: "ما ترمي اخطاءك يللي وصلتنا لهون علينا يا حكيم، العلاقة الاستراتيجية أهم من تكتيكات المصلحة". لكن فتفت عاد وحذف تغريدته وسحب موقع "مستقبل ويب" الخبر.

من جهته، قال النائب عماد واكيم، الذي ينتمي إلى "القوات اللبنانية"، إنّ "الموقف أو التعليق الرسمي المباشر سيصدر عن الحزب، لكن بشكل عام أنا أرى أن لا شيء مما قاله جعجع يستدعي الردّ، خصوصاً أنّه قال ما معناه (أنا خائف على الحريري)".

ولفت واكيم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "التواصل مع (المستقبل) قائم بالحدّ الأدنى، علماً أننا وتيار الرئيس سعد الحريري نتلاقى على مستوى الخط الاستراتيجي حتى من دون أي تواصل بين الجانبين، لكن الخلاف قائم على بعض الملفات الأساسية في البلد من حيث وجهات النظر". وأشار إلى أنّ "المطلوب من الطرفين تكاشف الأمور والتجارب الماضية، ووضع خطة للمستقبل، لأن المرحلة تحتم على الجميع التواصل لإنقاذ البلد".
وعن احتمال عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، قال واكيم: "ليس مهماً إذا عاد أو لم يعد، المهم هل سينجح؟ وما هي المواقف التي قد يتخذها مثلاً على صعيد التعيينات التي تعدّ من أكبر انتكاسات العهد؟ هل كان سيقف مثلاً بوجه المحاصصة القائمة في التشكيلات القضائية وغيرها؟ وبكل الأحوال عليه أن يطرح خطته فندرسها لاتخاذ القرار بذلك، لأن الأهم اليوم هو موقف الشعب اللبناني، الذي يعيش أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية ونقدية، ويواجه كارثة سعر الصرف وتداعياتها القاسية معيشياً".