لا مكان للاستسلام والانتظار.. لنعد إلى الرياضة

لا مكان للاستسلام والانتظار.. لنعد إلى الرياضة

10 مايو 2020
توقف الرياضة بدون حركة بسبب كورونا لن يستمر (Getty)
+ الخط -
يتابع فيروس كورونا انتشاره عالمياً، ومعه يتكبّد العالم خسائر من الناحية البشرية بسبب عدد الوفيات وكذلك خسائر مالية بسبب توقف حركة التجارة العالمية والتنقل والصناعات حول العالم.

في الفترة الماضية انتقد البعض ارتفاع أجور لاعبي كرة القدم وضخامة صفقاتهم، وهذا الأمر في مكانٍ ما كان صحيحاً، لأن التضخّم الذي حصل في السنوات الماضية لم يكن مقبولاً وأثقل كاهل الأندية بشكل كبير.

الجميع يرى اللاعبين في الواجهة ويهتم لأمورهم، لكن هناك عدداً لا يستهان به في عالم الرياضة يقتات ويعيش من هذه الصناعة المربحة التي تدعم رقماً مهولاً من العائلات، وهي المصدر الأساسي والوحيد لحياتهم.

البقاء في المنزل وعدم الخروج عند الضرورة أمرٌ مهم في الوقت الراهن، لكن على المدى البعيد، لن يكون الحال كذلك، ولن تستمرّ البشرية على ذات المنوال، ستحاول العودة إلى الحياة الطبيعية، وعجلة العمل ستدور من جديد ضمن شروط وقيود معينة مع اتخاذ الإجراءات الوقائية كافة.

لا لقاح في الوقت الحالي، لكن هل ستبقى الحياة متوقّفة بأكملها؟ ماذا لو استمرّ الأمر لأكثر من عامين على ذات المنوال؟ حينها سيكون الفقر والجوع أخطر من هذا الوباء، سيكون الدولار واليورو طوق النجاة لأي فردٍ في أرجاء هذه المعمورة لشراء قوت يومه، لذلك أنا اليوم سأسير على خطى كلاوديو ماركيزيو نجم يوفنتوس السابق.

ماركيزيو حثّ على ضرورة استئناف النشاط الرياضي وكرة القدم في بلاده إيطاليا، لأن انعدام الخطر مستحيل على المدى القريب وربما البعيد، فلا علاج لكورونا.

كرة القدم في الوقت الحالي محاصرة بين فكّي فيروس كورونا، لكن الاستسلام قد يعني نهاية اللعبة. حتى إن التسليم للأمر الواقع في الحياة قد يعني الموت في بعض الأحيان، لذا على الجميع التكاتف والقتال لمواجهة هذه الجائحة والتأثيرات السلبية التي وصلنا إليها.

ماركيزيو ذكّر الجميع بأن كرة القدم واحدة من أفضل 10 صناعات في إيطاليا، وهذا الأمر ينطبق على الرياضة في العديد من البلدان، هي تساهم مالياً في الناتج الوطني وتعيل ملايين الناس.

من كان يهاجم الرياضة، مؤكداً ضرورة العيش بدونها، عليه الأخذ بعين الاعتبار أن الخاسرين كثر، لن يقتصر الأمر على اللاعبين، إنما هناك طواقم العمل مع الأندية وموظفو الملاعب ورجال الأمن ووسائل الإعلام، كلّ هذه الكينونة الرياضية ستتعرّض لضربة قاسية، ستضع الملايين في حالة يُرثى لها بدون عمل ولا مدخول، مما سيزيد الضغط على الحكومات كذلك.

الانتظار حتى يُسجل العالم بأكمله "صفر" حالات بكورونا هو أمر ربما يكون بعيداً للغاية، هل ننتظر حتى ذلك اليوم لتعود الرياضة وكرة القدم وحتى العديد من المهن الأخرى؟ سيكون من الأجدى أن نتعايش مع الفيروس، أن نكون جميعاً مسؤولين، وأن نعتاد على واقعنا الجديد حتى نمضي قدماً.

في الرياضة أعزائي القراء، كما أصحاب المطاعم والعديد من المهن الأخرى، سنصل إلى يومٍ تعلن فيه الأندية إفلاسها إذا ما استمرّ التوقف، كرة القدم ليست كما يراها البعض 11 لاعباً يجرون خلف كرة فقط، بل هي أهم من ذلك بكثير، هي صناعة قائمة. لندعم الرياضة، نحن بحاجة إليها جميعاً، لا تكونوا قساةً تجاهها.

المساهمون