لا مشاكل في مدريد بعد غياب لوكا وجاريث..هناك خايمس!

20 ابريل 2015
جيمس سيكون البديل الأمثل للمصابين مودريتش وبيل (العربي الجديد)
+ الخط -

"غياب مودريتش يقلقنا كثيرا"، قالها اللاعب الكولومبي، جيمس رودريجز، بعد مباراة فريقه ريال مدريد أمام مالاجا في البطولة الإسبانية، وتمنى أن يتعافى لوكا قبل مباراة دوري الأبطال، لأنه يساعد الفريق كثيراً بتمريراته ولياقته البدنية ولمساته المتقنة، خصوصاً أنه نجم رائع من الصعب تعويضه.

وبعيداً عن مخاوف جمهور الملكي، بعد إصابة الثنائي مودريتش وبيل، فإن هناك بوادر تقدم كبير على مستوى الأداء الفني والجماعي للفريق، والفضل يعود إلى الوافد الجديد، جيمس رورديجز، النجم اللاتيني الذي قدم نفسه كلاعب محوري في توليفة أنشيلوتي، وعمود تكتيكي من الصعب نسيانه أو المرور أمامه دون حديث عميق.

الجوكر الحقيقي
يجيد اللاعب جيمس رودريجز التألق في مختلف مراكز الهجوم، وذلك لسابق تألقه كمهاجم متأخر مع فريق موناكو، بالإضافة إلى حصوله على الحرية الكاملة مع منتخب كولومبيا في المركز 10 على المستطيل الأخضر، لذلك يستطيع المهاري اللاتيني شغل كافة أركان الثلث الهجومي الأخير، سواء في العمق أسفل وأعلى منطقة الجزاء، أو على الأطراف.

وفي حالة استمرار أنشيلوتي في النهج التكتيكي 4-4-2، فإن مكان رودريجز سيكون خلف المهاجم المتقدم، أو على الأطراف كجناح خالص يضرب الخصم من الخط إلى العمق، كما فعل أمام ملاجا في المباراة الأخيرة بالليجا. وإذا أراد المدرب الإيطالي العودة إلى قواعد خطة 4-3-3، فإن رودريجيز هو الحل لتقوية منطقة المنتصف، وإضافة عنصر الحيازة الإيجابية إلى مثلث الوسط، بسبب قدرته على شغل المركز 8، أي اللاعب الثالث الذي يربط بين محاور الارتكاز والهدافين الكبار في الأمام.

ويلعب الريال بأسلوب يمزج بين الاستحواذ والمرتدات، ويعتبر الكولومبي عنصرا مؤثرا، خصوصاً أمام الفرق التي تدافع بشكل متأخر، لأنه لاعب يعرف كيف يتألق في المساحات الضيقة، ويعرف أين ومتى يمرر الكرات إلى رفاقه. صحيح أنه لا يمتاز بسرعة زميله بيل، أو تشبه انطلاقاته طريقة لعب الأرجنتيني الراحل دي ماريا، لكنه يتفوق على الثنائي في كيفية التمركز داخل الفراغات الصغيرة وأنصاف المسافات، وبالتالي أمام معظم الفرق الدفاعية، هناك هامش للنجاح أمام رودريجز.

الحاسم
تزيد المقارنات بشدة بين نجوم "الميرينجي" في الفترة الأخيرة، ويحصل الاسباني إيسكو على مديح كبير بين المتابعين والجماهير، نظراً للمهارة الشديدة التي يتمتع بها، ولمسته الأنيقة حينما يستلم الكرة، لكن حينما يتعلق الأمر بعنصر "الحسم"، فإن خايمس رودريجز هو السلاح الفتاك الذي يمتلكه الريال بعد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، ولغة الأرقام خير دليل على تفوق النجم الكولومبي هذا العام.

فعلى مستوى الأهداف وصناعتها، سجل رودريجز عشرة أهداف وصنع تسعة في 23 مواجهة بالليجا، بينما على سبيل المثال سجل إيسكو ثلاثة أهداف وصنع ثمانية خلال 29 مباراة. ولا يعتبر العامل الإحصائي هو الباب الوحيد للمقارنة بين اللاعبين، لكن يوفر رودريجز بأهدافه غطاء آمنا للفريق الملكي، خصوصاً في حالة تأخر أهداف رونالدو أو عدم توفيقه في بعض المباريات، لأن انتظار نجاعة لاعب واحد فقط يعني السقوط في فخ التكرار السلبي.

عاد ريال مدريد منذ منتصف سبتمبر الماضي بقوة للتألق وفاز في مباريات عديدة، بمعدل أهداف وصل إلى 3.69 أهداف للمباراة الواحدة خلال 22 فوزا تاريخيا، وبعد سلسلة الإصابات وغيابات النجوم وعلى رأسهم مودريتش ورودريجز، قل منحنى الأداء بشدة مع انخفاض تهديفي واضح، وصل إلى معدل 1.89 هدف للمباراة نهاية بالهزيمة التاريخية أمام أتلتيكو مدريد برباعية نظيفة.

وبعيداً عن عملية ضبط التحولات، فإن المعدل التهديفي بالكامل تم رميه على رونالدو فقط، بعد تراجع مستوى جاريث بيل، وقيام بنزيما بدور "العامل المساعد" في التوليفة الهجومية، وقيام إيسكو بأدوار أخرى بعيداً عن الثلث الأخير، وبالتالي كل هذه المقومات تقودنا إلى نهاية واحدة، خايمس رودريجز لاعب يقدم إضافة ملموسة في تشكيلة أنشيلوتي.

صناعة الفرص
كرة القدم ليست مجرد أهداف أو صناعة، إنها فلسفة خاصة تعكس تفاصيل عديدة، تكمن قيمتها في أدق الخبايا التي تُعرف بـ"ما وراء الأهداف" بالنسبة لمتابعي اللعبة ومتابعيها في كل صوب واتجاه. لذلك أصبح هناك عالم جديد يخص عملية صناعة الفرص، وعملية التمريرات التي تسبق لعبة الهدف والصناعة، وأطلق على هذه التمريرات اسم Chances Created، وفقاً لأشهر مواقع الإحصائيات في الشبكة العنكبوتية.

يتمركز رودريجز في كثير من الأوقات كـ"Outlet" في الوسط، أي لاعب هجومي يتحرك بين الأطراف والعمق، ويعود كثيراً إلى منتصف الملعب من أجل طلب الكرة، يستلم الكولومبي ويبدأ في التمرير الإيجابي إلى الأمام، ويساهم أيضاً في خلق الفراغ اللازم لتحرك زملائه، لأنه يجذب أنظار لاعبي ارتكاز المنافس، ويجبرهم على الخروج لمقابلته، في سبيل فتح مساحات كبيرة خلال المنطقة الحمراء بين الدفاع والمحور.

في المقابل، صنع رودريجيز 51 تمريرة خطيرة في الثلث الهجومي الأخير، وزاد من نسبة استحواذ الريال خلال المباريات الأخيرة، لأنه يمرر بشكل رائع ويتحرك بإيجابية في وبين الخطوط، لذلك يعشق كارلو هذه النوعية من النجوم، لأنها تساعده في إضافة الفكر الشمولي داخل تكتيكه الخاص، بين البدء بـ 4-4-2 والعودة إلى 4-3-3 خلال المباراة الواحدة، لأنه باختصار يراهن على لاعب يجيد التحرك في مراكز العمق وخارجه، كرودريجيز.

لا يوجد رهان كامل
يقدم رودريجز خيارات عديدة، لكن هناك أيضاً نواقص لا يقدر على حلها، خصوصاً أثناء عملية التحولات من الدفاع إلى الهجوم، عن المرتدات التي يجيدها الريال ويقتل بها منافسيه الكبار، كما فعل خلال الموسم الماضي أمام بايرن في دوري الأبطال، لأن خايمس لا يمتاز بالسرعة القاتلة التي اشتهر بها أنخيل دي ماريا مسبقاً، كذلك من الصعب عودته كثيراً إلى منطقة الارتكاز الدفاعي كما يفعل زميله مودريتش، وبالتالي يحتاج الريال إلى لاعب إضافي في المركز 6، الرابط بين لاعب المحور الوحيد ونظيره المتقدم للأمام، بين كروس ورودريجز تأتي الرهانات.

لذلك ربما ستؤثر إصابة لوكا على استراتيجية نقل الكرات من أماكن متأخرة بالملعب، وبكل تأكيد سيزيد الحمل على توني كروس، وسيتقدم الدفاع بضع خطوات للأمام، من أجل تقديم عون حقيقي للارتكاز الألماني، إلا أن الأداء الهجومي الأخير "للملكي" لن يتأثر كثيراً بالغيابات الجديدة، لأن جيمس رودريجز قادر على إضافة بصمته الخاصة، وتقديم حلول حقيقية تساند أسلحة السيطرة على الكرة، وتدويرها بشكل مثالي في اتجاه أباطرة التهديف، بنزيما ورونالدو، والبقية.

دلالات
المساهمون