لا فرق بين ألماني ومهاجر في ارتكاب الجرائم

09 مارس 2015
الشارع يسارع إلى اتهام الشباب من أصول مهاجرة (Getty)
+ الخط -

يعتقدُ الألمان أن المهاجرين الشباب يرتكبون الجرائم بنسبة أكبر من الألمان. أمرٌ رفضه العالم والباحث في علم الجريمة في جامعة مونستر، كريستيان فالبورغ. وتوصل في دراسة أعدّها وحملت عنوان "الجريمة بين أبناء المهاجرين"، إلى أن نسبة الشباب الذين يميلون لارتكاب جرائم كالسرقة والتخريب لا تختلف بين الألمان والأجانب، على الرغم من الأحكام المسبقة في الشارع الألماني، التي تسارع إلى اتهام الشباب من أصول مهاجرة.

وعلى الرغم من أن بعض الدراسات والإحصاءات تشير إلى أن أعمال العنف تُرتكب بغالبيتها من قبل مهاجرين، تظهر الدراسات الحديثة أن نسبة هذه الجرائم تتقلص.

يضيف فالبورغ أن "الألمان أكثر عرضة لارتكاب الجرائم بسبب تناولهم المفرط للكحول، بالمقارنة مع الأتراك والعرب على سبيل المثال". ويحذّر من "التعميم" و"المغالطات"، انطلاقاً من أخطاء أشخاص معينين، علماً أن هذه الأخطاء عينها ترتكب في المجتمع الألماني.

ويوضح أن الوضع الاجتماعي الذي يعيشه المهاجرون يختلف تماماً عن الألمان، لافتاً إلى أنه "إذا تم التعامل مع الشباب من الأسر المهاجرة بطريقة أفضل بهدف مساعدتهم على الاندماج، سيؤدي هذا إلى انخفاض كبير في معدلات الجريمة". ويرى أن "للسياسة تأثيراً كبيراً في تكريس الصورة النمطية هذه".

تجدر الإشارة إلى أن فالبورغ اعتمد على بيانات شرطة الجنايات في ولاية سكسونيا السفلى، والتي أظهرت أن الجرائم التي ارتكبها أبناء المهاجرين انخفضت إلى النصف. ويلفت إلى أن الصحافة الألمانية لا تنشر سوى جزء صغير من الجرائم المرتكبة من قبل أبناء الألمان، بينما تميل إلى تسليط الضوء أكثر على الجرائم الكبيرة التي يرتكبها أجانب. وتطرق الباحث في دراسته إلى أمر آخر، وهو قلة التسامح بحق أبناء المهاجرين.

وبحسب إحصائيات الشرطة، فقد رفعت النيابة العامة دعاوى بحق أبناء المهاجرين بنسبة أكبر من تلك التي رفعتها ضد أبناء الألمان. وعادة ما يتسامح المواطنون مع الشباب الألمان، في حال اعتدوا على ممتلكاتهم.

في المقابل، تشير الأرقام إلى ارتكاب الشباب الألمان أعمال سرقة أكثر من أبناء المهاجرين. وبحسب الدراسة، تبدو هذه النسبة منخفضة جداً بين الأتراك الذين يمثلون نسبة كبيرة جداً من المهاجرين في ألمانيا. إلا أن عيون المراقبين والكاميرات تلاحقُ الأجانب. وتشير إلى وجود قناعة مسبقة لدى المواطنين ورجال الشرطة بنسبة 46 في المائة، إلى أن الأجانب أكثر استعداداً لإرتكاب الجرائم من الألمان.