لا تذهب

لا تذهب

24 يوليو 2015
عبد الرزاق شبلوط / سورية
+ الخط -

ثلاثة أيامٍ مُتتالية،
وأنا أركب الباص صباحاً،
تجلس بقربي امرأة ألمانية مع طفلها الصغير.
ثلاث مرات في الباص، ونفس المرأة مع طفلها.
ونكمل الرحلة بصمت.
اليوم قالت لي: "أراك غداً".


*

"نَرْ" تعني: "لا تذهب"، بالكرديّة.
- أثناء دفن جدّي، وهو بكفن الموت الأبيض، قال له صديقه في أذنه: "نَرْ".
- أثناء عبوري الحدود السوريّة اللبنانيّة، قال لي أحدهم على الهاتف: "نَرْ".


*

ضعوا آثار تدمر في سجن تدمر،
ليَبْلعَ الألمُ "الحضارة" 
التاريخُ "التاريخَ"،
اطمروا المكان بالتراب،
وليعرف المنقّبون لاحقاً،
أيّها الأقدم.


*

في كروب فيسبوكي، ثمّة من يسأل إذا كان هنالك من سيذهب من تركيا إلى بيروت، أو من بيروت إلى أميركا، أو من أميركا إلى كندا. هنالك تعليقات ومسافرون في كل البوستات. هنالك بوستٌ واحدٌ يتيمٌ، كتبه أحدهم يقول فيه إذا كان هنالك أحدٌ سيأتي من دمشق إلى غوطة دمشق. لا ردّ عليه أبداً.
هذا هو الاحتلال.


*

لن ننسى،
أنَّ البحر،
لم يقف موقف الحياد،
من الحرب السوريّة.


*
تطلب أمي منّي صوراً مختلفة ومن زوايا متنوعة،
أمي التي تخاف أن تنسى ملامحي،
تخشى أن أكبر دون علمها، في غفلة عنها.


*

للمرّة الثالثة: أدوّر المفتاح في الباب، لا يدخل المفتاح القفل، أحاول مرّة أخرى وأبدّل المفاتيح، يفتح أحدهم الباب، اسأله: ماذا تفعل هنا؟!.
يقول لي بأن بيتك في الطابق العلوي.

* كاتب من سورية

المساهمون