كيف ساهم رونالدو في حصد اليوفي لقب الكالتشيو؟

TURIN, ITALY - JULY 20: Cristiano Ronaldo of Juventus FC celebrates after scoring the second goal of his team during the Serie A match between Juventus and SS Lazio at Allianz Stadium on July 20, 2020 in Turin, Italy. (Photo by Stefano Guidi/Getty Images)
27 يوليو 2020
+ الخط -

قاد كريستيانو رونالدو فريقه يوفنتوس لحصد لقب الدوري الإيطالي لكرة القدم، ليضع النجم البرتغالي بصمته في مسابقة جديدة، حيث توج مع "البيانكونيري" بلقب بطولة الدوري رقم 36 في تاريخ "السيدة العجوز".

 وكتب رونالدو ملحمة تسجيلية جديدة، بعد أن سجل 31 هدفا في مسابقة الدوري الإيطالي، ومنذ وصوله إلى تورينو في صيف 2018، أظهر "الدون" مرة أخرى قدرته على التكيف مع المحيط الجديد، كما أنه ترك انطباعاً فورياً بنفس الطريقة التي فعلها مع كل من مانشستر يونايتد وريال مدريد.

وكان الشخص الوحيد الذي يقترب من الإحصائيات والإنجازات الفردية القياسية لرونالدو، هو غريمه التقليدي ليونيل ميسي، في حين أن إلغاء جائزة الكرة الذهبية هذا العام سيمنعهم من التنافس رسميا، إلا أن ما لا يقترب من الشك أن كلا النجمين يتنافسان على مستوى أعلى من أي لاعب آخر.

وعلى الرغم من بلوغ الـ35 عاما، ظل رونالدو ملتزما وطموحا كما كان عندما وصل إلى سبورتنغ لشبونة وهم بعمر الـ12 سنة في عام 1997، مع حماسه ليكون الأفضل الذي كان أساس تقدمه خلال سنوات تكوينه، وعلى الرغم من كل ما حققه منذ ذلك الحين، فإن تلك الرغبة لم تضعف أبدا.

وأدى نجاحه مع النادي والمنتخب، إلى تعزيز تصميم رونالدو على تحقيق المزيد، مع اقتراب نهاية مشواره في المستطيل الأخضر، لذا فهو يواصل تحدي سنواته بأهداف شخصية وعلى مستوى النادي، التي يضعها لنفسه بشكل يومي.

كيف غزا رونالدو تحدي الكالتشيو

عندما وصل إلى يوفنتوس قبل عامين، كان من المتوقع أن تمثل ثقافة أسلوب اللعب الإيطالي تحديا مختلفا للغاية لكريستيانو رونالدو عما كان عليه في الدوري الإسباني مع ريال مدريد.

ومع ذلك، فإن سيادة نظام الدفاع لأسلوب الـ"كاتينشو" وأسلوبه في إيطاليا لم تعد قائمة كما يعتقد الكثيرون، مع المزيد من المدربين الإيطاليين الذين يتبنون الآن لعبا أكثر انفتاحا.

ونتيجة لذلك، تمكن رونالدو من استغلال الوقت والمسافة بين الخطوط الدفاعية للخصوم، مع المواهب الإبداعية التي يحويها يوفنتوس بوجود لاعبين مثل باولو ديبالا في دور دعم.

وبطبيعة الحال، قام المدير الفني الحالي ماوريتسيو ساري، وماسيميليانو أليغري من قبله ببناء لاعبي يوفنتوس على تقديم أفضل ما لديهم، ويعتبر كريستيانو واحداً من اللاعبين القلائل القادر كل منهم على قلب مباراة بمفرده، ليواصل تألقه ويصبح أول لاعب من يوفنتوس ويسجل 31 هدفا في موسم واحد في الدوري الإيطالي منذ 86 سنة.

معالم رونالدو في الكالتشيو

وضع النجم البرتغالي بصمته لأول مرة بالكالتشيو في سبتمبر/ أيلول 2018 عندما سجل هدفي الفوز ليوفنتوس على ضيفه ساسولو، حيث أحرز الهدف الأول من مسافة قريبة في بداية الشوط الثاني، بعد أن أنهى جولته السلبية في ثلاث مباريات في الدوري مع ناديه الجديد، وأضاف بسرعة الثاني بتسديدة قوية.

وعلى الرغم من أن الإصابة في أوتار الركبة قد قللت من مشاركته في المراحل الأخيرة بهذه الجولات، إلا أن رونالدو سجل 21 هدفا في 31 مباراة، وكان من الواضح بالفعل أن قراره بمغادرة ريال مدريد لن يمثل بداية تراجع في حياته المهنية، على الرغم من أن أكثر المراقبين اعتبروا أن ذلك هو الواقع.

ومع ذلك، كان هناك "هاتريك" لا ينسى ساعد به يوفنتوس على تجاوز عقبة أتلتيكو مدريد في دوري الـ16 من دوري أبطال أوروبا، بعد أن خسروا ذهابا 2-0، والذي عزز مكانه في قلوب جماهير "البيانكونيري"، في هذه الخطوة، أكد رونالدو أن وضعه المذهل في المسابقة التي يحبها سيستمر لفترة أطول، على الرغم من رحيله عن النادي الذي أبرز نجاحاته.

وسجل رونالدو في يناير/ كانون الثاني إنجازا شخصيا آخر بهاتريك جديد، في فوز يوفنتوس 4-0 على كالياري، وساهم غونزالو هيغوين أيضا في النتيجة النهائية، ولكن ذلك كان من خلال تمريرة حاسمة للدون.

نجاح رونالدو في يوفنتوس

من أصل 31 مباراة في الدوري الإيطالي لعبها حتى الآن هذا الموسم، سجل في 24 منها، وبالإضافة إلى هاتريك ضد كالياري، فقد سجل هدفين ضد أودينيزي، بارما، فيورنتينا، أتالانتا، وضد لاتسيو.

ويعيش رونالدو في صراع شرس مع تشيرو إيموبيلي نجم لاتسيو في السباق على جائزة هداف الموسم، وكذلك يحتاج إلى 5 أهداف في المباريات المتبقية للوصول إلى الرقم القياسي، والذي سجله جينو روسيتي (تورينو 1928/1929) ، وغونزالو هيغواين (نابولي، 2015/2016) بواقع 36 هدفا.

ولكن لا تزال هناك أهداف في متناول اليد أكثر من لقب الدوري المحلي، بعد استئناف يوفنتوس مواجهاته بدوري أبطال أوروبا الشهر المقبل، حيث يحتاجون للتغلب على أولمبيك ليون الفرنسي، بعد الهزيمة ذهابا بهدف دون رد.

ويملك رونالدو خمسة ألقاب في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ولكن اللقب مع يوفنتوس بالنسبة إليه هو تحدٍ من نوع جديد، وتألق يتوق إليه، ليساهم في أول موسمين له مع النادي في لقب الدوري والأبطال وفي حفْر فصل جديد في تاريخ "السيدة العجوز" الطويل والمليء بالنجاح المحلي والقاري، ولكن هذا الأمر سيؤثر أكثر على العلاقة بين النادي واللاعب والجماهير التي بدأت قبل أن ينتقل لعملاق إيطاليا، حيث في إبريل 2018، أشاد مشجعو يوفنتوس بهدفه الرائع الذي جاء من مقصية مبهرة ضد فريقهم وفي ملعبهم.

وعلى الرغم من أن نتيجة الذهاب التي جاءت بثلاثية نظيفة، تركت يوفنتوس أمام تحد صعب في مباراة الإياب، إلا أنها كانت نقطة مميزة أظهرت كيف تطغى ثقافة الكالتشيو في لحظات التألق، مع تأكيد لكيفية نضج المشجعين في السمة الإنسانية المعبرة، التي تميز البلد ومجتمعه.

 

المساهمون