للبطالة آثار سلبيّة على شخصياتنا (فرانس برس)
تميل شخصياتنا إلى التبدّل في وجه الشدائد، خصوصاً خلال فترات بطالتنا الطويلة نسبياً. فعلى الرغم مما يحاول البعض أن يشيعه في أنّ فترة البطالة تشكل وقتاً عظيماً من أجل ممارسة بعض الهوايات المفقودة مثلاً، وإعادة شحن الذات من أجل الإنطلاق مجدداً إلى سوق العمل بطاقة كاملة، فإنّها تنعكس سلباً على شخصياتنا.
وتسلط دراسة من جامعة شيرلينغ البريطانية الضوء على هذه التغيرات التي يتسبب بها العمل أو البطالة على شخصية الفرد. ويعرض موقع "بغ ثنك" العلمي الدراسة التي نشرت في مجلة علم النفس التطبيقي الأميركية، والتي رصدت 6 آلاف و769 بالغاً ألمانياً طوال 4 سنوات.
وخلال الدراسة أعطي المشاركون اختباراً لقياس الملامح الخمسة الرئيسية للشخصية، وهي الضمير، والوفاق، والإضطراب العصبي، والإنطواء، والإنفتاح. ومن بين المشاركين، قال 210 أشخاص إنّهم كانوا عاطلين عن العمل من سنة إلى أربع سنوات بين عامي 2006 و2009. بينما قال 251 آخرون إنّهم كانوا عاطلين عن العمل لأقلّ من سنة واحدة قبل أن يجدوا عملاً. ولاحظ الباحثون أنّ نسبة الوفاق (وهي خاصية تجعل الفرد يشعر بصدق الآخرين وجدارتهم بالثقة)انخفضت، لكن مع نسبة انقسام واضحة بين الجنسين، في سرعة تأثير الأمر على شخصياتهم، وفي أيّ وقت يبدأ ذلك.
فقد تبين أنّ وفاق النساء، يميل إلى الإنخفاض كلما مرّ عام إضافي على بطالتهن. بينما يرتفع لدى الرجال في أول عامين من البطالة، لكن بعد ذلك، ينخفض عاماً بعام.
كما أنّ ميول الرجال للتفكير بعمق تنخفض مع كلّ عام من البطالة. أما النساء فيختبرن تنامياً في هذه الخاصية منذ اللحظة الأولى لبطالتهن حتى انتهائها.
ويقول المؤلف كريستوفر جي بويس إنّ دراسته تظهر بوضوح الآثار النفسية الأكثر اتساعاً عمّا كان يعتقد سابقاً. ويضيف بويس بعض الملامح الإجتماعية لنتائجه، ترتبط بكيفية تفادي صانعي السياسات ردود فعل سلبية كهذه. والمساعدة على تشجيع أولئك الذين يختبرون أوقاتاً صعبة، للدخول مجدداً في سوق العمل، على أعلى مستوى من السلوك المنتج.
ويشرح بويس ذلك بقوله: "لدى المسؤولين عن السياسات العامة دور رئيسي يلعبونه في منع مثل هذا التغير السلبي في الشخصية داخل المجتمع. وذلك من خلال تقليص معدلات البطالة، وتوفير دعم أكبر للعاطلين عن العمل، في الوقت عينه.