كيف تجنبت "آبل" فضائح القطاع التكنولوجي؟ الملل إحدى الوسائل

كيف تجنّبت "آبل" فضائح القطاع التكنولوجي؟ الملل إحدى الوسائل

06 يونيو 2018
تجنبت "آبل" الفضائح وروجت للقيم الأخلاقية الحسنة (Getty)
+ الخط -
تجنّبت شركة "آبل" التي تبلغ قيمتها حالياً 945 مليار دولار أميركي، التدقيق المكثف المفروض على شركات التكنولوجيا الأخرى من قبل الجمهور والمشرعين ووسائل الإعلام.

إذ بينما تواجه شركتا "غوغل" و"فيسبوك" انتقادات على خلفية تعاملهما مع بيانات المستخدمين، واتُهمت "أمازون" مراراً بأنها القوة الاقتصادية الأكثر تدميراً في العصر الحالي، تجنبت "آبل" الفضائح وروّجت للقيم الأخلاقية الحسنة.

كما استفادت "آبل" من إخفاقات الشركات الأخرى، خاصة "فيسبوك". إذ فصلت الشركة نفسها عن الآخرين، ووضعت نفسها كنموذج للمسؤولية، عبر التشديد على أهمية حماية خصوصية البيانات، سواء في تصريحاتها العامة أو عن طريق ميزتها الجديدة في متصفحها للبحث "سفاري" Safari.


وفي هذا السياق، حاورت شبكة "سي إن إن" الأميركية الرئيس التنفيذي في "آبل"، تيم كوك. وأكد كوك "نخطّ سياسات الخصوصية الخاصة بنا بوضوح حول العالم كي يعرف الناس ما نقوم به بالضبط... ونحن لسنا في مجال تحقيق الدخل من بيانات المستخدمين".

وأفادت مصادر داخل "فيسبوك" إن المسؤولين فيها غاضبون من انتقادات "آبل" العلنية ضدها. وتساءل كبير مسؤولي الأمن في الشركة، أليكس ستاموس، الإثنين، عما إذا كانت "آبل" جادة بشأن خصوصية المستخدم أو أن تصريحاتها لا تتعدّى كونها "مجرد إشارة فاضحة ولطيفة".

وطبعاً نالت "آبل" حصتها من الفضائح التي تتراوح بين سوء ظروف العمل في مصانع التصنيع الصينية إلى قضايا مكافحة الاحتكار في متجر التطبيقات. لكن أياً من هذه الأزمات لم تمثل مشكلة كبيرة مع المستهلكين الأميركيين أو اعترضت طريق نمو الشركة.

ومن وجهة نظر الصحافي المتخصص في الشؤون التقنية في "سي إن إن"، ديلان بايرز، فإن "آبل" تجنبت الفضائح والأزمات عبر كونها "مملة" نسبياً، مشيراً إلى أن الشركة تركز حالياً على تكرير تقنياتها القديمة عوضاً عن ابتكار أخرى. إذ خلال مؤتمر المطورين السنوي هذا العام، طرحت "آبل" ميزات جديدة مثل مجموعة "فيس تايم"، وهي مجرد تحسينات على الميزات القديمة. كما أصدرت أدوات "رقمية صحية" جديدة مصممة لتقليل الوقت الذي يقضيه المستخدم على الشاشة ومساعدة الآباء في مراقبة سلوك أبنائهم على أجهزة "آبل"، ما يعني مزيداً من التلميع لصورتها في مجال الأخلاقيات والحماية.

كما شدّد بايرز على أنّ "آبل" ليست في طريقها نحو الاحتكار، على عكس "أمازون" و"فيسبوك" و"غوغل" التي تستحوذ على الحصة الأكبر من السوق، وتثير مخاوف حول إجراءات المنافسة والسيطرة على المستهلكين.

المساهمون