كيغام جيهاليان.. مصوّر أرمني وثق لغزة في الأربعينيات

كيغام جيهاليان.. مصوّر أرمني وثق لغزة في الأربعينيات

21 اغسطس 2020
من شاطئ غزة، تصوير: كيغام جيهاليان
+ الخط -

 في منزله في غزة، حيث يعيش مروان طرزي، ويتحدث أمام الكاميرا عن ما يملكه من أرشيف نادر من الصور والأفلام السلبية (النيغاتيف) التي تعود إلى المصوّر الأرمني كيغام جيهاليان الذي كان مصوّر غزة من الأربعينيات إلى السعبينيات. 

قامت "دويتشه فيله" بعمل فيلم وثائقي عن جيهاليان تحت عنوان "جمع الذاكرة: الحفاظ على تاريخ الفوتوغرافيا في غزة"، حيث يستعرض الفيلم الصور التي تمثل شهادة عن غزة والحياة الاجتماعية فيها، إلى جانب صور أخرى تجسّد النكبة واللجوء وفترة الحكم المصري لغزة؛ أي أن هناك جانبين لصوره سياسي واجتماعي. 

يعرض طرزي في الفيلم الصور الملفوفة في أكياس بلاستيكية ومخزنة في صناديق، وبتتبع حياة جيهاليان الذي افتتح أحد استوديوهات التصوير الأولى في مدينة غزة في الأربعينيات، وفقًا للفيلم.

الصورة
من الفيلم، صورة تظهر تشي غيفارا في زيارته لغزة
من الفيلم، صورة تظهر تشي غيفارا في زيارته لغزة

تُظهر الصور بالأبيض والأسود جانباً غير معروف من غزة؛ يمكن أن نرى في بعض الصور محطة القطار على طول خط السكة الحديد بين غزة ومصر الذي دمر منذ فترة طويلة. البعض الآخر عبارة عن صور استوديو مضاءة بشكل فني من حقبة كانت فيها زيارة المصوّر حدثاً سعيداً واحتفالياً. 

يعرض طرزي للكاميرا صوراً التقطها جيهاليان صورة لأنور السادات حين كان ضابطاً في غزة، وصورة أخرى لمحمد نجيب، وصورة لزيارة تشي غيفارا إلى غزة عام 1959، وصور للبحر والميناء للشوراع والبنك العربي في واحدة منها، لبائع السوس، للفتيات يعملن في مقسم هاتف.

انتقلت والدة جيهاليان إلى سورية وهي طفلة هرباً من الإبادة الجماعية للأرمن بعد عام 1915. وبعد أن توفيت، أُرسل في سن المراهقة للإقامة مع أقاربه في القدس التي كانت تحت الانتداب البريطاني في ذلك الوقت.

الصورة
صورة التقطها جيهاليان، من الفيلم
صورة التقطها جيهاليان، من الفيلم

ثم في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي ، ذهب جيهاليان إلى غزة وبدأت العمل كمصوّر. وتقول ابنته أناهيد المولودة في غزة والتي تعيش في فرنسا اليوم:  "لا أعرف لماذا ذهب والدي إلى غزة في ذلك الوقت"، وتضيف "كل ذكرياتي عن غزة حيث نشأت هي السعادة".

وتضيف: "ربما اعتقد والدي أن هذا هو أفضل مكان للعثور على عمل" ، حيث ذهب العديد من الأرمن إلى بلاد الشام وخصوصاً فلسطين بحثًا عن عمل في ذلك الوقت، وكان إلى جانب ستوديو جيهاليان في غزة ستوديو لموريس وصليبا وكوكو، وكان جيهاليان أمهرهم بحسب شهادة أحد من عرفوه في الفيلم. 

 

المساهمون