يعتبر جيوفري كوندوبيا لاعب وسط صريحا، تعريف حقيقي لمعنى الـ CM في الكرة الحديثة، أي لاعب الارتكاز الذي يتحرك على طول خط المنتصف، وفي كل مكان داخل الدائرة، لذلك تسعى معظم الأندية الأوروبية خلف هذه النوعية من اللاعبين، لأن كوندوبيا وأمثاله يناسبون مختلف الخطط والتكتيكات الكروية.
كوندوبيا
يستطيع نجم موناكو اللعب في مركز لاعب الوسط الدفاعي الصريح، مع خطة لعب 4-3-3، على غرار يحيى توريه مع برشلونة خلال سنوات سابقة، وأدى هذا الدور بنجاح مع إشبيلية من قبل، لأنه يمتاز بقدرة واضحة على قطع الكرات، وكسر معظم هجمات المنافس قبل وصولها إلى الثلث الهجومي الأخير.
مع مجهوده الدفاعي الوافر، يجيد كوندوبيا صناعة الإضافة الهجومية، سواء عن طريق تسديداته القوية، أو قطعه من الخلف إلى الأمام، ويملك اللاعب نسبة مميزة من التمريرات الدقيقة، جعلته أقرب لدور لاعب الارتكاز المساند، فيما يعرف فنياً بالـ "بوكس"، بسبب نجاحه في الجمع بين الشقين، الدفاعي والهجومي.
خلال موسم موناكو الأخير، لعب فريق الإمارة الفرنسية بخطتي 4-2-3-1، 4-4-2، وفي الحالتين حصل كوندوبيا على مهام هجومية واضحة، مع وجود لاعب ارتكاز آخر خلفه لحمايته، وساعد اللاعب فريقه كثيراً سواء في الدوري أو الأبطال، ليصبح محط أنظار مختلف أندية القارة العجوز.
أرسنال
يعشق أرسين فينغر أمثال كوندوبيا، النسخة الحالية القريبة من الفرنسي القدير باتريك فييرا، اللاعب الذي كتب أجمل فصول حياته الكروية رفقة "المدفعجية" في لندن، مع خطة أرسنال 4-4-2 والفريق الذي لا يُقهر، بتواجد الثنائي تيري هنري وبيرغكامب في الأمام، مع دعم غير عادي من محوري الارتكاز جلبرتو سيلفا وباتريك فييرا.
فييرا لاعب هجومي بقدرات دفاعية وليس العكس، لأنه كان يصعد كثيراً للأمام، يريد صناعة الأهداف وتسجيلها، ولهذه الأسباب اعترف فينغر في حوار قديم، بأنه لم يكن من أنصار لعب فابريغاس وفييرا معاً على طول الخط في تشكيلة واحدة، بسبب رغبة الثنائي في التقدم الدائم إلى الهجوم.
ذكرت الأخبار الأخيرة بأن أرسنال يريد كوندوبيا بشدة، ومن الممكن أن تكون رغبة أرسين في العودة إلى قواعد الماضي، بوجود ثنائي قوي وسريع في الارتكاز، كوكلين وكوندوبيا أمام الدفاع وخلف رباعي هجومي يتفرغ فقط لصناعة الخطورة أمام مرمى المنافسين.
إنتر ميلان
خرجت الصحف الإيطالية تؤكد أن إنتر ميلان سيتجه إلى كوندوبيا في حالة فشل التعاقد مع يايا توريه، خصوصاً مع اقتراب رحيل كوفاسيتش إلى فريق آخر، وحاجة المدرب مانشيني إلى لاعب جديد في خانة الوسط، لذلك سيفكر الأفاعي في الوصول إلى نجم جديد يساند البقية بالمنتصف، ولاعب موناكو يبقى أحد الخيارات المتاحة.
تحرك الإنتر نحو كوندوبيا سيكون مثاليا بالنسبة للمدرب مانشيني، المدرب الذي يريد في الأغلب لاعب وسط يميل باستمرار للدفع إلى الأمام، ومع صعوبة التعاقد مع الفيل الإيفواري، فإن كوندوبيا يبقى خيارا مؤثرا مع عمر أقل، ويستطيع القيام بكل الأدوار المطلوبة في المنتصف، خصوصاً فيما يتعلق بربط لاعب الارتكاز الدفاعي بصانع اللعب المتقدم "التريكوارتيستا".
يستطيع كوندوبيا القيام بأدوار إضافية، لكنه في المجمل لاعب وسط صريح، يجيد أكثر التحرك الطولي إلى الأمام، وقادر على حل بعض المعضلات التكتيكية التي واجهت الإنتر خلال الموسم الماضي. نجم موناكو يصبح لاعب وسط مساندا، بوكس تو بوكس، وثالثا متقدما خلف الثنائي الهجومي الصريح.
ميلان
يدخل النادي "اللومباردي" الميركاتو بقوة هذه المرة، جالياني مدعماً بشخصية بيرلسكوني وأموال السيد بي، يريد إعادة ميلان إلى الواجهة من جديد. الفريق صاحب الصولات والجولات في عصبة الأبطال، لم يصل إلى بطولته المفضلة بعد موسم كارثي، لذلك رحل إنزاغي وجاء ميهايلوفيتش، مع وعود مضاعفة بعمل أي شيء من أجل العودة.
كوندوبيا هو الحل في وسط ميلان، لاعب قوي دفاعياً ومميز هجومياً، يجيد ربط الدفاع بالهجوم، وقادر على ضبط بوصلة التحولات أثناء المرتدات، وفريق بحجم الروسونيري في حاجة إلى هذه الطينة من اللاعبين. خيار مثل نيجل دي يونغ، قوي دفاعياً في قطع الكرات، لكنه لا يعرف ماذا يفعل بها بعد ذلك، عكس جيوفري الذي يجمع بين قوة يونج الخلفية، وقدرات لاعب الوسط المساند في التمرير وبناء الهجمة من الخلف.
لاعب مثل كوندوبيا سيلعب في جميع مراكز الوسط، المركز 4 أمام خط الدفاع مكان الهولندي، والمركز 6 على الدائرة مكان جينكل، كذلك يستطيع التقدم وشغل دور لاعب الوسط الثالث، للاستفادة من قوة تسديداته واندفاعه البدني. ومن بين كل الأندية الراغبة في جلب كوندوبيا، يأتي ميلان ليصبح الرقم الصعب، والسر يعود إلى اقتناع مدراء النادي الإيطالي، بأن هذا اللاعب سيخدم خطط المدرب الجديد كثيراً، ويساهم بفعالية في استعادة الأمجاد السابقة.