كولومبيا 2016 مقبرة للناشطين الحقوقيين

20 اغسطس 2016
اغتيال 381 ناشطاً منذ بداية 2010 (غييرمو ليغاريا/فرانس برس)
+ الخط -



الصراع المسلّح التاريخي الذي تعيشه كولومبيا منذ نصف قرن ويحصد مئات القتلى من المقاتلين الحكوميين والمتمردين والمدنيين سنوياً، لا يبدو مسؤولاً بالكامل عن جرائم أخرى تطاول هذه المرة عشرات الحقوقيين.

وحتى الإعلان عن اتفاق ينهي النزاع بين السلطة ومنظمة "فارك" اليسارية أكبر الفصائل المتمردة في يونيو/ حزيران الماضي، قد لا ينهي تراثاً كولومبياً في قتل الحقوقيين على أيدي قتلة مأجورين، حتى لتبدو البلاد مقبرة جاهزة لكلّ من يحمل راية الدفاع عن الحقوق.

تشير وكالة فرانس برس إلى أنّ النصف الأول من عام 2016 شهد مقتل 35 حقوقياً في كولومبيا. هو ما يزيد بضحية واحدة عن الفترة نفسها عام 2015. وتنقل الوكالة عن منظمة "سوموس ديفينسوريس" (نحن مدافعون) الحقوقية غير الحكومية إعلانها أنّ 91.5 في المائة من الناشطين الحقوقيين الـ35 هم من الرجال. كما تشير إلى أنّ 30 منهم قتلوا على أيدي قتلة مأجورين. أما أكثر المناطق تضرراً فهما كوكا (غرب) وأنتيوكيا (شمال غرب) مع سبع عمليات اغتيال في كلّ منها.

وبينما يكشف تقرير للمنظمة أنّ "العنف ضد الحقوقيين لا يرتبط حصراً بالنزاع المسلح، من دون إغفال تأثيره"، يؤكد أنّ اتفاق السلام "لا يعني تقليص المخاطر" على المدافعين عن حقوق الإنسان.

وعدا عن ضحايا القتل، تشير المنظمة إلى 314 اعتداء على حقوقيين في الأشهر الستة الأولى من عام 2016، معظمها "شكّل خطراً على حياتهم وسلامتهم وأعاق العمل الشرعي والقانوني في الدفاع عن حقوق الإنسان في كولومبيا". مع ذلك، فإنّ عدد الاعتداءات يمثل تراجعاً بنسبة 21 في المائة عن الفترة نفسها من عام 2015 حين كان العدد 399. وكان معظم ضحايا تلك الاعتداءات قادة من السكان الأصليين، والكولومبيين ذوي الأصول الأفريقية من الفلاحين والعامة.

وفي حصيلة تمتد خمس سنوات ونصف السنة، تشير المنظمة إلى اغتيال 381 ناشطاً حقوقياً في البلاد خلال الفترة الممتدة من يناير/ كانون الثاني 2010 حتى يونيو/ حزيران 2016.