كوستا.. سواريز.. ليفاندوفيسكي.. عفواً هذا زمن نجوم المركز 9

09 نوفمبر 2014
نجوم الهجوم يعودون إلى الواجهة (العربي الجديد)
+ الخط -


مهما تطورت الخطط وزادت التعقيدات الفنية في السنوات الأخيرة، فإن الحنين للماضي يظل السمة الأبرز على الإطلاق، خصوصاً في الموسم الحالي، الذي يطل برأسه من جديد مع مباريات مشتعلة وأحداث صاخبة وأهداف حاسمة في المحطات النهائية من عمر المباريات. وإذا جمعنا أكبر ثلاثة دوريات من حيث تصنيف الاتحاد الأوروبي الأخير، وهي الإسباني والإنجليزي والألماني، فيجب أن نتحدث عن النقطة المشتركة بين ثلاثة نجوم يقدمون مستوىً راقياً مع فرقهم خلال هذه البطولات.

فاز تشيلسي على ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي بهدف قاتل من كوستا، وعاد برشلونة إلى الليجا من جديد بانتصار صعب أمام ألميريا، والفضل يعود لكابتن هانيبال الشهير بسواريز. أما بايرن ميونخ فواصل نتائجه المرعبة وأداءه الاستثنائي في البوندسليجا، عن طريق ارتفاع مستوى نجومه خلف المهاجم الجديد روبرت ليفاندوفيسكي، لذلك فالعبارة الأنسب لليوم الكروي ستكون، وراء كل فريق عظيم، مهاجم لا يشق له غبار.

القاتل
نجح دييجو كوستا في تسجيل أول 10 أهداف له في البريميرليج، بعد مشاركته في 9 مباريات، ولكي يصل فرناندو توريس إلى هذا الرقم مع تشيلسي من قبل، احتاج إلى 52 مباراة كاملة، لذلك مورينيو مدرب محظوظ جداً بتواجد هداف بقيمة الإسباني البرازيلي داخل تشكيلة فريقه، ودييجو بمثابة السر الرئيس في تطور نتائج الفريق اللندني هذا الموسم، مقارنة بالموسم الماضي، وذلك لوجود مهاجم قادر على ترجمة الفرص إلى أهداف أمام الفرق التي تعرف كيف تدافع، وهذا ما افتقده تشيلسي خلال السنة الماضية.

يعتبر كوستا مهاجماً متحركاً غير قابل للتصنيف، Outlet Striker، أي مهاجماً يتمركز في العمق، لكن كل تحركاته وانطلاقاته تكون على الأطراف، أي مناسباً جداً لأكثر من تكتيك وخطة خلال أي مباراة. ومع المستوى الكبير الذي يقدمه سيسك وأوسكار في منطقة الوسط، فإن المهاجم يجد دعماً غير محدود من زملائه في العمق، بالإضافة إلى مهارات هازارد على الأطراف، لذلك يخلق الفريق عدة فرص قابلة للتهديف خلال أي مباراة.

لم يلعب تشيلسي مباراة عظيمة أمام ليفربول، بل كان يستحق الفريق المضيف نقطة على الأقل عطفاً على مجريات اللعب، لكن حسم كوستا التهديفي رجح الكفة لفريقه، على حساب أصحاب الأرض الذين يعانون كثيراً من بيع سواريز وإصابة ستوريدج، لذلك فالمقارنة بين مردود كوستا وبالوتيلي خلال المواجهة، ستقودنا حتماً إلى أسباب الفوز الرئيسة، مهاجم متحرك لا يهدأ أبدأً، وآخر خامل ينتظر الكرة ولا يحاول أمام الدفاعات القوية.

هانيبال
لعب لويس سواريز دور المنقذ لفريقه برشلونة أمام ألميريا في الدوري الإسباني، فاللاعب العائد من الإيقاف صنع ثلاثة أهداف حتى الآن في بطولة الليجا، ويعتبر النجم الأول للمباراة الأخيرة التي انتصر خلالها الأحمر والأزرق بشق الأنفس. ومع نزول سواريز خلال الشوط الثاني، لعب المدرب لويس إنريكي بأسلوب أقرب للمخاطرة، وقام الجهاز الفني بتعديل جوهري في طريقة اللعب من 4-3-3 إلى 3-4-3 صريحة، بوجود مهاجم رقم 9 وخلفه ميسي كصانع لعب.

التحول من 4-3-3 إلى 3-4-3 واللعب بالثلاثي الخلفي، عبارة عن مدافع واحد وظهيرين على الأطراف. وخلال مباراة بارسا-ألميريا، لعب هانيبال هذا الدور، يدخل إلى الصندوق كـ 9 أمام ميسي ليتيح الفرصة لانطلاقات الظهير المتحول لدور الجناح أدريانو رفقة لاعب الوسط المائل للخط راكيتتش.

كذلك حينما يبدأ الهجوم من العمق، يخرج سواريز من منطقة الجزاء وينطلق على الطرف اليمين، وذلك من أجل إتاحة الفرصة للاعبي الوسط القادمين من الخلف إلى الأمام، كما حدث في الهدف الثاني الذي قام بصناعته سواريز وأحرزه الظهير جوردي ألبا. وهذا هو الدور المهم للمهاجم المتكامل، حيث أنه لا يسجل الأهداف فقط بل يصنعها أيضاً، ولاعب بقيمة سواريز مفيد جداً للفرق الهجومية التي تضرب التكتلات الدفاعية، كذلك له دور حقيقي مع الفرق الدفاعية، لأنه قادر على لعب التحولات وشغل دور الجناح أثناء المرتدات.

الحائط
استعاد بايرن الكثير من بريقه هذا الموسم، بفضل التغييرات الجوهرية التي أحدثها المدرب بيب جوارديولا في الشكل الخططي للفريق، ولكن ليس فقط التكتيك الذكي هو السبب، بل هناك عمل كبير يجب أن يعود للوافد الجديد والمهاجم المتألق، السفاح البولندي ليفاندوفيسكي، الذي لعب كرقم 9 صريح، وأعطى حرية أكبر للاعبي الوسط والأطراف في تشكيلة الفريق البافاري لهذا العام. ورغم أن ليفا لم يسجل أهدافاً خلال آخر مباراتين للبايرن أمام روما وفرانكفورت، إلا أنه قام بعمل كبير في الثلث الأخير من الملعب.

يعتبر النجم البولندي نسخة أقرب إلى رأس الحربة القديم، أو فيما يعرف بالـ Old-Fashioned Striker. لاعب قوي يملك بنيان حديدي يمتاز بالقدرة على التحكم بالكرة، وأطلق عليه زميله السابق، نوري شاهين، لقب الحائط، وذلك بسبب قوته وصعوبة مراقبته من قبل المدافعين.

يقوم ليفاندوفيسكي مع بايرن بدور المحطة المهمة أمام خط الوسط، يتحرك ولا يقف في منطقة الجزاء، يجيد اللعب في الفراغات بين الظهير وقلب الدفاع، بالإضافة الي قدرته على الالتحام مع لاعبي الخصم بدنياً. مع قدراته كلاعب 9 حقيقي هداف، مع إمكانية اللعب على الأرض. ويعتبر البولندي أحد أهم صفقات جوارديولا، لأنه سمح للفيسلوف بتطبيق جزء مهم من أفكاره الخاصة بخطة 3-4-3 التي تعتمد على مهاجم أساسي يشغل المدافعين، حتى يسمح لغيره باللعب بحرية، وتسجيل أكبر قدر ممكن من الأهداف.