كورونا يوقف مخيمات الأطفال الصيفية في غزة

كورونا يوقف مخيمات الأطفال الصيفية في غزة

30 يونيو 2020
يقضي الأطفال أوقاتهم على الأراجيح(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

يتّجه الطفل محمد الحسنات ممسكاً بيد شقيقته رهف إلى حديقة صغيرة أمام المبنى الذي تقطن فيه عائلتهما في حي تل الهوا، جنوبي مدينة غزة، بعدما حرمهما فيروس كورونا من اللعب في المخيمات الصيفية السنوية.
ويلجأ الطفلان وإلى جانبهما جيرانهما من الأطفال، إلى اللعب على أراجيح الحديقة تارة، أو اللعب في الشارع تارة أخرى، إثر وقف المخيمات الصيفية التي كانت تستقطب الأطفال من مختلف الأعمار، بعدما فُرضت الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا، والتي بدأت في مطلع شهر مارس/ آذار الماضي، بعد اكتشاف أولى حالات الإصابة بالفيروس داخل مراكز الحجر الصحي في قطاع غزة.


وباتت الشوارع والمساحات الصغيرة، على الرغم من كونها غير آمنة، مسرحاً للأطفال، يمارسون فيها "شقاوتهم" وألعابهم اليومية، التي تبدأ صباحاً وتنتهي مع حلول ساعات المساء، فيما يصطحب الأهالي بعض الألعاب المُساعدة، مثل الدراجات الهوائية، السكوتر، وألواح التزلج.

وكانت المخيّمات الصيفية المعروفة باسم "ألعاب الصيف"، والتي تنفذها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تبدأ في شهر يونيو/حزيران، وتستمر حتى أغسطس/آب من كُل عام، وتستهدف الأطفال من مختلف المراحل العُمرية، داخل المدارس المنتشرة في محافظات القطاع، وتقدم لهم المسابقات والبرامج الترفيهية وبرامج الدعم النفسي.
كما كانت الفصائل الفلسطينية أيضاً تنظم مخيمات تستقطب الأطفال والفئات العمرية الصغيرة، لكنها توقفت نتيجة أزمة كورونا.

 

ودفع توقف تلك المخيمات الصيفية، التي كانت متنفساً للأطفال في العطلة الصيفية، الأطفال نحو "إسعاد أنفسهم بأنفسهم"، عبر الرجوع إلى الألعاب التقليدية والجَماعية.
وتعتبر "الشَريدة" اللعبة ذات الشعبية الكبيرة بين الأطفال الذكور في المتنزهات، والتي يشترط فيها هروب الأطفال من طفل معين، يتعيّن عليه التقاطهم واحداً تلو الآخر، فيما تتجه الفتيات إلى لعبة "الحجلة"، ويتم فيها القفز بين المكعبات المرسومة على الأرض، دون المساس بأي طرف من الأطراف المرسومة.


ويتجمع الفتية كذلك في مداخل الطرقات أو الساحات العامة للعب كرة القدم، فيما يتجه البعض إلى اللعب بالدراجات الهوائية، أو التزلج بالأحذية ذات العجلات (السكيت)، وتفضّل الفتيات الجلوس في جماعات على العشب الأخضر أو مداخل البيوت، ومنهن من ينشغلن بأجهزة الجوال والألعاب الإلكترونية.
وتأخذ الأطباق الطائرة حيزاً عند الأطفال مع حلول فصل الصيف، إذ يتفننون في صنعها وتزيينها بالأوراق الملونة الخاصة بصنعها، أو أكياس النايلون الملونة، ويتم إطلاقها في الطرقات أو على أسطح المنازل، فيما يتنافس الأطفال بعرض قدرة طائراتهم على الطيران وجمال شكلها الخارجي.
وإلى الغرب من مدينة غزة، يكتظ شاطئ البحر بالعائلات التي تصطحب أطفالها للعب على الرِمال، أو السِباحة، وقد كان البحر مقصداً أساسياً خلال المخيمات الصيفية التي كان يتم تنظيمها سابقاً.
وتقول الناشطة المجتمعية، هند جودة، إنّ غياب المخيمات الصيفية خلال إجازة الصيف الطويلة، وما تبعه من حالة فراغ كبيرة لدى الأطفال، دفع إلى توجه الأهل للبحث عن بدائل لملء أوقات أطفالهم، وإبعادهم عن الاستسلام للأجهزة الذكية، لما فيها من تشتيت للذهن وتأثيرات سلبية على التركيز، علاوة على إمكانية زيادة الوزن لدى الأطفال، بسبب ساعات الخمول والجلوس الطويلة في المنازل، سواء على الأجهزة الإلكترونية أو التلفاز.
وتشير جودة في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن هناك بدائل جيدة للعائلات التي تستطيع تغطية تكاليف بعض الأنشطة، مثل دورات السباحة، وكرة القدم، ودورات تعليم اللغات، لافتة إلى وجود مراكز شبه مجانية أو بتكاليف رمزية، تمنح الطفل مساحات متنوعة للتعلم واللعب والقراءة، وممارسة المواهب.
وتشير في الوقت ذاته إلى إمكانية توجه العائلات الفلسطينية غير المقتدرة مادياً، إلى شاطئ البحر برفقة أطفالها، وهو المتنفّس الأساسي لأهالي قطاع غزة، و"المجاني تماماً، بدون قيد أو شرط"، حيث يضمن لهم إمكانية الترفيه واللعب دون كلفة.