كورونا يمنع فعاليات ذكرى النزوح الثالثة بمخيمات الروهينغا في بنغلاش

كورونا يمنع فعاليات الذكرى الثالثة للنزوح بمخيمات الروهينغا في بنغلادش

25 اغسطس 2020
أوضاع مخيمات الروهينغا في بنغلادش مأساوية (منير أوزمان/ فرانس برس)
+ الخط -

أوقفت مخيمات الروهينغا في بنغلادش جميع الأنشطة الثلاثاء، وطلب من اللاجئين التزام منازلهم لإحياء "ذكرى الإبادة الجماعية" الموافقة للذكرى الثالثة لنزوح هذه الأقلية المضطهدة في ميانمار، بسبب تفشي فيروس كورونا.
وفر نحو 750 ألف شخص من الأقلية المسلمة في عام 2017 من عملية تطهير عرقي قادها الجيش ومليشيات بوذية في غرب ميانمار، وانضموا إلى نحو 200 ألف من الروهينغا لجأوا بالفعل إلى بنغلادش، بعد موجات من أعمال عنف سابقة. وأدى التدفق الهائل للاجئين إلى تشكل مخيمات مترامية الأطراف في منطقة كوكس بازار (جنوب شرق بنغلادش)، مكونة من أكواخ متهالكة مصنوعة من القماش والخيزران، حيث يسود الفقر المدقع.
وبسبب وباء "كوفيد-19" لم يتم تنظيم مظاهرات كبيرة في المخيمات، على عكس السنوات السابقة. وقال مهيب الله، أحد زعماء الروهينغا في المخيمات: "لن تكون هناك تجمعات، ولا ذهاب إلى العمل، ولا صلاة في المساجد، ولا نشاطات لمنظمات غير حكومية أو إنسانية، ولا مدارس قرآنية، ولا توزيع للمواد الغذائية".
وأغلقت المتاجر وأكشاك الشاي التي عادة ما تكون أمكنة للقاءات  أبوابها، الثلاثاء، في كوتوبالونغ، أكبر مخيم للاجئين في العالم، ودعا مسؤولو الروهينغا مليون لاجئ إلى البقاء في أكواخهم، لكن البعض خرج رغم ذلك. وكتب على اللافتات المعلقة في المخيم ليوم الاحتفال "أونغ سان سو تشي إرهابية، وليست حائزة على جائزة نوبل للسلام"، في إشارة إلى زعيمة ميانمار.

فر نحو 750 ألف شخص من الأقلية المسلمة في عام 2017 من عملية تطهير عرقي قادها الجيش وميليشيات بوذية في غرب ميانمار، وانضموا إلى نحو 200 ألف من الروهينغا لجأوا بالفعل إلى بنغلادش بعد أعمال عنف سابقة

 

وبدأت العمليات الواسعة للجيش في 25 أغسطس/ آب 2017، رداً على هجمات لمجموعة متمردة من الروهينغا. وتعزز روايات عن القتل والاغتصاب والانتهاكات الاتهامات بارتكاب "إبادة جماعية" في البلاد ذات الأغلبية البوذية، حيث يُنبذ مسلمو الروهينغا منذ عقود.
وقال مهيب الله إن الجيش "قتل أكثر من عشرة آلاف. نفذوا عمليات قتل واغتصاب جماعية، وأجبروا شعبنا على الفرار من منازله".
ولا يزال نحو 600 ألف من الروهينغا في ميانمار، التي لا تعتبرهم مواطنين كاملي الحقوق، ويعيشون هناك في ظل ما تصفه منظمة العفو الدولية بظروف "الفصل العنصري".
محمد بشار (30 سنة)، فقد والده وأعمامه خلال التطهير، وأصبح الآن لاجئاً في بنغلادش، ويستذكر حياته قبل الهجرة الجماعية قائلاً: "لا يمكنني وصف كل المعاناة التي مررنا بها خلال السنوات الثلاث الماضية. نعيش في المخيمات كمتسولين ومنبوذين، وغالباً ما أرى في أحلامي منزلي المظلل بشجرة، وعائلتي السعيدة".

 

ووقعت بنغلادش اتفاقاً مع ميانمار لعودة اللاجئين. لكن الروهينغا يرفضون العودة من دون ضمان حقوقهم واعتبارهم مواطنين بشكل كامل. وقال براد آدامز من "هيومن رايتس ووتش": "يجب أن تقبل ميانمار حلاً دولياً يوفر عودة آمنة وطوعية للاجئي الروهينغا، فيما يجب ألا تجعل بنغلادش، التي نعي قدراتها المحدودة، الظروف غير ملائمة بالنسبة للاجئين الذين ليس لديهم مكان آخر للإقامة".
وتعتبر بنغلادش، الدولة الفقيرة في جنوب آسيا، أن الروهينغا يجب ألا يبقوا على أراضيها، وترفض تطوير المخيمات لجعلها أكثر استدامة، وتمنع اللاجئين من مغادرتها، وأمضى بعض الروهينغا عدة عقود في زراعة النباتات في مخيمات بنغلادش. ودفع اليأس مئات منهم إلى محاولة الفرار بالقوارب إلى جنوب شرق آسيا، آملين بحياة أفضل، ولكن مات كثير منهم في الطريق.

(فرانس برس)

المساهمون