كورونا يضرب عقارات مانهاتن

كورونا يضرب عقارات مانهاتن

17 اغسطس 2020
الوكالات تعود لعرض العقارات بعد شهور من الحجر
+ الخط -

تضرب جائحة كورونا العقارات السكنية في مدينة نيويورك بقوة هذا الصيف، خاصة مدينة مانهاتن الراقية الذي تعتمد إيجاراتها على الأثرياء وموظفي حي المال "وول ستريت" الذي يعد أكبر ممد للوكالات العقارية بالمؤجرين. ويفوق إيجار الشقة المكونة من غرفتين في مدينة مانهاتن 4000 دولار شهرياً.
وبحسب تقرير صدر عن شركة "دوغلاس وليام وميلر سامويل" المتخصصة في أبحاث العقارات، فإن عدد الشقق غير المشغولة في حي مانهاتن، القلب التجاري والمالي للولايات المتحدة الأميركية، بلغ أكثر من 13 ألف وحدة في شهر يوليو/ تموز الماضي. وكانت المدينة قد شهدت هجرة مكثفة إلى الريف بعد تفشي جائحة كورونا، خاصة خلال شهري مارس/ آذار وإبريل/ نيسان خوفاً من العدوى. 
وبحسب التقرير، فإن حجم الإيجارات في حي مانهاتن تراجع بنسبة 23% في شهر يوليو/ تموز، كما أن قيمة الإيجارات تراجعت بنسبة 10% في نفس الشهر. 
وتتخوّف الوكالات العقارية من أن تؤدي الموجة الثانية للجائحة إلى كساد القطاع العقاري في النصف الثاني من العام الجاري. وتعد مدينة نيويورك جوهرة العقارات السكنية في أميركا، إذ إنها تجذب الأثرياء وشركات الوساطة المالية والصناديق الاستثمارية من جميع أنحاء العالم. 

وتحتضن مدينة مانهاتن معظم المشاريع العقارية الفخمة في الولايات المتحدة، خاصة في شارع "فيفث أفنيو" وغربي مانهاتن والمناطق القريبة من مبنى الأمم المتحدة ووسط المدينة التجاري حول منطقة "تايمز سكوير"، التي تصل فيها أسعار الشقق إلى أكثر من 10 ملايين دولار وتبلغ الفخمة منها عشرات الملايين من الدولارات. وتسعى الوكالات العقارية إلى جذب المؤجرين عبر مجموعة من الإغراءات، من بينها منح زبائنها إعفاء من دفع الإيجار يقارب الشهرين. ويبلغ إيجار الشقة المكونة من غرفتين 4.6 آلاف دولار في المتوسط. 
وعلى صعيد مبيعات العقارات، قال التقرير الصادر عن "دوغلاس وليام وميلر سامويل" إن الربع الثاني من العام الجاري شهد أكبر تراجع في حجم المبيعات منذ 30 عاماً، إذ تراجعت المبيعات بنسبة 54%. ولكن هذا الربع لا يعكس حقيقة سوق العقارات في مدينة مانهاتن، إذ إن سلطات الولاية أغلقت عملياً النشاط التجاري وحظرت عمل الوكالات العقارية. ويذكر أن سلطات ولاية نيويورك حظرت الوكالات العقارية رسمياً من عرض الشقق بين مارس/ آذار و22 يونيو/ حزيران. 
وإضافة إلى تراجع الإيجارات ضربت مدينة نيويورك الاحتجاجات الشعبية ضد ارتفاع الإيجارات، التي تزامنت مع عيد العمّال، إذ نسّق المستأجرون في نيويورك إضرابات واسعة من جراء التلاعب بأسعار الإيجارات التي اعتبروها مرتفعة أكثر من اللازم.
وشارك نحو 12 ألف مستأجر من نحو مائة مبنى في نيويورك في إضراب مفتوح عن دفع الإيجارات. ونظمت الإضرابات مجموعة أطلقت على نفسها "هاوسينغ جاستيس فور أول"، أو "عدالة السكن للجميع". ويقَدّر أن نحو ثلثي سكان نيويورك البالغ عددهم 8.6 ملايين هم من المستأجرين. 

وقبيل الجائحة كانت مدينة نيويورك تحظى بأكثر أسواق العقارات السكنية انتعاشاً في أميركا، إذ يتزايد الطلب على إيجارات الشقق الفارهة في مانهاتن. ويكتفي عدد كبير من الأثرياء وكبار المديرين والشركات بالإيجار بدلاً عن الشراء. ووصل إيجار الشقق الفارهة، مثل البنتهاوس في غربي مانهاتن، إلى 100 ألف دولار شهرياً خلال العام الماضي. بينما يصل إيجار شقة من غرفتين إلى 2500 دولار في الشهر في أحياء مثل كوينز وبروكلين وأكثر من أربعة آلاف دولار في جزيرة مانهاتن. وفي كثير من الأحيان تغطي الشركات الكبرى أسعار السكن لكبار موظفيها، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الإيجارات في جزيرة مانهاتن.
ولكن مدينة مانهاتن ليست الوحيدة التي تعاني من كساد الإيجارات ومبيعات المساكن، إذ يضرب كورونا أسعار المساكن ومبيعاتها في كثير من المدن الأميركية الكبرى. كما أن المصارف الأميركية شددت في الآونة الأخيرة من إجراءات منح القروض العقارية ويطالب بعضها حالياً بدفع مقدم يبلغ 20% من قيمة العقار، وهو ما لا تستطيعه معظم الأسر في الولايات المتحدة.

المساهمون