Skip to main content
كورونا يحرم أسواق مصر من رواج العيد
عبدالله عبده ــ القاهرة
محال مغلقة في الأسواق بسبب تدابير كورونا (فرانس برس)
كشف عدد من البائعين وأصحاب المتاجر، الذين كانوا يعتمدون ‏على موسم العيد في مصر كأحد مواسم الرواج التي لا تتكرر سوى مرة ‏واحدة في العام، عن تراجع مبيعاتهم بمعدلات وصلت إلى 90%.‏

يقول إبراهيم صلاح، صاحب متجر لصناعة وتسويق المنظفات، ‏من المتعارف عليه أن موسم عيد الفطر يعتبر موسم الرواج ‏الأول الذي تنتعش فيه حركة مبيعات المنظفات، إذ تستعد كافة ‏طبقات المجتمع لقدوم العيد بحملة تنظيف شاملة، يتساوى في ‏ذلك الأغنياء والفقراء، ثم يأتي بعد ذلك موسم عيد الأضحى، ‏ولكن ليس بنفس الحركة.‏

ويشير إلى أنه هذا العام يعاني من حركة انكماش في المبيعات، ‏تخطت 50%، وهي فترة لم يشهدها منذ أن بدأ تجارته ‏في تسويق وتصنيع المنظفات منذ أكثر من 20 عامًا.‏

ويبيّن أن أسباب هذا التراجع ترتبط بتنفيذ إجراءات الحظر ‏وإغلاق المتاجر الساعة الخامسة، وكذلك لأن البعض اشترى ‏مستلزمات النظافة مع بداية أزمة كورونا، وهناك آخرون فضلوا ‏عدم الخروج للتسوق إلا للضرورة من باب الإجراءات الوقائية، ‏إضافة إلى تراجع الأحوال المعيشية لمعظم الأسر المصرية بشكل ‏عام.‏

"هذا العام لم نشعر بهذا الرواج". جملة جاءت على لسان كرم ‏حسن، تاجر عطارة ومواد غذائية، واصفًا حال تجارته قبل أيام ‏من قدوم عيد الفطر السعيد.‏

ويضيف: "كان النصف الثاني من شهر رمضان المبارك يمثل موسم رواج كل ‏عام لشراء مستلزمات صناعة الكعك، من دقيق وسمن وزيوت، ‏وسمسم وعجوة وملبن وخلافه، لكن هذا العام لم نشعر بهذا ‏الرواج، فقد تراجع الإقبال بحوالي 75% مقارنة بنفس ‏الفترة من العام الماضي.‏

ويعزو كرم الأسباب إلى ضعف القوة الشرائية، خاصة عقب ‏الإعلان عن تفشي فيروس كورونا، وانخفاض دخول العمالة ‏اليومية، إضافة إلى تعليمات الحظر وإغلاق المتاجر الساعة ‏الخامسة، مع انصراف الناس عن صناعة الكعك المنزلي لارتفاع ‏التكاليف، وتفضيل شراء كميات محدودة من مخابز صناعة ‏الكعك.‏

ويشكو تاجر أحذية انخفاض مبيعاته إلى معدلات تخطت 50%، بعد أن كان موسمه الطبيعي يبدأ من شهر شعبان.‏

ويوضح لـ"العربي الجديد" أن الكلام عن وجود حظر في أيام ‏العيد، أصاب التجار بالارتباك، لذلك فالبضاعة المعروضة جزء ‏كبير منها من بقايا المواسم الماضية، لأن التاجر يخشى شراء ‏بضاعة جديدة لا يجد لها رواجا.

ويلفت محمد عبد الجليل، بائع بمتجر هواتف، إلى أنه كان من ‏الطبيعي في كل عام أن تشهد حركة البيع قبل أيام عيد الفطر رواجا ‏يتعدى 70% مقارنة بالأيام العادية، لكن هذا العام لا ‏تتعدى حركة المبيعات 10% مقارنة بنفس الفترة ‏من العام الماضي.

ويرى عبد الجليل أن تنفيذ تعليمات الحظر أحد أسباب تراجع ‏المبيعات، إذ يتم إغلاق المتجر في الساعة الخامسة، في حين أن ‏ذروة المبيعات في مثل هذه الأيام، كانت تبدأ عقب الإفطار ‏وحتى وقت السحور، إضافة إلى ظروف الناس المعيشية الصعبة.