كورونا ليست وحدها... جوائح جديدة تطل برأسها حول العالم

07 يوليو 2020
+ الخط -

لم يعد يكفي الشخص أن يتابع عدّاد موقع "وورلد ميتر"، ليعرف أن عدد المصابين اليوم بجائحة كورونا (كوفيد 19) في العالم يخطو بتسارع نحو الاثني عشر مليوناً.

فكما أن "الحديث بالحديث يذكر" باتت الجوائح تستدعي بعضها، حتى مع أوبئة أعلن عن السيطرة عليها منذ زمن بعيد.

الطاعون الدبلي

في الصين أعلن، الأحد الماضي، عن مستوى الخطر الثالث لتفشي مرض الطاعون الدبلي، أو الدملي، في منطقة منغوليا الداخلية شمالي البلاد، وذكرت وكالة أنباء شينخوا أن التحذير سيظل قائماً حتى نهاية العام.

بدأت الأخبار تتوالى منذ يوم 30 يونيو/ حزيران الماضي، حين نقل شخص عمره 27 عاماً إلى المستشفى، بعد تناوله لحم مرموط (قوارض من الفصيلة السنجابية) وكشفت نتائج الاختبار الأولي أنه مصاب بالطاعون الدبلي.

"الدبلي" أحد أنواع الطواعين، مرض بكتيري ينتشر عن طريق البراغيث التي تعيش على القوارض البرية مثل المرموط. ويمكن أن يقتل هذا المرض شخصاً بالغاً في أقل من 24 ساعة إذا لم يعالج في الوقت المناسب، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ويُعتقد أن حيوانات المرموط قد تسببت في وباء الطاعون الرئوي عام 1911، الذي أودى بحياة حوالي 63 ألف شخص في شمال شرق الصين.

وساهم ظهور المضادات الحيوية، التي يمكن أن تعالج غالبية حالات العدوى إذا اكتشفت في وقت مبكر، على احتواء تفشي الطاعون.

وإذ يمكن للطب الحديث  علاج الطاعون، إلا أنه لم يقض عليه بشكل كامل. وبسبب عودته حديثاً، صنفته منظمة الصحة العالمية على أنه مرض جديد.

إنفلونزا الخنازير

لم تكتف الأخبار بمتابعة الطاعون المستجد، حتى أطلت سلالة من إنفلونزا الخنازير تُعرف باسم (جي4).

وكان فريق من العلماء الصينيين نشروا دراسة في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" الأميركية، حذرت من أن فيروساً جديداً لإنفلونزا الخنازير، يعرف باسم (جي4)، أصبح معدياً للبشر بشكل أكبر ويمكن أن يتحول إلى ”فيروس وبائي“، بحسب وكالة رويترز.

لكن وزارة الزراعة والشؤون الريفية في الصين أعلنت، يوم السبت الماضي، أن سلالة من إنفلونزا الخنازير تُعرف باسم (جي4) ليست جديدة، ولا تصيب أو تمرض البشر والحيوانات بسهولة، مما يتعارض مع دراسة نشرت الأسبوع الماضي، وفق شينخوا.

دودة غينيا

وإلى حد بعيد، يعتبر داء دودة غينيا منقرضاً، غير أن موقع

Gizmodo  نقل تحذيرات طبية تفيد بأن الداء عاد للظهور في فيتنام، مع اكتشاف حالة أوائل يونيو/ حزيران الماضي.

لكن خبراء دودة غينيا تساءلوا "إذا كان الأمر كذلك، كيف تمكنت الدودة من الوصول إلى بلد يبعد آلاف الأميال عن ملجئها الوحيد المعروف في أجزاء من أفريقيا؟".

وعادة ما تصيب الدودة الناس من خلال مياه الشرب الملوثة، وتتغلغل في البطن من جدار الأمعاء، حيث تنمو إلى طفيليات تبدأ بالتكاثر.

فيروس إيبولا

عاد فيروس إيبولا إلى الواجهة ثانية، أوائل الشهر الماضي، مع إعلان حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية عن تفش جديد له، فيما يعرف بالموجة الحادية عشرة للوباء، منذ اكتشاف الفيروس لأول مرة في البلد في عام 1976.

وفي أواخر الشهر، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي وباء إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لم يعد يشكل حالة طوارئ دولية في مجال الصحة العامة، بعد الإعلان عن انتهائه.

يذكر أن فيروس إيبولا أدى إلى وفاة 11 ألف شخص في غينيا وسيراليون وليبيريا، بين الأعوام 2014 و2016.

ويتسبب فيروس إيبولا بالحمى والتقيؤ والإسهال الحاد، ويتبع ذلك أحياناً فشل الكلى أو الكبد ونزيف خارجي وداخلي.

عبث في التوازن

لا ينفك الباحثون ومسؤولو الصحة في العالم يربطون ما يقع من أوبئة، أو رهاب وقوعها، سوى بأمر واحد هو عبث البشرية بتوازن البيئة.

"إذا واصلنا استغلال الحياة البرية وتدمير نظمنا البيئية، فيمكننا أن نتوقع رؤية تدفق مستمر من هذه الأمراض، التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، في السنوات المقبلة".

هذا ما تقوله المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن، في تقرير نشر على موقع الأمم المتحدة أمس، بمناسبة "يوم الأمراض حيوانية المنشأ العالمي"، الذي يحيي ذكرى عالم الأحياء الفرنسي لويس باستور.

المساهمون