كورونا: صفقات اللقاح وتجاربه تتواصل

كورونا: صفقات اللقاح وتجاربه تتواصل

29 يوليو 2020
فحص لواحد من أبناء الشعوب الأصلية في البرازيل (تارسو صراف/ فرانس برس)
+ الخط -

بينما يتضح تأثير فيروس كورونا الجديد على تفاصيل حياتنا الكبيرة والصغيرة، بما في ذلك من تظاهرات عالمية كبرى ومناسبات حجّم الفيروس حضور الجماهير فيها، وآخرها موسم الحج في مكة الذي يقتصر الحضور فيه هذا العام على نحو ألف شخص فقط، مقارنة بمليونين على الأقل سنوياً، فإنّ الحرب ضد الفيروس تستمر من ناحية التجارب على اللقاحات المحتملة، والصفقات التي تعقدها الدول للاستحواذ على الجرعات قبل إنتاجها حتى.
في هذا الإطار، قالت بريطانيا، اليوم الأربعاء، إنّها وقعت صفقة للحصول على ما يصل إلى 60 مليون جرعة من لقاح محتمل للفيروس، تطوره شركتا "سانوفي" و"غلاكسو سميثكلاين" وهي رابع صفقة من نوعها تبرمها بريطانيا مع احتدام السباق لاحتواء الفيروس. ولم يحصل أيّ لقاح بعد على الموافقة لاستخدامه لمكافحة المرض الرئوي الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا الذي أودى بحياة نحو 665 ألف شخص، من أصل نحو 16 مليوناً و900 ألف إصابة شفي منهم نحو 9 ملايين و800 ألف بحسب جامعة "جونز هوبكنز"، فيما أثار اضطرابات اقتصادية على مستوى العالم. ولم يُكشف بعد عن الشروط المالية للاتفاق. وأكدت الشركتان أنّ موافقة الجهات الرقابية على اللقاح يمكن الحصول عليها بحلول النصف الأول من عام 2021، إذا جاءت بيانات التجارب السريرية إيجابية. وهذه أول صفقة لـ"سانوفي" و"غلاكسو سميثكلاين" لتوريد اللقاح التجريبي لدولة.

بالانتقال إلى المختبرات، قالت شركة "مودرنا" الأميركية إنّ التجارب التي أجرتها على لقاح للفيروس أدت إلى استجابة مناعية قوية ووفرت حماية من الإصابة به في دراسات أجريت على القردة. تابعت الشركة أنّ اللقاح "ميرنا - 1273" الذي أعطي للقردة وفّر حماية للرئة والأنف من الإصابة ومنع المرض الرئوي في جميع الحيوانات. ونشرت نتائج الدراسة التي أجريت على القردة في دورية "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين" الطبية. وتظهر هذه النتائج تحسناً في ما يبدو على النتائج التي حققها لقاح أسترازينيكا في دراسة مماثلة. وبينما تزيد الدراسة على حيوانات الثقة باللقاح، قالت شركة "مودرنا" إنّها بدأت بالفعل الاختبارات على البشر.
بالانتقال إلى روسيا، بدأ معهد حكومي لعلم الفيروسات تجريب ثاني لقاح روسي محتمل للفيروس على البشر، إذ جرى حقن أول متطوع من خمسة بجرعة منه يوم 27 يوليو/ تموز الجاري، وصحته جيدة. وقالت هيئة حماية المستهلك الروسية إنّ المتطوع التالي في التجربة التي سيجريها معهد "فيكتور لعلم الفيروسات" في سيبيريا سيجرى حقنه غداً في 30 يوليو/ تموز. ويظهر سجل حكومي لجميع التجارب السريرية أنّ المعهد يختبر لقاح ببتيد (وهو سلسلة من الأحماض الأمينية) باستخدام برنامج تم تطويره لأول مرة لفيروس إيبولا. ومن المتوقع بعد ذلك أن يتسع نطاق التجربة ليشمل 100 متطوع بين 18 و60 عاماً.

على الصعيد نفسه، في البرازيل، تطوعت طبيبة الأطفال مونيكا ليفي، مع أطباء آخرين في ساو باولو، في أحد أكثر البرامج تقدماً لتطوير لقاح للفيروس. وتقول الطبيبة ليفي (54 عاماً) التي تزاول الطب منذ 23 عاماً في عيادة متخصصة بالأمراض المعدية والطفيلية وفي علم المناعة في كبرى مدن البرازيل: "أنا مؤيدة للتلقيح بالكامل. لذا يجب أن يكون موقفي منسجماً مع ما أؤمن به". وهذه الطبيبة المتخصصة هي من بين خمسة آلاف متطوع يشاركون في البرازيل في تجارب المرحلة الثالثة والأخيرة قبل اعتماد لقاح "شادواكس 1 نكوف- 19" الذي طورته جامعة "أكسفورد" والمختبر البريطاني "أسترازينيكا" ويجرب أيضاً في بريطانيا وجنوب أفريقيا. والبرازيل الدولة الكبيرة في أميركا الجنوبية هي أيضاً أول بلد يطلق تجارب المرحلة الثالثة للقاح الصيني "كورونافاك" من إنتاج مختبر "سينوفاك بايوتك". ويتم اختيار المتطوعين بشكل رئيسي من بين العاملين في قطاع الصحة المعرضين أكثر من غيرهم من خلال مهنتهم للفيروس. وتوضح مونيكا ليفي بشأن عملية الاختيار: "اختاروا عاملين في مجال الصحة لأنّنا معرضون باستمرار. والشروط كانت أن يكون المتطوع بين الثامنة عشرة والخامسة والخمسين ويتواصل مع العامة وألّا يعاني من أيّ عناصر خطر، مع استثناء الحوامل من التجارب". وتضيف: "الجميع مهتم بدراسة اللقاحات في مناطق فيها كثير من الإصابات مثل البرازيل، فالبلاد تسجل عدداً مرتفعاً متواصلاً من الإصابات والوفيات، الأمر الذي يسمح بمقارنة نتائج تجارب عدة". وتروي ليفي التي تلقت حقنة اللقاح في 21 يوليو/ تموز الجاري أنّها شعرت "بوجع في الجمجمة وبتعرق بارد" في اليوم الأول.

المساهمون