كواليس تهدئة غزة: تعليق النقاط الإشكالية بانتظار مفاوضات القاهرة

كواليس تهدئة غزة: تعليق النقاط الإشكالية بانتظار مفاوضات القاهرة

26 فبراير 2020
لا ترغب الفصائل في حرب جديدة (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -
"حرب لا يريدها الجميع لكنهم يحومون حولها"، بهذه العبارة استهل مصدر مصري مطلع على مسار مفاوضات الوساطة التي تقودها القاهرة بين فصائل قطاع غزة، والاحتلال الإسرائيلي، في معرض رده حول المشهد في القطاع، ومفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إن "إسرائيل كانت مستعدة لوقف إطلاق النار في اللحظة التي تبلغها فيها القاهرة بنجاح جهود الوساطة"، مضيفاً "حركة الجهاد الإسلامي كالعادة في بادئ الأمر أبدت موافقة على الهدنة ولكنها رفضت تحديد موعد محدد، وأكد مسؤولو الحركة في اتصالاتهم مع الجانب المصري، أنهم عندما سينتهون من ضرباتهم سيبلغون المسؤولين في مصر لإعلان سريان وقف إطلاق النار".

وأوضح المصدر أن "الجانب المصري كان متفهّماً لوجهة نظر قيادة حركة الجهاد والفصائل المسلحة في غزة، لكن الأمر أثار غضب الحكومة الإسرائيلية، لذلك شهدت الساعات الأخيرة قبل سريان القرار تكثيف الضربات الجوية للطيران الإسرائيلي على أهداف تابعة للحركة، ضمن بنك الأهداف المتوفر لديها".
وأشار المصدر إلى أن "إسرائيل تحاول أخيراً انتهاج أسلوب التفريق، من خلال تحييد حركة حماس ومواقعها عن القصف، بشكل يبدو وكأنه متفق عليه، لإحداث الوقيعة بين حماس والجهاد الإسلامي، وهو ما تداركته كتائب القسام التي نسّقت مع سرايا القدس الذراع العسكرية للجهاد، وأطلقت دفعات من الصواريخ رداً على القصف الإسرائيلي".

وكشف المصدر أن الجانب الإسرائيلي هو من بادر بطلب الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار بعد وقوع هجوم بري مشترك من فصائل مسلحة فلسطينية منها "الجهاد" و"حماس"، وليس من بينها "فتح"، على موقع إيرز العسكري، مساء أمس، قائلاً "القاهرة طالبت قيادات الفصائل عبر اتصالات، ومنها ما جرى مع قيادة حماس الموجودة في الدوحة، بالوقف الفوري لإطلاق النار وتعليق النقاط الخلافية إلى حين الوصول إلى العاصمة المصرية القاهرة والتباحث بشأن تلك النقاط، إضافة إلى الأمور الأخرى الخاصة بتفاهمات الهدنة طويلة المدى".


وأوضح المصدر أن "وفدين من حركتي حماس والجهاد سيصلان إلى القاهرة في غضون الساعات المقبلة لإجراء مفاوضات منفصلة مع المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية". وشدد على أن "الحكومة الإسرائيلية لا تريد إشعال حرب في الوقت الراهن، وهناك فقط مسؤولين في إسرائيل هدفهم توجيه ضربات إعلامية تفي بالغرض حول الردع، وتحقق مكاسب انتخابية قبل الجولة المقبلة، وفي مقابل ذلك حركة حماس هي الأخرى لا ترغب في إشعال حرب جديدة في ظل الظروف الإنسانية المتردية في القطاع، كذلك حركة الجهاد"، مضيفاً "لكن الاختلاف بالنسبة لحركة الجهاد أنها تستعجل وتضغط على تل أبيب لتنفيذ تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها برعاية مصرية وأممية، بالإضافة لتنفيذ جزء من أهداف حلفاء لها".

في غضون ذلك، كشف مصدر قيادي في حركة "حماس" أن وفداً من الحركة بصدد التوجّه إلى القاهرة، مشيراً في الوقت ذاته إلى لعب قطر دوراً ليس بالقليل في مفاوضات التهدئة، موضحاً أن الحركة طالبت الجانب المصري ببنود واضحة تضمن عدم تكرار الخروقات الإسرائيلية.

وكان المتحدث العسكري لـ"سرايا القدس" أبو حمزة، قد قال في وقت سابق للهدنة، "كنا قد أعلنا إنهاء ردنا العسكري على جريمتي الاغتيال في خان يونس ودمشق ولكن العدو لم يلتزم وقصف مواقعنا ومقاتلينا... لذلك نعلن أننا قمنا بالرد تأكيداً على معادلة القصف بالقصف، ونقول للعدو لا تختبرنا وسنرسخ معادلة الرد بالرد ولن تخيفنا تهديداتكم". وأوضح أبو حمزة أن "أي فعل مقاوم في أي وقت وأي مكان وتحت أي ظرف أو تعقيد سياسي هو فعل مشروع ويحظى بإسناد شعبي وإجماع مقاوم... ولنا الفخر أن نقدّم دماءنا ليعيش شعبنا وأمتنا بعزة وكرامة". وأكد أن "كل من يراهن على كسر المقاومة من قادة الكيان عبر العدوان والإرهاب سيخسر مستقبله السياسي، وتهديدات قادة الكيان لن تجلب الأمن للمستوطنين".

المساهمون