Skip to main content
كلام في الميزان
هادي ردايدة (الأردن)
منذ بداية ظهور ما عرفت بالثورة الصناعية، ثمّة سؤال يطرح: ماذا صنعت الأمتان العربية والإسلامية بمجمل أفرادهما، من إنجازات حقيقية، يمكن وزنها بميزان التميز والجدارة الحقيقي ضمن معيار التفوق الحياتي؟
في الأحاديث العامة والمجالس الخاصة لأفراد الأمتين العربية والإسلامية، نجد تذمرا وسخطا تجاه إسرائيل قوة موجودة بالاحتلال. لكن إسرائيل، هذا الكيان الذي ولد صغيرا، صار اليوم كبيراً ويتمتع بقوة تزداد مع الأيام مقابل اضمحلال الكيان العربي والإسلامي.
ولد الكيان الإسرائيلي بفعل العقلية السلطوية البحتة البعيدة عن العدل والحق. كلام جميل صائب لا غبار عليه، لكن هذا الكيان في عالم الحياة الواقعي تحوّل إلى قوة موجودة على الأرض، نتيجة الاستخدام المنطقي للعقل، بعيدا عن أي طريق يخرج عن الخطة الموضوعة للتميز والثبات. ونتيجة لذلك، صار هذا الكيان الإسرائيلي قوة اقتصادية وصناعية لها وجودها في دنيا المال والاقتصاد العالمي، بغض النظر عن سلطويته واستبداده، لنكون أمام سؤال: لماذا وكيف حدث ذلك؟
وصل هذا الكيان الإسرائيلي إلى ثباته الحالي وإمكاناته الصناعية والاقتصادية، بفضل أفراد الأمتين العربية والإسلامية الذين اشتغلوا بصراعاتٍ وخلافاتٍ ممتدة، لا تعرف طريقا إلى النهاية، بل تتناسل من ذاتها.
هذه النتيجة ماثلة الآن أمام كل صاحب حكمة وضمير حي يقظ، فنحن أمام هوان وذل عربي واستجداء لذلك الآخر بالرحمة ومنح الأمن والأمان، لتبقى الأمة العربية والإسلامية سالمةً على سطح الحياة، كما يطفو بالون في ماء من دون أي تأثير إيجابي صائب فيها.