كلارا زيتكين

كلارا زيتكين

08 مارس 2015
كلارا زيتكين خلال مسيرة في موسكو في عام 1921(Getty)
+ الخط -


تكشف وثيقة تاريخية تعود إلى 1910 تخبرنا بأن "المؤتمر العالمي الثاني للمرأة"، عقد في كوبنهاغن في 26-27 أغسطس/آب من تلك السنة، بمشاركة 130 امرأة من 17 دولة، ليناقشن حقوق وظروف النساء العاملات، وقد اتخذ قراراً باعتبار الثامن من مارس/آذار من كل عام يوماً عالمياً للمرأة.

اجتماع ذلك العام كان نواة حركة قادتها الاشتراكية الألمانية كلارا زيتكين وبمشاركة الاشتراكيتين الديمقراطيتين اليزابيث ماك ونينا بانغ. هدفت نساء تلك السنوات إلى تنسيق جهودهن ببناء شبكات علاقة داخلية في الدول وبينها، للضغط من أجل حقوقهن في مجال العمل مع التقدم الصناعي وحاجة السوق إلى يدهن العاملة. أهم نقاش وضعته الحركة النسائية قبل أكثر من 105 سنوات كان يتعلق بحق التصويت والترشح في الانتخابات وخوض معترك الحياة السياسية وتحصيل حقوق الأمومة في مجتمعات لم تكن ترى قيمة متساوية للنساء. 
لقد كان للاشتراكية الألمانية كلارا زيتكين دورها الأساس في رفع الصوت عالياً ضد سياسات وتفكير المحافظين من أنصار إعطاء المرأة بعض الحقوق، فاندفعت تنادي بحقوق كاملة ومساواة بين المرأة والرجل.

لم تعد في السنوات اللاحقة أهمية كبرى لمسألة الانتماء الطبقي بين النساء في اعتماد الثامن من مارس/آذار يوما عالميا للمرأة، لقد كانت شتوتغارت الألمانية في عام 1907 تحتضن مؤتمرا لممثلي نساء عدد من الدول الأوروبية المنتميات إلى الاشتراكيين الديمقراطيين/الاجتماعيين، بينما اتخذ مؤتمر كوبنهاغن صبغة اشتراكية قبل قيام الثورة البلشفية وتبنيها شعارات حقوق المرأة العاملة.

إن اختيار 8 مارس/آذار من قبل مؤتمر كوبنهاغن، ليكون اليوم العالمي لنضال المرأة، أتى على خلفية تاريخية تتعلق بنضال النساء في الولايات المتحدة الأميركية في عامي 1857-1858، حين شاركن في مظاهرات الإضراب الشهير عن العمل من أجل المساواة في الأجور، ثم في عام 1908 تم بالتظاهر في نيويورك إحياء لمناسبة مرور نصف قرن على الإضراب الشهير لعاملات النسيج. أضف إلى ذلك أن روسيا شهدت في 8 مارس/آذار 1917، قبل الثورة البلشفية بأشهر، مظاهرة نسوية كبيرة.

شهد عام 1911 مظاهرات نسوية كبيرة في كل من ألمانيا والنمسا، وفي الأخيرة جرى صدام كبير بين نحو 30 ألف متظاهرة وقوات الشرطة، وتم إنقاذ النساء العاملات من حمام دم، بحسب ما ذكرت السوفييتية الكسندرا كولونتاج في مذكراتها عن الحركة النسوية في عام 1920.

وفي عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، اتخذ نضال المرأة طابعاً اشتراكياً بغياب نساء الطبقة البرجوازية عن تلك الاحتفالات، لكن بعد الحرب العالمية الثانية وبسببها كانت الحركة النسوية في حالة جمود. وعلى الرغم من أن الحركة انطلقت في مجتمعات أوروبية وأميركية، إلا أنه من النادر أن لا تجد بلداً حول العالم لا يذكر فيه اليوم العالمي للمرأة، وخصوصاً بعد اتخاذ الأمم المتحدة قراراً يوصي باعتبار 8 مارس/ آذار يوما للمرأة.

اقرأ أيضاً:في يومها.. المرأة العربية أقوى من الانتهاكات 
اقرأ أيضاً:المرأة المصرية في يومها العالمي.. بين السجون وأقسام الشرطة

المساهمون