كسوة الأطفال تشغل الأسر المغربية في عيد الفطر

كسوة الأطفال تشغل الأسر المغربية في عيد الفطر

22 يونيو 2017
إقبال على شراء ملابس الأطفال (كريستوفر لي/Getty)
+ الخط -
لا تخف الحركة في متاجر الدار البيضاء في هذه الأيام، حيث تبحث جميع الأسر عن تأمين كسوة العيد للأطفال.
مباشرة بعد الإفطار وصلاة التراويح، تخرج الأسر إلى "القيساريات" الشهيرة بالدار البيضاء والمحلات التجارية الحديثة في وسط المدينة.
والقيساريات تُعد أحد أشكال المنشآت التجارية والحرفية التي تم إنشاؤها منذ مئات السنين ولا تزال تحتفظ بسمتها التجارية إلى الآن.
يقول طارق علالي، المسؤول عن متجر في "موروكو مول"، إن الأسر بدأت تحل بالمركز التجاري الأشهر في المغرب منذ أسبوع.

ويشير إلى أن كثيراً من الأسر تقبل على تأمين كسوة العيد لأطفالها، بعد التسهيلات التي تقدمها الشركات التي تعمل بها.
واعتادت الإدارات الحكومية والشركات على مراعاة حلول الأعياد، كي تحول للعاملين لديها رواتبهم، حتى يتمكنوا من شراء كسوة الأطفال.
وانطلق موسم التنزيلات في المركز التجاري "موروكو مول"، وهو تقليد درج عليه هذا المتجر في الأعوام الأخيرة، في ظل المنافسة التي يواجهها من مراكز تجارية أخرى و"قيساريات" في الأحياء الشعبية.

وبعدما كان الباعة الجائلون للخضر والفواكه والأجبان، يحتلون الشوارع والأزقة بدرب السلطان بالدار البيضاء خلال رمضان، أُضيف إليهم في الأيام الأخيرة آخرون يعرضون ملابس الأطفال، ما يشكل منافسة حقيقة للمحلات التجارية.
وتستجيب السوق المغربية لجميع موازنات الأسر، فهناك العلامات التجارية الأصيلة وهناك الملابس المقلدة التي يوفرها القطاع غير الرسمي.
وتقدر الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، رقم المعاملات في السوق المحلية للألبسة بأربعة مليارات دولار، جزء كبير منه يحققه المستوردون.

وتغلب الملابس المستوردة في السوق المغربية، خاصة التركية منها التي أضحت لها محلات تميزها في الأسواق الشهيرة بالدار البيضاء.
ويذهب توفيق شاهيد، المشرف على محل تجاري بسوق القريعة الشهير، إلى أن تلك الملابس لا يمكن تمييزها عن الماركات التي تأتي من أوروبا.
ويشير إلى أن الأسر تحرص على أن يكون السعر مناسباً، حتى تتمكن من تلبية أذواق أبنائها، الذين يحرصون على اختيار ما يناسبهم دون وصاية ذويهم.

وتعتبر السيدة زينب، التي ترافق ابنيها إلى أحد المحلات بـ "القريعة"، أن كسوة العيد قد تستنزف 40% من راتب الزوج الذي يصل إلى خمسمائة دولار. هي تعتبر أنه كلما انتظرت الأسر إلى الأيام الأخيرة من رمضان، كلما اضطرت للشراء بأسعار مرتفعة، بسبب زيادة الطلب على كسوة العيد.
ويشير طارق العلالي، إلى أن كثيراً من الأسر، أصبحت تشتري كسوة العيد قبل رمضان، خاصة في فترات التنزيلات في المتاجر الكبرى.

وكانت المندوبية السامية للتخطيط، لاحظت أن الإنفاق على الملابس، يتراجع بنسبة 13% في رمضان، حيث تركز أكثر على الغذاء.
غير أنه يتضح، حسب توفيق شاهيد، أن تلك الأسر تضطر إلى إسعاد أطفالها، ببذل كثير من المال من أجل كسوة العيد.
وتستطيع العديد من ربات البيوت، تأمين المال لكسوة العيد عبر تقليد سائد في الأحياء الشعبية، والذي يعرف بـ "دارت".

ويقوم ذلك التقليد، على الاتفاق بين عدد معلوم من ربات البيوت على جمع قسط من المال، يسلم لإحداهن مرة في الشهر، على أن تتسلمه أخرى في الشهر التالي.
ويؤكد شاهيد، أن عيد الفطر يساهم بشكل حاسم في إنعاش تجارة الألبسة في سوق "القريعة"، في ظل حرص الأسر في الأيام الأخرى على توزيع إيراداتها بين الغذاء والمدارس الخاصة وصحة الأطفال، حيث يصبح شراء الملابس نوعاً من الترف.
ورغم تنامي صادرات المغرب من الملابس، فإن العاملين في هذه الصناعة يشكون من هيمنة المهربين على السوق المحلية، مما يزيد قلقهم من عدم القدرة على استيعاب السوق المغربية، حال حدوث أي اضطرابات في أسواق التصدير.


المساهمون