كامالا هاريس... أول أميركية سوداء مرشحة لمنصب نائب الرئيس

كامالا هاريس... أول أميركية سوداء مرشحة لمنصب نائب الرئيس

12 اغسطس 2020
+ الخط -

طالما كانت كامالا هاريس، التي اختارها المرشح الديمقراطي للبيت الأبيض جو بايدن نائبة له في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، رائدة في مسيرة حياتها.

وتقول هاريس (55 عاما): "كانت والدتي تقول لي على الدوام قد تكونين الأولى في القيام بالكثير من الأمور، لكن احرصي على ألا تكوني الأخيرة".

وهاريس أول مدعية عامة سوداء لولاية كاليفورنيا، وأول امرأة في هذا المنصب وأول امرأة من أصول جنوب آسيوية تفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي. وهي الآن تسعى لكي تصبح أول امرأة في منصب نائب الرئيس الأميركي.

ومن غير المتوقع أن يتبوأ بايدن البالغ 77 عاماً الرئاسة لأكثر من ولاية واحدة في حال انتخابه، إلا أن هاريس ستكون على الأرجح الأوفر حظا في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي بعد أربع سنوات من الآن. وهذا يمكن أن يمنحها فرصة أكبر في دخول التاريخ، كأول رئيسة سوداء للولايات المتحدة.

وقالت سوزان رايس إن "السيناتورة هاريس قائدة عنيدة ورائدة ستكون شريكة رائعة في حملة الانتخابات". وكانت رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس السابق باراك أوباما، وكانت من الشخصيات المطروحة لدى بايدن لاختيارها على بطاقته.

ومنذ انسحابها من سباق نيل الترشيح الديمقراطي وتأييدها لبايدن، صعّدت هاريس انتقاداتها للرئيس دونالد ترامب في العديد من القضايا، من تعاطيه مع أزمة تفشي جائحة كوفيد-19 إلى العنصرية وصولاً إلى الهجرة.

وكتبت في تغريدة مؤخراً "إن خطاب ترامب العنصري المتكرر يحاول توجيه اللوم في إخفاقاته المتعلقة بفيروس كورونا المستجد لأي شخص ما عداه".

وأضافت "هذه مسألة خطيرة وخاطئة -- ولها تداعيات في الحياة الفعلية على الأميركيين الآسيويين والمهاجرين الآسيويين".

وكان والدا هاريس من المهاجرين إلى الولايات المتحدة، فوالدها من جامايكا ووالدتها من الهند. وتجسد حياتها في بعض النواحي الحلم الأميركي.

قريبة من بو بايدن

ولدت هاريس في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1964 في أوكلاند بولاية كاليفورنيا. كان والدها دونالد هاريس أستاذا في الاقتصاد ووالدتها شيامالا غوبالان كانت باحثة في سرطان الثدي. وانفصل والداها عندما كانت هاريس في الخامسة تقريبا. فربتها والدتها التي توفيت في 2009، مع شقيقتها مايا.

ونالت درجة البكالوريوس من جامعة هوارد إحدى جامعات السود التاريخية في واشنطن. وهي عضو في نادي "ألفا كابا ألفا" للخريجات، أقدم نوادي الخريجات الأميركيات من أصل أفريقي.

درست القانون في كلية هايستينغز بجامعة كاليفورنيا، وأصبحت مدعية وشغلت منصب المدعي العام لسان فرانسيسكو لولايتين.

انتخبت مدعية عامة لكاليفورنيا في 2010 وأعيد انتخابها في 2014، وفي نفس هذا العام تزوجت دوغلاس إيمهوف وهو محام لديه ولدان من زواج سابق.

وعندما كانت مدعية عامة أقامت هاريس علاقة عمل مع ابن بايدن الراحل بو، الذي كان يتولى المنصب نفسه في ولاية ديلاوير. وتوفي بو بايدن بالسرطان عام 2015.

لكن فشلها في القيام بإصلاحات قضائية جنائية جريئة عندما كانت مدعية عامة، أثر على حملتها الرئاسية وحرمها تأييد العديد من الناخبين السود في الانتخابات التمهيدية.

فازت هاريس بمقعد في مجلس الشيوخ في تشرين الثاني/نوفمبر لتصبح ثاني سيناتورة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة.

في مجلس الشيوخ استخدمت مهارتها وأسلوبها الصارم في الاستجواب الذي اكتسبته من عملها كمدعية عامة، وخصوصا خلال جلسة تثبيت تعيين القاضي بريت كافانو في المحكمة العليا.

"تلك الفتاة الصغيرة هي أنا"

أطلقت هاريس حملتها للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، في يوم عيد ميلاد مارتن لوثر كينغ جونيور في كانون الثاني/يناير 2019، خلال تجمع حضره 20 ألف شخص في أوكلاند. واشتبكت مع بايدن في مناظرة الديمقراطيين الأولى، منددة بمعارضة السيناتور السابق في السبعينات لبرامج نقل التلاميذ والاختلاط في الحافلات للحد من الفصل العنصري في المدارس.

وقالت "كان هناك فتاة صغيرة في كاليفورنيا كانت من ضمن الصف الثاني الذي شمله الاختلاط في مدرستها، وكان تنقل بالحافلة إلى المدرسة كل يوم" مضيفة "تلك الفتاة الصغيرة هي أنا".

وأتاح لها ذلك إحراز تقدم في الاستطلاعات لكن لفترة قصيرة. وانسحبت من السباق في كانون الأول/ديسمبر 2019 وأعلنت تأييد بايدن.

ورغم حدة المناظرة، أوضح بايدن أنه لا يكنّ أي ضغينة لهاريس ووصفها بأنها "ذكاء من الصف الأول، ومرشحة من الصف الأول ومنافسة حقيقية".

هاريس ناشطة لا تعرف الكلل، وتتمتع بالقدرة على التواصل مع الناس وبقوة جذب للكثير منهم

 

صوتت هاريس لصالح عزل ترامب في محاكمته في مجلس الشيوخ. وسعيا لإلحاق الهزيمة به أكدت الحاجة لإعادة تشكيل "تحالف أوباما" الذي يضم أميركيين من أصول أفريقية وإسبانية ونساء ومستقلين وجيل الألفية.

وهاريس ناشطة لا تعرف الكلل، وتتمتع بالقدرة على التواصل مع الناس وبقوة جذب للكثير منهم. وإضافة إلى خبرتها في الفروع القضائية والتنفيذية والتشريعية للحكومة، يتوقع أن تعطي هاريس زخما كبيرا للسباق إلى البيت الأبيض الذي طغت عليه جائحة كوفيد-10 والأزمة الاقتصادية.

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
جدارية داعمة لفلسطين وغزة في حرم جامعة بيتزر كولدج في الولايات المتحدة الأميركية - 10 إبريل 2024 (Getty)

مجتمع

أعلنت حركة مقاطعة إسرائيل أنّ مجلس جامعة "بيتزر كولدج" الأميركية صوّت لمصلحة مقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، غير أنّ رئيسها استخدم حق "الفيتو".
الصورة
هيبرت أمام البيت الأبيض وهو يضع لافتة للتنديد بالإبادة الجارية في غزة (العربي الجديد)

سياسة

لليوم الثاني على التوالي يواصل الطيار في القوات الجوية، لاري هيبرت، إضرابه عن الطعام أمام البيت الأبيض في واشنطن لتسليط الضوء على معاناة أطفال غزة.
الصورة
فلسطينيون والمقر الرئيسي لوكالة أونروا في قطاع غزة وسط الحرب (فرانس برس)

سياسة

قالت صحيفة "ذا غارديان" إن إسرائيل قدمت للأمم المتحدة مقترحاً لتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ونقل موظفيها إلى وكالة أخرى.
الصورة
عزمي بشارة (العربي الجديد)

سياسة

قال المفكر العربي عزمي بشارة إن جهات عديدة في أوروبا والولايات المتحدة تعمل منذ عقود بشكل منظم على تحويل التضامن مع الشعب الفلسطيني إلى حالة دفاع عن النفس