كارول فيلتشيسكي.. تجارب غربية ضد الإسلاموفوبيا

كارول فيلتشيسكي.. تجارب غربية ضد الإسلاموفوبيا

11 ديسمبر 2019
(كارول فيلتشيسكي في سورية)
+ الخط -

خلال العقدين الأخيرين من تزايد العنصرية المناهضة لـ المهاجرين، كشفت تقارير ودراسات أن الإسلاموفوبيا أحد أكثر أشكال العنصرية انتشاراً، ومقابل تزايد صعود الأحزاب اليمينية المتطرّفة والحركات المعادية للمسلمين، ظهر حقل دراسي يتوسّع يوماً بعد يوم، يبحث في الرهاب من الإسلام كظاهرة هيكلية في المجتمعات الأوروبية، وكيف أن بنيتها الداخلية لها جذور اجتماعية وآليات عمل محدّدة مورست من قبل سياسيّين ومنظّمات وأحزاب ووسائل إعلام وكتّاب تنتمي إصداراتهم إلى قائمة "الأكثر مبيعاً"، وكلّ هؤلاء قدّموا أنفسهم كجبهةٍ لـ "حماية قلعة أوروبا من المدّ الإسلامي القادم عبر المهاجرين واللاجئين".

في الوقت نفسه، كانت هناك محاولات صغيرة لكنها مهمة في مكافحة الإسلاموفوبيا، ومنها البحوث الحالية الآخذة في النمو حول هذه الظاهرة، إلى جانب برامج النشطاء والمنظّمات ومجموعات من نواب المجالس البرلمانية. فمثلاً، في النمسا تقوم المنظمة غير الحكومية "دوكوستيل" بنشر تقرير سنوي يوثّق لـ "معاداة المسلمين" وكذلك ينشط "الاتحاد الوطني للطلّاب" في البلاد في كشف القضايا التي تواجه الطلّاب المسلمين في التعليم العالي. وفي فرنسا، ثمّة مكافحة لتطبيع رهاب الإسلام من خلال نشطاء أجروا عام 2018 مسوحات ودراسات استقصائية على نطاق فرنسا بهدف وضع تصوّر حول وضع المسلمين في حقول مختلفة في البلاد.

من أبرز الناشطين المستقلّين في هذا السياق، الأكاديمي والصحافي البولندي كارول فيلتشيسكي (Karol Wilczyński)، الذي يشارك في محاضرة تُقام عند السادسة من مساء الثلاثاء، السابع عشر من الشهر الجاري، بتنظيم من مركز "جدل للمعرفة والثقافة" في عمّان، إلى جانب ورش عمل يديرها حول الإسلام وكراهية الإسلام في أوروبا، وكيفية فهمه، وبناء الجسور بين مختلف الناس.

يقول الباحث إن "العديد من الاستطلاعات تُظهر أنّ العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي ليست سهلة. ينطبق هذا بشكل خاص على أوروبا الشرقية وبولندا حيث يتعرّض جزء كبير من المسلمين لخطاب الكراهية أو أعمال التمييز".

تطرح المحاضرة تساؤلات من قبيل: ما هو حجم الخوف من الإسلام في بولندا والاتحاد الأوروبي؟ ما هي أسباب الخوف وكراهية الإسلام في بولندا حيث لا يوجد مسلمون تقريباً (أقل من 0.1 بالمئة من إجمالي سكان البلاد)، لكن هذه الأقلية هي واحدة من أقدم المجتمعات الإسلامية في الاتحاد الأوروبي كلّه، وما هو مستقبل الإسلام في الاتحاد الأوروبي وبولندا؟ وما الذي يمكن عمله لبناء تفاهم مشترك؟

أما ورشة العمل التي يقيمها المحاضِر، وتنطلق عند السادسة من مساء الأربعاء، الثامن عشر من الشهر الجاري، فتطرح السؤال الآتي: هل محكوم علينا بالفعل النزاع كشرقيّين وغربيّين أو مسلمين وغير مسلمين؟ وفي هذا الصدد، يرى فيلتشيسكي أن كثيرين يصفون ما نشهده حالياً بأنه صراع حضارات. في بولندا، مثلاً، يُروَّج لمقولة إن المسلمين "لا ينتمون إلى أوروبا المسيحية"، بل يستند التعليم العام والتاريخ الذي يُقدَّم في المدارس إلى مبدأ الصراع الأبدي بين "الشرق" و"الغرب". ويحاول خلال الورشة البحث في آليات جديدة لبناء جسور بين العالمَيْن.

في ورشة أخرى يقيمها مساء الخميس، التاسع عشر من الشهر الجاري، يتناول الباحث، المتخصّص في مواضيع الإقصاء الاجتماعي والهجرة والدين، إمكانية استخدام وسائط التواصل الاجتماعي لتعزيز التفاهم المشترك، لافتاً إلى أمثلة عملية، فالأطفال في الدول الإسكندنافية لديهم دروس خاصة في التعاطف والتضامن الإنساني.

المساهمون