كارلو آنشلوتي.. كبش فداء النادي الألماني

كارلو آنشلوتي.. كبش فداء النادي الألماني

02 أكتوبر 2017
+ الخط -

لم تكن الأشهر الأخيرة نموذجية بالنسبة للعملاق البافاري؛ فمنذ أن انتهى الموسم الماضي لاحت في الأفق الأزمة التي يعيشها بايرن ميونخ، حيث اعتزل لاعبين من النادي بحجم قائد الدفاع فيليب لام، ولاعب الوسط الإسباني تشابي ألونسو، ولم يتمكن النادي البافاري من إجراء صفقات قادرة على سد الفراغات في فترة الميركاتو الصيفي، حيث اكتفى بالتعاقد مع أربعة لاعبين فقط، وكانت أعلى صفقة بينها صفقة كورينتين توليسو، الذي استقدم من نادي ليون الفرنسي مقابل 41.5 مليون جنيه استرليني، وهو رقم لا يتناسب إطلاقًا مع القوى الشرائية للنادي، أو حتى مع تضخم أسعار اللاعبين في سوق الانتقالات الفائت؛ وكذلك تعاقد بايرن ميونخ مع المدافع نيكولاس شولي، ولاعب الوسط خميس رودريغز على سبيل الإعارة، وهي تعاقدات لم تثمر بنتيجة تذكر حتى الآن؛ بالإضافة لشرائهم اللاعب الشاب سيرجي جنايري، الذي أعير قبل أن يلعب للنادي.

مع بداية الموسم الجاري، بدأت الأزمة تتفاقم، فمعدل أعمار لاعبي بايرن ميونخ هو الأعلى في الدوري الألماني، ولا يزال الفريق يعتمد على لاعبين تقدموا في السن بتشكيلته الأساسية، أمثال فرانك ريبري وآريين روبن، اللذان تخطيا عتبة الثلاث وثلاثين سنة، وبالمقابل لا يتواجد على الدكة لاعبين قادرين على تعويضهم، مما أدى حتمًا لإرهاق نجوم الفريق، الذي يحاول أن ينافس على الصعيدين المحلي والأوروبي؛ وزادت الخلافات الواقعة بين إدارة النادي والمدرب من جهة، ونجوم الفريق من جهة أخرى، الطين بلة، حيث خرج ليفاندوفسكي بتصريحات نارية يعترض بها على سياسة النادي، وتبعه ريبري، وكذلك توماس مولر، الذي بدا أقل حدة، رغم امتعاضه من جلوسه المتكرر على دكة البدلاء منذ أن قدم المدرب الإيطالي في بداية العام الماضي، وهو الأمر الذي أدى لهبوط مفاجئ بمستوى النجم الألماني.

ورغم كل ما يحدث في أروقة النادي البافاري، ورغم المباريات التحضيرية السيئة التي خاضها بايرن ميونخ، إلا أن الفريق نجح بتحقيق الأمر الأهم في عالم كرة القدم، وهو الألقاب، حيث تمكن الفريق من اختطاف كأس السوبر الألماني في بداية الموسم من نادي بروسيا دورتموند، وهو ما أنعش آمال أنصار النادي، الذين وثقوا بأنشلوتي، بعد أن تمكن من تحقيق السوبر الألماني للمرة الثانية على التوالي، وحصل أيضًا على لقب الدوري المحلي العام الفائت؛ وأصبح مشجعو بايرن ميونخ يستشهدون بإنجازاتهم في الفترة الأخيرة ليثبتوا بأن الأموال والإنفاق لا يعنيا شيئًا في كرة القدم، وهاجموا نادي باريس سان جيرمان، صاحب الصفقات القياسية في عالم المستديرة؛ وذلك ما حمل المواجهة الأخيرة التي دارت الأربعاء الماضي طابعًا رمزيًا؛ فكانت المباراة بمثابة معركة ضد رأس المال؛ ولكن الأموال انتصرت بثلاثة أهداف نظيفة.

نعم، لم ينجح أنشلوتي بإدارة المباراة الأخيرة، ولكن المباراة لم تكن مصيرية، فالفريق لا يزال يحافظ على حظوظه في دوري أبطال أوروبا، والحال نفسه في الدوري المحلي، حيث يحتل بايرن ميونخ المركز الثالث، بفارق ثلاث نقاط عن بروسيا دورتموند المتصدر بعد الجولة السادسة. ولكن إدارة النادي البافاري وجدت نفسها في مأزق، وحاولت أن تكسب ثقة الجماهير، فضحّت بالمدرب الإيطالي، الذي لم يكن سوى كبش الفداء.

المساهمون