يبدو أن الكابوس الذي عاشه نادي ريال مدريد الإسباني، إبان رحيل متوسط ميدانه السابق، الفرنسي كلود ماكيليلي، سيُراود نادي العاصمة الإسبانية من جديد، لكن هذه المرّة بعد رحيل متوسط ميدان الفريق السابق، تشابي ألونسو، إلى صفوف نادي بايرن ميونخ الألماني.
واحتاج ريال مدريد إلى 90 دقيقة فقط، لكي يُدرك تماماً مدى حجم الثغرة الهائلة التي سيُخلفها رحيل متوسط ميدان الفريق السابق، الذي انضم إلى صفوف بايرن ميونخ؛ حيث بدا وسط ميدان النادي الملكي تائهاً خلال مباراة الفريق أمام ريال سوسييداد، التي أقيمت مساء أمس على ملعب "أنويتا" في الجولة الثانية من بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم.
وأدرك المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، خلال مباراة فريقه أمام "ريال سوسييداد" في داخله مدى حجم الخطأ الكبير الذي ارتكبه، والذي يتمثل في تخليه عن الجندي المجهول في النادي الملكي، تشابي ألونسو، إذ لم يجد "أنشيلوتي" خلال لقاء أمس التوازن الدفاعي لخط وسط فريقه، والذي كان واضحاً خلال تواجد "ألونسو" في تشكيلة "الروخي بلانكوس".
كما افتقد نادي العاصمة الإسبانية للروح القتالية العالية التي كانت تُميز أداء "ألونسو" فهو كان بمثابة صمام أمان الفريق الملكي، والقوة الدافعة للفريق بدنياً وفنياً وكذلك معنوياً بروحه القتالية المرتفعة التي طالما ألهبت مشاعر زملائه، أو حتى جماهير ملعب "سانتياجو بيرنابيو".
في وقت سيُواجه ريال مدريد أزمة كبيرة ستُؤثر عليه كثيراً بكل تأكيد خلال مسيرته المحلية والأوروبية هذا الموسم، تتعلق بافتقاده لقطعة أساسية لا غنى عنها في خط الوسط، فاللاعب الإسباني كان بمثابة حلقة الوصل بين دفاع "الريال" وهُجومه، فتارة تراه يُكون شراكة رائعة سواءً مع سامي خضيرة أو مع لوكا مودريتش، وتارة أخرى تجده يقوم بأداء واجباته الدفاعية مما يمنح لاعبي خط الوسط الحرية الكاملة في التقدم.
وأعاد "ألونسو" للأذهان ذكريات ما حدث مع متوسط ميدان ريال مدريد السابق، الفرنسي كلود ماكيليلي، الذي فرط نادي العاصمة الإسبانية به، ولم يهتم أحد لرحيله، حينما قرّر التمرد على النادي الأبيض في عام 2003، بعد كان يتقاضى راتباً يناهز مليون يورو سنوياً وطالب من إدارة النادي بزيادة كبيرة تصل إلى 3.5 مليون يورو وهو الأمر الذي رفضه "آنذاك" الرئيس فلورنتينو بيريز ليرحل ماكيليلي إلى تشيلسي الإنجليزي.
ومنذ ذلك الوقت أصبح مركز "الارتكاز" بمثابة الهاجس الذي يثير توتر المدربين الذين تعاقبوا على تدريب ريال مدريد، ففي الوقت الذي خاض فيه "ماكيليلي" تحدّياً جديداً مع تشلسي الإنجليزي في العام 2003 ليواصل النجاحات في لندن؛ عانى "الريال" كثيراً من بعد لاعبه الفرنسي، حيث تعاقب العديد من اللاعبين على هذا المركز من بعده مثل كامبياسوو مامادو ديارا وايميرسون وجرافيسين؛ لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، وظل هذا المركز في ترنح حتى قدوم "ألونسو" الذي أعاد لخط وسط الفريق قوته وهيبته.