قبل ساعات قليلة من بدء مباريات كأس العالم التي انطلقت فى البرازيل، اصطف المئات من الأصدقاء في المقاهي، حيث رتب عشرات الملايين من عشاق كرة القدم فى مصر أوراقهم استعداداً لاستقبال الحدث الكبير، وانطلاقته بلقاء الافتتاح بين البرازيل وكرواتيا.
وتحولت بطولة كأس العالم إلى "سلعة استثمارية " كبرى عقب قرار شبكة "بي إن سبورتس" زيادة اشتراكها المالي وطرح أجهزة استقبال آمنة وتخطى سعر الاشتراك مبلغ 300 دولار، وهو ما يشكل عبئاً كبيراً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد منذ ثورة 25 يناير 2011.
وقرر أصحاب المقاهي دخول "المونديال" خصوصاً فى منطقة وسط البلد، وأعلنوا عن تسعيرة جديدة للتواجد بداخلها خلال فترة المباريات، ففي شوارع طلعت حرب والجلاء ومايو، تحدد سعر المقعد الواحد لمتابعة أية مباراة من دون "تناول مشروبات باردة أو ساخنة" بـ 20 (جنيه) على أن يضاف إلى السعر، تكلفة تناول أي مشروب وفقاً للتسعيرة التقليدية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قام أكثر من مقهى بتجديد ديكوراته وزيادة عدد المقاعد، وشراء شاشات عرض كبيرة لتحقيق أكبر عائد مالي من وراء الحدث الكبير بعد أن زادت بشكل ملحوظ نسب مشاهدة المباريات الأوروبية فى مصر داخل المقاهي فى آخر 3 سنوات بسبب تجميد وعدم استقرار المنافسات المحلية.
كما وأصبح الأصدقاء من الأعمار كافة يفضلون مشاهدة المباريات من خلال شاشات عملاقة معلقة على جدران وحوائط المقاهي والكافتريات المنتشرة على الأراضي المصرية، خصوصاً في الاماكن الراقية منها والشعبية على حد سواء.
ويؤكد إبراهيم محمد، صاحب مقهى فى الجلاء بأن كأس العالم فرصة بالنسبة له للوفاء بتكلفة استئجاره المقهى الشعبى الخاص به "6 آلاف جنيه" لمدة 3 أشهر مقبلة مشيراً إلى أن أغلب المقاهي فى مصر قررت وضع تسعيرة خاصة لمشاهدة المباريات، وهي 20 جنيهاً متوقعاً الحصول على ما لا يقل عن ألف جنيه فى المباراة الواحدة.
وهو إيراد يغطي تكلفته الثابتة لثلاثة أشهر بخلاف سداد رواتب العمال فى المقهى وتوفير "أرباح" ينفق بها على أسرته لستة أشهر معتبراً هذه المكاسب ليست كبيرة، خاصةً، وأنه أنفق ومعه الكثير من أصحاب المقاهي مبالغ كبيرة للحصول على اشتراك "بى إن سبورتس حاليا ".
فى المقابل يحاول الشباب محاربة غلاء التسعيرة المفاجئة لمباريات كأس العالم على المقاهي من خلال اللجوء إلى طرق بديلة منها تحميل برامج خاصة بالانترنت على التليفونات المحمولة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الترددات الخاصة بالأقمار الأوروبية التي تبث المباريات على الهواء من دون تعليق عربي، إضافة إلى تزايد نشاط الوصلات غير الشرعية، وهناك من قرر اللجوء إلى شبكة الإنترنت لمتابعة المباريات عليها ورفع قدرتها من أجل التمكن من مشاهدة جيدة من دون تقطيع.
كما ازدهرت مبيعات أجهزة استقبال معينة تفك شفرة المونديال من خلال شبكة "بي إن سبورت" ويباع الواحد منها ما بين 500 الى 700 (جنيه) مصري أي ما يعادل المائة دولار تقريباً في شارع عبد العزيز بالعتبة وهو أشهر شوارع القاهرة في بيع أجهزة الدش والرسيفر والهواتف المحمولة.
ويؤكد بهاء الدين أبو الحسن، فني متخصص في عمل "البرمجة" للأجهزة قبل تسليمها للزبائن بان بعض أنواع الأجهزة، نفد بالفعل داخل الاسواق وهي "الكيوماكس" وكان يباع بـ 550 (جنيه) وبالفعل من خلال النت يفك شفرة قنوات "بي إن سبورت".
شرط الا تقل سرعة النت عن "1ميجا"، وبالتالي تحول الزبائن الى أساليب أخرى لمتابعة تلك القنوات لحرصهم على الاستماع للمعلقين العرب ومتابعة الاستوديهات المصاحبة للقاءات، ولكن الموجود حاليا في السوق سعره أغلى حيثُ يصل الى 750 (جنيه) ومع ذلك ما يزال الاقبال عليه كبيراً حتى الآن.