أطلقت الجماهير الفلسطينية أبواق السيارات، وجابت شوارع مدن الضفة الغربية رافعة الأعلام الفلسطينية تعبيراً عن فرحها بفوز منتخبها بكأس التحدي الآسيوية والتأهل إلى نهائيات كأس أمم آسيا 2015 بأستراليا لأول مرة في تاريخ كرة القدم الفلسطينية.
كان المشهد مختلفاً، لما يحمله الفوز من رسائل كثيرة إلى العالم، وما يمثله للجماهير الفلسطينية كروياً وسياسياً، فالفوز بالبطولة جعل لقضيتهم ووجع أسراهم المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال مكاناً يشغل حيزاً لكل من شاهد تلك المباراة وتابعها عبر الشاشات الصغيرة.
وتفاعلت الجماهير الفلسطينية بشكل كبير في مشهد مؤثر ذرفت فيه الدموع من الصغار والكبار ومن هرمت أحلامهم في انتظار هذا اليوم، لترى رجلا يبكي لأنه كان يحلم بأن يصل منتخبه لنهائيات كأس آسيا، ورياضياً آخر كان يتمنى أن تلتحف كأس دولية بألوان الدول، بينما يتوق آلاف المشجعين إلى مشاهدة كأس يرفعها كابتن المنتخب عالياً.
وقال سمير أبو العذبة رئيس مشجعي نادي اسلاميي قلقيلية لـ"العربي الجديد": "لأول مرة نشعر بهذا النوع من السعادة والفرح، فرح يولد من عمق الجراح والمعاناة من جبروت الاحتلال الإسرائيلي. هذا التتويج يحمل في مضمونه رسائل خاصة جداً للعالم والاحتلال".
وتعد الرياضة في فلسطين وسيلة من وسائل الترفيه والشعور بالسعادة والفرح والفوز، والتتويج يكون مضاعفاً لهذا الشعب الذي طالما عانى من ظلم الاحتلال وحصاره المضروب على الأبرياء، ولشعب تعود أن يستفيق يومياً على أخبار الاعتقالات وهدم البيوت، وسقوط الشهداء.
وقال الاعلامي الرياضي محمد بدارنة: "الفلسطينيون يحبون الرياضة، ويعلمون جيداً أن الحصول على منتخب قوي يحتاج إلى الكثير من الوقت، فصبروا وواصلوا جهادهم وكفاحهم إلى أن جاءت البشرى بتحقيق انجاز رياضي تاريخي، اعتبروه انتصاراً جديداً لقضيتهم في انتظار البشرى الكبرى بانتصار سياسي واجتماعي".
ونذكر بأن المنتخب الفلسطيني تمكن أمس الجمعة من الفوز على نظيره منتخب الفلبين في المباراة النهائية ضمن منافسات بطولة كأس التحدي الآسيوية بهدف دون رد وانتزاع كأس البطولة والتأهل أيضاً إلى نهائيات كأس آسيا التي ستقام في استراليا الموسم المقبل وحجز بطاقة المنافسة مع أفضل 16 منتخباً في آسيا.