قيادة "الأصالة والمعاصرة" المغربي تحت المجهر

قيادة "الأصالة والمعاصرة" المغربي تحت المجهر

26 يناير 2016
اهتمام واسع لزعامة حزب "الأصالة والمعاصرة"(تويتر)
+ الخط -

واكب محللون سياسيون في المغرب، وحتى خارجه، حدث انتخاب السياسي المثير للجدل، إلياس العماري، أميناً عاماً لحزب "الأصالة والمعاصرة"، الذي يعتبر في الوقت الراهن أحد أقوى الأحزاب السياسية في المغرب، كما أفردوا لذلك مقالات تحليلية عديدة.

وأوردت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية، أن انتخاب العماري زعيماً لحزب "الأصالة والمعاصرة"، يعد بمثابة "هدية" أو "كعكة"، سيشتغل عليها غريمه، حزب "العدالة والتنمية"، الذي يقود الحكومة الحالية، خلال الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في خريف السنة الجارية.

ولم يُخْفِ العماري، عند ترشيحه أميناً عاماً لحزب "الأصالة والمعاصرة"، يوم الأحد الماضي، أن حزبه جاء لصد "الإسلاميين"، وقطع الطريق أمامهم للحيلولة دون وصولهم إلى مراكز القرار في الحكومة المغربية، قبل أن يستدرك بأنه سيتعامل مع رئيس الحكومة "الإسلامي" بكثير من الاحترام.

اقرأ أيضاً: العماري أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي

وأما صحيفة "إلباييس" الإسبانية، فقد تناولت مسألة قيادة العماري لحزب "الأصالة والمعاصرة"، من زاوية أنه اختيار ينم عن رغبة هذا الحزب في سحب البساط من تحت أرجل حزب "العدالة والتنمية"، الإسلامي المعتدل، خلال الانتخابات المقبلة، بعد التنافس الشديد الذي جمع الحزبين إبان الانتخابات المحلية الأخيرة.

وذكرت منابر مغربية، واكبت فوز العماري برئاسة حزب "الأصالة والمعاصرة"، أن الأمر يتعلق بقياديٍّ سياسيٍّ يستطيع "تحدي وإزعاج" رئيس الحكومة وحزبه في الانتخابات المقبلة، خاصة في خضم الصراع الذي يكاد يكون شخصياً بين الطرفين، ما ينذر بتصعيد في المواقف بين العماري وبنكيران.

المحلل السياسي، الدكتور محمد الزهراوي، اعتبر أن ترؤس العماري أحد أكبر أحزاب المعارضة في المغرب ينطوي على عدة رسائل رئيسية، الأولى أنه بمثابة مؤشر على مرور الدولة إلى السرعة القصوى في إطار الاستعدادات الجارية للانتخابات التشريعية المقبلة.

والرسالة الثانية وراء ترؤس العماري الحزب، الذي يتخذ شعار "الجرار"، بحسب الزهراوي، موجهة للفاعلين السياسيين، خاصة حزب العدالة والتنمية، مفادها أن الدولة لا ترغب في إجراء أي تحالف بين الغريمين التقليديين، لا سيما بعدما لوح بنكيران في أكثر من مرّة بإمكانية تحالفه مع الحزب، في حالة ما تم إبعاد العماري عن دفة تسيير الحزب.

وبالمقابل، يرى مراقبون أن العلاقة التي ستجمع حزبي، "العدالة والتنمية" الحاكم، و"الأصالة والمعاصرة" المعارض، في فترة قيادة العماري للحزب، لن تصل إلى حد الصدام أكثر مما هي عليه حالياً، بينما يتوقع آخرون أن يسود نوع من الهدوء العلاقة بين الطرفين، قد يصل إلى مرحلة التوافق الإيجابي بينهما، في أفق الانتخابات التشريعية القادمة.

اقرأ أيضاً: حزب الأصالة والمعاصرة المعارض بالمغرب يعقد مؤتمره الوطني