قوات الاحتلال تقتحم باحات المسجد الأقصى وتعتدي على المصلين

قوات الاحتلال تقتحم باحات المسجد الأقصى وتعتدي على المصلين

القدس المحتلة

محمد محسن

محمد محسن
11 اغسطس 2019
+ الخط -
اقتحمت قوات الاحتلال، اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى عقب صلاة العيد واعتدت على المصلين بالضرب وإطلاق الغاز المسيل للدموع، ما أوقع عددا من الإصابات، بينهم مسعفون وصحافيون.

واعتدت قوات الاحتلال على آلاف المرابطين في المسجد الأقصى، فيما لا تزال حشود المصلين تتدفق قرب باب المغاربة للتصدي لمحاولات المستوطنين اقتحام الأقصى.

وأصيب عشرات الفلسطينيين خلال المواجهات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين من بينهم مفتي القدس محمد حسين، ورئيس مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس، الشيخ عبد العظيم سلهب.

وتأتي هذه التطورات بعد أن أدى أكثر من مائة ألف من المصلين الفلسطينيين من القدس والداخل الفلسطيني ومن بلدان عربية وإسلامية، صباح الأحد، صلاة العيد في الأقصى تلبية لدعوات هيئات وقوى وطنية ودينية فلسطينية للرباط في الأقصى لحمايته من اقتحام المستوطنين.

وقدر مسؤول العلاقات العامة في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فراس الدبس، أعداد المصلين اليوم لأكثر من مائة ألف ازدحمت بهم ساحات المسجد الأقصى وأروقته، واضطرت أعداد كبيرة منهم للسير على الأقدام لعدة كيلومترات متجاوزين معوقات الاحتلال وحواجزه العسكرية، حيث شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها في القدس منذ يوم أمس السبت.

وأكد الدبس، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذا العدد الهائل من المصلين يحمل رسالة مهمة الاحتلال ومستوطنيه بأن أهل القدس وعموم المسلمين في أنحاء العالم لن يسمحوا بتدنيس الأقصى أو محاولة السيطرة عليه كما يحلم غلاة المستوطنين.

وبدأ المشهد في ساحات الأقصى مليئاً بأعداد كبيرة من العائلات التي جلبت أطفالها معها، وتناولوا هناك إفطار الصباح المقدسي من الكعك المقدسي المشهور والفلافل والبيض.

بينما نُظم العديد من الفعاليات للأطفال من قبل مهرجين محليين تطوعوا لهذه المهمة، هتف الأطفال خلالها بهتافات تعبّر عن حبهم وتعلقهم بالمسجد الأقصى.

أما خطيب صلاة العيد الشيخ يوسف أبو اسنينة، فقد حض المواطنين على الرباط في الأقصى مندداً بمحاولات المستوطنين لتدنيسه، كما استنكر إجراءات الاحتلال على هذا الصعيد.

وعلق ناشطون إسلاميون من الحركة الإسلامية لافتة ضخمة هنأوا فيها شعوب الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة العيد، وتضمنت عبارة كان يرددها الرئيس المصري الراحل محمد مرسي "نفوسنا جميعاً تتوق إلى بيت المقدس".

وأمّ عدد كبير من المصلين ضريح الشهيد فيصل الحسيني، حيث قرأوا الفاتحة على روحه.

من جهته، حذّر محافظ القدس عدنان غيث الذي كان من بين هذه الوفود، في حديث لـ"العربي الجديد"، الاحتلال ومستوطنيه من المسّ بالمسجد الأقصى. وقال: "إن هذا العدد الكبير من المصلين مؤشر على التصاق الشعب الفلسطيني بمسجده ودفاعه المستميت عنه".

وكانت الدعوات التي أطلقتها هيئات وقوى وطنية في القدس المحتلة خلال اليومين الماضيين، بالرباط في الأقصى أول أيام عيد الأضحى، لقيت تفاعلاً كبيراً من قبل المواطنين المقدسيين وعائلات فلسطينية قررت استبدال تلقي التهاني بالعيد في دواوينها بتقبلها في المسجد الأقصى.

ووفق بيان لعائلة عطون من قرية صور باهر جنوب القدس، فقد قالت: "أهلنا وأبناء قريتنا الأكارم، تلبية لنداء الأقصى قرر مجلس عائلة عطون أن تكون صلاة العيد لكافة أبنائها في المسجد الأقصى ويتم إغلاق ديوان العائلة يوم العيد ليكون التجمع وتقبل التهاني في منطقة الكاس في باحات المسجد الأقصى لكافة أبنائها وهي دعوة لكل العائلات في بلدنا صور باهر لنلبي نداء الأقصى وجمع الله على الحق كلمتنا وبارك الله في جهودكم".

والشيء ذاته فعلته عائلة أبو خضير من بلدة شعفاط، حيث ورد في بيان العائلة بهذا الخصوص: "أهلنا وأبناء قريتنا الأكارم، تلبية لنداء الأقصى، فقد قررت عائلة أبو خضير في شعفاط أن تكون صلاة العيد لكافة أبنائها في المسجد الأقصى، ويتم إغلاق ديوان العائلة يوم العيد ليكون التجمع وتقبل التهاني في منطقة الكاس في باحات المسجد الأقصى لكافة أبنائها وهي دعوة لكل العائلات في بلدنا شعفاط والقدس لنلبي نداء الأقصى وجمع الله على الحق كلمتنا وبارك الله في جهودكم".

واستجابة لبيان الهيئة الإسلامية بالدعوة لصلاة العيد في الأقصى، أصدرت عائلة أبو جبنة المقدسية بيانا آخر ورد فيه: "إننا في رابطة شباب عائلة أبو جبنة رأينا أنه من واجبنا الوقوف ومد يد العون للمصلين، وذلك بفتح أرضنا الواقعة في وادي الجوز لوقوف سياراتهم عندنا بأمان وبهذه الفرصة فإننا باسم رابطة شباب عائلة أبو جبنة نتقدم للعالم الإسلامي أعاده الله عليكم باليمن والخير والبركات، وكل عام وأنتم بخير جميعها".

في حين، قالت عائلة عمرو في بيان، "إلى كل الزاحفين إلى المسجد الأقصى صبيحة يوم عيد الأضحى، يرجى من سكان الأحياء المجاورة للمسجد السير على الأقدام مع التهليل والتكبير، والقادمين من الأحياء الأبعد أن يستقلوا حافلات النقل العام (الباصات)، ومن المناطق النائية والذين سيأتون بمركباتهم أن لا يركنوها في محيط الأقصى لأن شرطة الاحتلال عودتنا على تحرير المخالفات الجائرة والحاقدة".

ذات صلة

الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.
الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.
الصورة
طفل مصاب بالسرطان ووالدته من غزة في مستشفى المطلع في القدس في 17 أكتوبر 2023 (أحمد غرابلي/ فرانس برس)

مجتمع

قرّرت المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي إعادة 20 مريضاً فلسطينياً مصاباً بالسرطان، من بينهم أطفال، إلى قطاع غزة المحاصر رغم تهديد حياتهم بالخطر.