قوائم التصنيف.. نساء حضرن وأخريات غائبات

قوائم التصنيف.. نساء حضرن وأخريات غائبات

23 مارس 2015
العربية الأشهر في عالم العمارة زها حديد (GETTY)
+ الخط -
يظل تصنيف الشخصيات وترتيبها وفق قوائم تتداولها وسائل الإعلام، ترويجا لكثيرين، لكنه من دون شك يغفل عن كثير ممن يستحقون، فالتصنيف ليس سهلاً، إلا أنه يُظهر على الدوام توجهات المؤسسة التي تقف وراء إعداده.

في كل سنة نرى تلك اللوائح في مجال الأدب والسياسة والعلوم والفن والجمال والإنجازات على اختلافها. وقد نشرت الشبكة التلفزيونية الأميركية "سي إن إن" تصنيفاً بمناسبة يوم المرأة العالمي، شمل سبع نساء كان لهن التأثير الأكبر في العالم. وتضمنت قائمتها النساء اللواتي تركن بصماتهن، وكنّ القدوة للأجيال من بعدهن:

هارييت بيتشر ستو (1811-1896) كاتبة أميركية اشتهرت بكتاباتها المعارضة للعبودية. من أبرز كتبها رواية "كوخ العم توم" التي أبصرت النور في العشرين من مارس/آذار 1852، والتي احتلت المرتبة الثانية في المبيعات بعد الكتاب المقدس في القرن التاسع عشر في أميركا.

وذاع صيت ستو، وصارت المرأة الأشهر في زمنها، لمناداتها بتحرير العبيد والمساواة بين الأعراق، ما سبب لها المتاعب والملاحقات والتهديدات، وقال عنها الرئيس الأميركي إبراهام لنكولن عند استقبالها: "هذه هي المرأة التي أضرمت الحرب".

إميلين بانكيرست (1858 – 1928) المناضلة والناشطة السياسية البريطانية ورئيسة حركة "سوفرجت" هي صاحبة الفضل الأول في حصول المرأة البريطانية على حق التصويت، عرفت بدهائها وحنكتها في القانون، لتستطيع الحصول على حقوق المرأة والدخول إلى الحياة السياسية. اعتقلت وخضعت للإطعام القسري في أحد السجون البريطانية عام 1911 بعد تنفيذها إضراباً عن الطعام.

آن فرانك (1929- 1945) طفلة ألمانية كتبت مذكراتها إبان الحرب العالمية الثانية، بعنوان "مذكرات فتاة صغيرة" عن عذابات الاعتقال في سجون النازيين التي كانت إحدى ضحاياها، فقد ماتت في 1945. نشر والدها مذكراتها عام 1955 واكتسبت شهرة عالمية.

سيمون دي بوفوار  (1908-1986) الأديبة الفرنسية التي اعتبرت كتاباتها ومؤلفاتها رسالة رائدة في حركة تحرير المرأة. رفضت الخضوع للمجتمع وصورة المرأة المحددة فيه كأم وزوجة، لذلك كانت مدافعة عبر نشاطها الفكري عن الحرية، خصوصاً حرية المرأة. ويبقى مؤلفها "الجنس الآخر" 1949 من أهم وأشهر مؤلفاتها داخل فرنسا وخارجها، والذي كان المرجع والمُعبّر، عمّا كتب عن المسألة النسوية.

روزاليند فرانكلين (1920- 1958)عالمة فيزياء حيوية بريطانية، تعد أول مَن كشف النقاب عن تركيب الشيفرة الوراثية DNA. ويقال إنها لو لم تمت بعد مرضها بسرطان المبيض، لكانت من الحائزين على جائزة نوبل. كان لها العديد من البحوث في الكيمياء الفيزيائية، ودرست التركيب الدقيق للكربون والفحم والغرانيت، كما درست تقنيات الحيود (انحراف الضوء) باستخدام الأشعة السينية.

بيلي جين كينغ لاعبة تنس أميركية محترفة، فازت بـ12 لقباً في البطولات الكبرى، من مؤسسي رابطة محترفات التنس. لعبت عام 1963 مقابل اللاعب الشهير بوبي ريجز وفازت عليه وكانت مباراة تاريخية، اعتبرها المعلقون والمهتمون نصراً لكل لاعبات التنس النساء في العالم.

أنجاري ماثاي الناشطة الكينية التي حازت جائزة نوبل للسلام في 2004 وغيرها من الجوائز العالمية. أسست ماثاي حركة الحزام الأخضر الكينية للحفاظ على البيئة، وكانت إحدى الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة.

أجبرت الحكومة سنة 1990 على التخلي عن مشروع بناء برج ليكون مقراً للحزب الحاكم على حساب مساحات خضراء، وإقناع المستثمرين بسحب أموالهم، وتلقت ماثاي تهديدات فكان ردها "الضرب والتهديد لن يجبراني على الصمت. لدي جلد فيل. لا بد لأحدنا أن يتكلم وبصوت عال وقوي". كانوا يلقبونها بسيدة المليار شجرة. توفيت عام 2011 بعد صراع مع السرطان.

عربيات رائدات

وعندما نذكر النساء العربيات يحضرنا العديد ممن كن رائدات في مجالات كثيرة. ويمكننا ذكر نموذج من هؤلاء النساء:

 هدى شعراوي المكافحة السياسية التي خرجت في 16 مارس/آذار 1919 على رأس مظاهرة نسائية تعبر عن الوحدة الوطنية في مصر بوجه الاحتلال البريطاني، للمناداة بالإفراج عن الزعيم الوطني سعد زغلول ورفاقه، هذا التاريخ الذي تحوّل مناسبة سنوية، ليكون يوماً للمرأة المصرية.

في 16 مارس/آذار 1923 أسست "الاتحاد النسائي المصري" بهدف رفع مستوى المرأة الأدبي والاجتماعي، كما طالبت بفتح أبواب التعليم العالي للفتيات، وبإشراك النساء مع الرجال في حق الانتخاب، وبسنّ قانون يمنع تعدد الزوجات إلا للضرورة، وطالبت برفع الظلم والإهانة اللذين يقعان على المرأة، فيما يدعى ببيت الطاعة. ورفعت شعراوي النقاب عن وجهها مع التزامها بالحجاب الشرعي، ولكن كفاح هدى شعراوي الجاد جعل الرجال يقتنعون تدريجياً برفع الحجاب عن وجه المرأة المصرية.

وكانت مجلة الأعمال الإماراتية "آرابيان بيزنس" نشرت قائمة لعام 2015، رصدت فيها أسماء مائة امرأة عربية، اعتبرت أنهن الأكثر تأثيراً ونفوذاً.

وذكرت القائمة الكثير من الشخصيات المؤثرة، ومنهن الكاتبة المصرية والناشطة الحقوقية نوال السعداوي، واليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والبروفسورة السعودية سميرة إبراهيم إسلام، عضو مجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وأول سيدة عربية مسلمة تحصل على جائزة اليونسكو للمرأة والعلوم، والكثيرات في مجال العلوم والتكنولوجيا والطب والأدب وإدارة الأعمال والإعلام والفن.

وتضمنت القائمة على سبيل المثال المهندسة العراقية زها حديد التي دخلت تاريخ فن الهندسة المعمارية من أوسع أبوابه، عندما حصلت على جائزة بريتزكر للعمارة، وهي بمثابة جائزة نوبل للعلوم والآداب، لتكون أول امرأة تفوز بها في العالم.

وشهرة حديد واسعة، فهي حاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية، ودرست في عدة جامعات في أوروبا وأميركا، منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل. استطاعت فرض وجودها في عالم معروف بصعوبة اختراقه حتى على الرجال.

وهناك شادية رفاعي حبال عالمة فضاء وفيزياء سورية، تحمل درجة الدكتوراه في جامعة سنسناتي في ولاية أوهايو الأميركية. وتحتل منصب أستاذة كرسي فيزياء الفضاء في جامعة ويلز في بريطانيا، وتترأس تحرير المجلة الدولية الخاصة بفيزياء الفضاء. ساهمت في الإعداد لأول رحلة مركبة فضائية إلى الهالة الشمسية.

وكذلك البروفيسورة مها عاشور عبد الله عالمة الفيزياء المصرية التي اختارتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مستشارة رئيسية في وضع خطّة الأبحاث الأساسية في فيزياء الفضاء، منحت جائزة نساء العلم الأميركية، وأصدرت ما يزيد على مائة بحث علمي.

والدكتورة رنا الدجاني أردنية حاصلة على درجة الدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية من جامعة آيوا في الولايات المتحدة الأميركية. وتركز أبحاثها على دراسات الجينات وعلاقتها بمرض السكري والسرطان في أوساط المجموعات الإثنية في الأردن. عُينت خبيرة في تطوير التعليم العالي لدى مكتب تمبوس الوطني. ومستشارة لدى بنك التنمية الإسلامي في السعودية. وهي نصيرة التعلم القائم على حل المشكلات، وقراءة الروايات، والدراما، ووسائل الإعلام الاجتماعية.


اقرأ أيضاً:مشوار تمكين المرأة العربية ما زال طويلا

المساهمون