قطر تمتلك بنية تحتية قوية لأمن المعلومات بالقطاع المالي

خبراء: قطر تمتلك بنية تحتية قوية لأمن المعلومات في القطاع المالي

25 نوفمبر 2018
وجود استثمار قوي في قطر بمجال تكنولوجيا أمن المعلومات(Getty)
+ الخط -
أكد عدد من المسؤولين والخبراء أن دولة قطر تمتاز ببنية تحتية قوية في مجال أمن المعلومات بالقطاع المالي، مشددين على أن قطر تمكنت من أن تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والعنصر البشري المدرب والواعي، ما كان له الأثر الأكبر في الحماية من عمليات الاختراق. 

وشددوا في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، على أن هذه البنية تمثل حائطاً منيعاً أمام محاولات الاختراق الإلكترونية، التي تكبد العديد من دول العالم خسائر اقتصادية يقدر بأنها ستتجاوز 6 تريليونات دولار عام 2021، وذلك ارتفاعاً من نحو ثلاثة تريليونات دولار عام 2015.

وقال مدير إدارة تقنية المعلومات في مصرف قطر المركزي، عبدالهادي آهن إن مستوى أمن المعلومات في القطاع المالي في دولة قطر، في مرتبة عالية تجعله في مصاف الدول التي تمتاز بنظم حماية مرتفعة.

وأفاد آهن في تصريحات لـ"قنا"، بأن مصرف قطر المركزي يتابع بشكل دائم ما يطرأ على العالم من برامج جديدة على مستوى برامج الحماية والجدر النارية، من أجل تقديم تعليمات للبنوك بعمل تحديث لأنظمة العمل بها، كما يقوم المصرف المركزي أيضاً بعمل تقييم للبنية التحتية سنوياً لتلك البنوك، من أجل ضمان مستوى الحماية بها ومن أجل غلق الثغرات التي لديها بهدف توفير أقصى حماية ممكنة لنظم المعلومات بها.

وأكد آهن أن هناك محاولات للاختراق يتعرض لها القطاع المالي في قطر، إلا أن تلك المحاولات جميعها باءت بالفشل، ولم تنجح نظراً للبنية التحتية القوية للقطاع المالي في مجال أمن المعلومات، مشيداً في الوقت نفسه باستجابة البنوك المحلية لتعليمات المصرف المركزي في هذا الصدد.

وأعرب عن فخره بمستوى البنوك القطرية، سواء من حيث بنيتها التكنولوجية أو مستوى العناصر البشرية العاملة بها، قائلاً: "إن هذا المستوى مكّنها من احتلال مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية، التي تقيس مستوى أداء البنوك عالمياً من حيث عدة نقاط مثل التسهيلات والخدمات والتطور التكنولوجي لها".

واستدلّ آهن بقوة القطاع المصرفي والقطاع المالي ككل في قطر، على أن هذا القطاع لم يشهد محاولة اختراق واحدة أثرت على أدائه، مشدداً على أن تحديث البرامج ووضع برامج الحماية من دخول الهاكرز (القراصنة) رغم تحسنها بشكل متواصل، ليست كافية ولكن الأمر يتطلب تكامل هذه العناصر مع عنصر آخر مهم للغاية هو العنصر البشري.

وأوضح أن أهم ما يمتاز به القطاع المالي في قطر هو تميزه أيضاً بالعنصر البشري، مشيراً إلى أن قصور التحديثات في الأنظمة المصرفية تسبب مؤخراً في حدوث سرقات تقدر بـ7 ملايين دولار في أحد الدول الآسيوية.

واتفق غوليرمو كريستنسن، الشريك والرئيس بشركة براون رودنيك الأميركية، والمعني بالقضايا المتعلقة بالأمن السيبراني وخصوصية البيانات، مع تصريحات آهن بشأن إمكانات قطر في مجال أمن المعلومات في القطاع المالي.

وأضاف كريستنسن، الذي يشغل أيضاً قائد فريق تحقيقات جرائم ذوي الياقات البيضاء، أن عدد المؤسسات التعليمية الموجودة في قطر والمعنية بأمن المعلومات والتكنولوجيا، تؤدي دوراً كبيراً في توفير القوى العاملة المدربة، الأمر الذي يمكن المؤسسات من التصدي لمختلف محاولات الاختراق الإلكتروني.

وأوضح كريستنسن لـ"قنا"، أن طبيعة عمله جعلته يتعامل مع شركات ومؤسسات حكومية وغير حكومية، استشف خلالها أهمية أن يكون العنصر البشري العامل في تلك المؤسسات على قدر عال من الوعي والتدريب، حتى لا تكون ثغرة في نظم الحماية التي تعتمدها تلك الشركات والمؤسسات.

ولفت إلى أن الكثير من الهجمات الإلكترونية قد تم صدها، عن طريق وعي أحد الأشخاص العاملين في المؤسسات المعنية بحفظ بياناتها، وعدم قيام هؤلاء الأشخاص بفتح روابط أو تنزيل ملفات مجهولة المصدر، مضيفاً أن كل المواقع الحكومية في العالم تتعرض لهجمات سيبرانية من القراصنة، "ففي الولايات المتحدة تمت مهاجمة الأنظمة هناك وسرقة بيانات نحو 22 مليون شخص".

وأكد أنه لمس، خلال مقابلاته مع مسؤولين في القطاع المالي بدولة قطر، وجود استثمار قوي في مجال تكنولوجيا أمن المعلومات، مشيداً بهذا الاتجاه بالقول: "إنه من المهم أن تتوافر منصات قوية للأمن السيبراني".


وحذّر من أن استضافة قطر لمونديال 2022 ستجعلها محط أنظار العالم، فقد يكون الأمر جذاباً لبعض الهاكرز، وهو ما سيجعل قطر تركز أكثر على الأمن السيبراني من أجل حماية الأنظمة المعلوماتية العاملة بها، مشيداً بمستوى الأداء الحكومي في ما يتعلق بهذا الأمر.

وحول الدور الذي تؤديه شركات الاتصالات في توفير بنية تحتية قوية للشركات والمؤسسات العاملة في القطاع المالي، أوضح يوسف الكبيسي رئيس العمليات في "أوريدو قطر"، أنه باعتبار شركته مزودة لخدمات الشبكات والإنترنت للعديد من المؤسسات العاملة في القطاع المالي، فإن الشركة لديها العديد من الحلول الإلكترونية من أجل ضمان توفير الأمن السيبراني ومواجهة عمليات الاختراق.

وأضاف أن شركته تعمل على توفير بيئة آمنة للتحول الرقمي، تشمل مختلف المجالات بما في ذلك القطاع المالي.

أما ساتيندرا سينغ استشاري حلول الأعمال في شركة فودافون قطر، فقال لـ"قنا" إن المؤتمر السنوي الخامس لأمن المعلومات في القطاع المالي، والمعرض المصاحب له، الذي عقد الأسبوع الماضي في الدوحة، مثّلا فرصة لشركته لعرض حلول الأمن الإلكتروني لديها، مضيفاً أن شركته مزود رئيسي لخدمة الإنترنت في قطر، لذا فإنها تقدم خدمات الإنترنت للعديد من عملائها داخل السوق المحلية.. "والأمر لا يقتصر على التزويد بخدمة الإنترنت بل أيضاً في حال رغبة العملاء تقوم بتزويدهم بنظم إلكترونية تعمل على حماية شبكات المعلومات الخاصة بهم".


(قنا)

المساهمون