قضية ريجيني: إيطاليا تطلب التحقيق مع ضابط مصري
من تظاهرة بروما للمطالبة بالكشف عن قتلة ريجيني (Getty)
قالت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة على ملف التحقيقات في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، في القاهرة مطلع عام 2016، إن مكتب المدعي العام في روما أرسل إلى النيابة العامة المصرية طلباً رسمياً لسماع أقوال "ضابط مصري كبير"، هو أحد الضباط الخمسة المشتبه فيهم، المدرجين على القائمة التي أعدها المدعي العام الإيطالي في القضية، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وذلك بعدما حصل مكتب المدعي الإيطالي على "معلومات موثقة ومسجلة تؤكد تورط هذا الضابط في قتل ريجيني، أو على الأقل معرفته بجميع تفاصيل الحادث".
وأضافت المصادر، التي تحدثت إلى "العربي الجديد"، أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل 3 أيام، كان لإطلاع السيسي على المستجدات في هذا السياق، ومطالبته الوفاء بتعهداته بعدم التستر على قتلة ريجيني، مهما كانت رتبهم ووظائفهم في الداخلية المصرية أو في أي جهاز أمني آخر. وأوضحت المصادر أن المعلومات التي توصل إليها الادعاء العام في روما عبارة عن حديث أدلى به الضابط المصري الكبير إلى ضابط أجنبي، زار مصر أخيراً، عن ظروف مقتل ريجيني، فقال له في جلسة، كان يعتقد أنها ودية، أن ضباط الشرطة الذين قتلوا ريجيني لم يكونوا يقصدون ذلك، لكنهم كانوا يتصورون أنهم يرهبونه للكف عن أنشطة اعتقدوا أنها "تجسسية" لصالح الاستخبارات البريطانية تحديداً.
وتؤمن السلطات الإيطالية بأن التغلب على هذه العقبات الإجرائية لن يتأتى إلّا بتوافر إرادة سياسية من السيسي نفسه، وهو ما أشار إليه كونتي، عندما قال عقب لقائه السيسي في بكين نهاية الشهر الماضي، إنه "لا يوجد بديل عن استمرار الاعتماد على الأجهزة الأمنية والقضائية المصرية" في ما يتعلق بجهود التحقيق داخل مصر. وأشار أيضاً إلى أنه يحاول الضغط على "المستوى السياسي بعيداً عن التعاون القانوني"، في إشارة واضحة للجمود الذي أصاب هذا التعاون منذ نهاية العام الماضي. وكان مصدر مصري مطلع قد كشف، لـ"العربي الجديد"، في ديسمبر الماضي، هوية ضابطين من الخمسة المشتبه فيهم، الأول هو اللواء طارق صابر، وليس صابر طارق كما نشر الإعلام الإيطالي وقتها، وكان خلال الواقعة يعمل مدير قطاع بجهاز الأمن الوطني، وهو الذي أصدر تعليماته بمتابعة ريجيني بناءً على تقرير رُفع له من أحد مساعديه عن أنشطته البحثية وتواصله مع نقيب الباعة الجائلين محمد عبد الله، بمناسبة بحثه عن النقابات المستقلة في مصر. والضابط الثاني هو العقيد آسر كمال، الذي كان يعمل رئيساً لمباحث المرافق بالعاصمة، وتوجد دلائل على أنه من أشرف على رسم خطة تعقب ريجيني في إطار التنسيق بين الأمن الوطني والأمن العام، وبعد الحادث بعدة أشهر تم نقله للعمل بمحافظة أخرى.