قصر المنسترلي... من مكان أثري إلى مُلتقى ثقافي

قصر المنسترلي... من مكان أثري إلى مُلتقى ثقافي

31 أكتوبر 2016
تصل مساحة القصر إلى ألف متر مربّع (فيسبوك)
+ الخط -
يُعدّ قصر المنسترلي، بتصميمه الرائع وموقعه الفريد بجوار مقياس ارتفاع النيل في الروضة، مركزاً ثقافيّاً وفنيّاً مهمّاً في قلب القاهرة، وتمّ اختياره بعناية لاحتضان المركز الدولي للموسيقى منذ سنة 2001.

ويعود تاريخ القصر إلى سنة 1850م، حين أنشأه حسن فؤاد باشا المانسترلي، أحد أكابر موظفي الدولة المصرية في عهد سعيد باشا، وهو صاحب أصول مقدونية، إذ تعود أصوله إلى مدينة "مانستر". أصبح القصر تحت إشراف الحكومة المصرية منذ سنة 1951، باعتباره أثراً تاريخياً وقامت بترميمه والعناية به، وتحوّل إلى ملتقى ثقافي مشهور. ويوجد في القصر حالياً "متحف أم كلثوم".


ولهذا القصر تاريخ عريق حيث تأسست في قاعته جامعة الدول العربية، وظل لفترة مبكرة مقراً لجلساتها، وتوجد في القاعة الرئيسية للقصر صور للملك فاروق والملك عبد العزيز آل سعود، وبينهما عبد الرحمن عزام باشا أول أمين للجامعة العربية يتبادلون الحديث في تراس القصر المطل مباشرة على النيل.


والقصر تحفة معمارية فريدة تصل مساحته إلى ألف متر مربع، وهو يتكون من بهو كبير مستطيل ذي سقف خشبي، وجناح في الجهة الغربية يضم قاعة للمعيشة، وحجرتي نوم وحماماً، بالإضافة إلى حجرة أخرى في الجهة الشمالية. ويحيط به من الجهة الجنوبية الغربية شرفة خشبيّة تطلُّ على النيل، من خلال بوائك ثلاثية من الخشب زخرفت أسقفها بزخارف نباتية وهندسية.

ويتوج واجهات القصر رفرف خشبي على هيئة الكورنيش المصري. وقد تم زخرفة الجدران والسقف من الداخل بأسلوب الباروك والروكوكو الأوروبي، وقد نفذت هذه الزخارف بواسطة الألوان الزيتية على الأسقف الجصيّة والخشبية.

وفي منتصف البهو، يوجد تمثال عريق للمانسترلي، وعلى يمين التمثال، السرايا التي كان يسكنها، وعلى اليسار، يوجد السلاملك والمبني بشكل خاص لخدم القصر وهو "متحف أم كلثوم" حالياً، ثم يليه مقياس النيل، وأمامه مبنى الحرملك الخاص بزوجات المانسترلي.


مؤخّراً، احتفى قصر المنسترلي بذكرى ميلاد أمير الشعراء أحمد شوقي، بأمسية فنية ثقافيّة، بدأت بكلمات بعض النقاد كالدكتور أحمد يوسف، الأستاذ في المعهد العالي للموسيقى العربية، والأديب محمد أحمد بهجت، والدكتور علاء فتحي، الأستاذ فى معهد الكونسرفتوار.

فكان جوهر الأمسية، هو إلقاء الضوء على العلاقة بين إبداعات أمير الشعراء، واختيارات كوكب الشرق أم كلثوم لعدد من أغانيها. تُوِّج اللقاء بحفل فني أحيته الفنانة، أنغام مصطفى، من فرقة الموسيقى العربية للتراث، بتقديم عدد من أغنيات "كوكب الشرق"، كان منها: "سلوا قلبي" و"سلوا كؤوس الطلا" و"يا كروان والنبى سلم" و"حبيت أقدم للأحباب".


يذكر أن جدول الفعاليات في قصر المنسترلي يستمر طوال العام بانتظام، إذ يشرف على الحفلات الفنية الفنان رمزي يسى. كما يقوم المركز بتنظيم العديد من ورش العمل التي تستضيف أحياناً بعض الفنانين العالميين والمحاضرات والمسابقات الفنية للهواة، كما يعد المركز مقصداً للسياح والمهتمين بتاريخ المنطقة، وخصوصاً حقبة ازدهار الدولة المصرية.




المساهمون