قصة قصيرة جداً!

قصة قصيرة جداً!

30 سبتمبر 2018
+ الخط -
ذات يوم استيقظ أهل القرية وقد أمطرت السماء نجوما ذهبية. راح الناس يجمعون النجوم من كل مكان ويضعونها في زنابيلهم..

كان لدى بعضهم العديد من الأبناء الذين تشاركوا جمع كميات كبيرة، بينما من لم يكن لديه أبناء أو من له ابن واحد فقط لم يحصل إلا على القليل، لذلك بدأ الشجار بين الناس وتحوّل جمع النجوم إلى قتال بين أهل القرية.

جاء شيخ القرية واقترح حلا للمشكلة..
قال: فليضع كل منكم حدودا حول بيته وأرضه وإذا أمطرت السماء نجوما مرة أخرى فسيكون بمقدور كل واحد منكم أن يجمع نجومه..

وعندما أمطرت السماء مرة أخرى كانت البيوت التي تقع في أرض غير مستوية تفقد نجومها لذا قرر الأهالي بناء أسوار عالية حول منازلهم.. اتخذ الناس كل الاحتياطات التي تمنع تسرب نجومهم إلى أي مكان آخر، وانتظروا السماء لكي تمطر المزيد من النجوم الذهبية.

وذات يوم، كانت السماء قد امتلأت بالسحب الكثيفة وفرح الناس بقرب المطر فعادوا جميعهم إلى بيوتهم في انتظار النجوم! لكن السماء أمطرت ماء هذه المرة، ولما كان الناس قد سوروا بيوتهم، فإن الماء لم يجد له مخرجا!

امتلأت البيوت بالماء وغرق بعضهم وهم داخل بيوتهم ونجا آخرون بأعجوبة، وعندما توقف المطر كان الجميع قد فتحوا أبوابهم حتى يخرج الماء منها وكانوا يساعدون بعضهم لإنقاذ العالقين..

في الصباح، عندما جف الماء قليلا ذهب الناس لبيوتهم وقد دمرها المطر وغرق الكثير من الرجال والنساء والأطفال والحيوان والنبات، أما النجوم فقد ذابت مع الماء وجرفتها السيول بعيدا.. كسر الناس أسوارهم وبنوا بها سورا واحدا كبيرا للمقبرة التي دفنوا فيها الغرقى.

دلالات

50228739-0847-4184-9784-6EA5B34CBE16
سبأ حمزة

أم لثلاثة أشقياء ونجمة.. الكتابة ابنتي الوحيدة بين ثلاثة صبيان، يحبونها ويغارون منها.. كاتبة وأكاديمية من اليمن. درست الأدب الإنجليزي بجامعة العلوم والتكنلوجيا، وأدرس حاليا في جامعة أوترخت.

مدونات أخرى