ظاهرة في كلّ شيء، في المراوغة والتحرك والمرور، ظاهرة في التسجيل وإنهاء الهجمات والإبداع، أجمع كلّ من شاهده على أنه واحدٌ من أفضل اللاعبين في تاريخ الساحرة المستديرة، هو رونالدو لويس نازاريو دي ليما، الذي وضعه العديد من عشاق الكرة إلى جانب دييغو أرماندو مارادونا وبيليه ويوهان كرويف وليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
حين تشاهده في أرض الملعب لا يُمكنك تصديق قصته، ركبتاه تحديداً تعرضتا للضرب والإصابة في أكثر من مناسبة، عانى خلال مسيرته لا سيما حين كان في إيطاليا مع نادي إنتر ميلان، لكن رغم ذلك كانت أرقامه دائماً مذهلة، وهو الذي ولد في أحياء البرازيل الفقيرة يوم 22 سبتمبر/أيلول عام 1976.
بسبب فقر عائلته والعوز الشديد الذي كان يُعانيه، حُرم من دخول المدرسة كسائر الأطفال في العالم، وجد نفسه في شوراع العاصمة الضخمة ريو دي جانيرو، عمل رغم حداثة سنّه، قبل أن يتحقق الحلم في لعبة كرة القدم مع نادي كروزيرو، ومن يومها بدأت حكاية اسمها رونالدو.
كان رونالدو آلة تهديفية أرقامه تُثبت ذلك واستدعاؤه للمنتخب بمونديال 1994 يثبت ذلك، وضع في كلّ مكانٍ داسته قدماه لمسة، واشتهر بمراوغة "المروحة" أمام المدافعين والحراس وكان ممتعاً للمشاهدين إلى أبعد الحدود، واستطاع المشاركة في 4 نسخ للمونديال حقق خلالها اللقب مرتين في 1994 و2002 ووصل لنهائي 1998 قبل الخسارة أمام فرنسا.
لعب رونالدو لأندية عملاقة في ظاهرة ربما لم يفعلها أحد، إذ دافع عن ألوان الغريمين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة وكرر الأمر نفسه في إيطاليا بعدما مثّل نادي إنتر ميلان وخصمه اللدود ميلان.
أسلوب غير اعتيادي
كان رونالدو لاعباً غزير الأهداف، تمتع بمهارة فردية غير عادية، رغم ذلك كان قادراً على صناعة الأهداف لزملائه وكذلك تقديم العون لهم من خلال رؤيته وقدرته على التمرير والتحرك مع كرة وبدونها.
لم يمتلك العديد من المهاجمين السرعة والبراعة في المراوغة على غرار فيليبو إنزاغي وباتيستوتا وفان نيستلروي وتريزيغيه، لكن رونالدو كان مختلفاً، إذ لديه قدرة على الانطلاق من منتصف الملعب والتلاعب بالمدافعين، من خلال تقنية فريدة يتمتع بها، وهي التعامل مع الكرة بكلتا القدمين بنفس السلاسة، يُحب الانطلاق نحو الأمام ومواجهة الخصم وجهاً لوجه من خلال قوة انفجارية.
في العديد من الأوقات حين تشاهد اللاعبين تشعر بما يفكرون وما يخططون له، لكن رونالدو كان يمتلك ذكاءً فطرياً، يُقلل فرص المدافعين أمامه.
قالوا عنه
"لم أر قط أي لاعب قادر على إظهار مثل هذا التحكم والسيطرة الدقيقة بهذه السرعة العالية على الكرة، مشاهدته كانت مثل مشاهدة شخصية في لعبة فيديو"، بهذه الكلمات عبّر مدافع فرنسا السابق الشهير مارسيل ديساييه.
أما المهاجم الذي يُشبه رونالدو إلى حدٍ ما، أي الفرنسي تيري هنري فقال في إحدى المناسبات "قام رونالدو بأشياء لم يرها أحد من قبل، مع روماريو وجورج وياه أعادوا ابتكار مركز المهاجم، كانوا أول من خرج من منطقة الجزاء لأخذ الكرة في خط الوسط والتحول إلى مركز الجناح، وجذب المدافعين من خلال سرعتهم ومراوغتهم".
في المقابل قال كوينتو فورتون الذي واجه الظاهرة في موسم 1996-1997 "لقد كان كاملاً من الناحية الجسدية، وبدا كأنه شخصية أسطورية، أحب ليونيل ميسي ولعبت عدّة مرات مع كريستيانو رونالدو نيمار رائع ورونالدينيو استثنائي، لكن إذا وضعتهم جميعاً معاً قد تحصل على ما كان رونالدو يُقدمه في ذلك الموسم".
أما الختام فمع واحد من ألمع اللاعبين البرازيليين، تحديداً كافو الذي قال عنه "في المرة الأولى التي رأيته فيها كان في نادي كروزيرو، كان لا يزال طفلاً، حينها سجل خمسة أهداف، ومنذ ذلك الحين أكد أنه ظاهرة حقيقية"، في ذلك اللقاء كان رونالدو في سنّ الـ17 عاماً. أسطورة.