قرار ترامب خفض قواته بألمانيا فاجأ مسؤولين كباراً بإدارته

"رويترز": قرار ترامب خفض القوات الأميركية في ألمانيا فاجأ مسؤولين كباراً بإدارته

09 يونيو 2020
قرّر ترامب سحب 9500 جندي من ألمانيا(كريستوف ستاش/فرانس برس)
+ الخط -

نقلت وكالة "رويترز" للأنباء، اليوم الثلاثاء، عن خمسة مصادر عليمة قولها إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب خفض القوات الأميركية في ألمانيا، فاجأ عدداً من كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارته، وعلمت "رويترز" أن وزارة الدفاع (بنتاغون) لم تتلقَ حتى الآن أمراً رسمياً بتنفيذ هذا القرار.
وقال مسؤول أميركي رفيع، الجمعة، إن ترامب قرّر سحب 9500 جندي من ألمانيا، أحد أقوى حلفاء الولايات المتحدة، بما يخفض عدد القوات فيها إلى 25 ألفاً من 34500 جندي. وقال المسؤول إن هذا القرار نابع من جهد بذلته القيادة العسكرية الأميركية على مدار أشهر، وإنه لا علاقة له بالتوتر بين ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أحبطت خطته لاستضافة قمة يحضرها شخصياً زعماء مجموعة السبع، هذا الشهر.
غير أن مصادر أخرى مطلعة على هذه المسألة، قالت إن عدداً من المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع (بنتاغون) فوجئوا بالقرار، وقدّموا تفسيرات تراوح من شعور ترامب بالإهانة بسبب قمة مجموعة السبع، إلى نفوذ السفير الأميركي السابق لدى ألمانيا ريتشارد غرينيل، وهو من الموالين لترامب.
ولم تستطع "رويترز" تحديد ما إذا كان غرينيل قد لعب دوراً مباشراً مع ترامب في اتخاذ القرار. وقد استقال غرينيل من منصبه، في أول يونيو/حزيران الحالي، وفقاً لما قالته متحدثة باسم وزارة الخارجية.
وأحالت وزارتا الدفاع والخارجية الأسئلة على مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض الذي رفض التعليق.
ورداً على طلب للتعليق، قال غرينيل إن "كلّ هذا ثرثرة"، وامتنع عن التطرق إلى أسئلة بعينها عن القرار ودوره فيه. وأشار إلى أن قرار خفض القوات "جرى الإعداد له منذ العام الماضي". وشدد على شعور الولايات المتحدة بالاستياء من دور ألمانيا في عدم الوفاء بهدف حلف شمال الأطلسي إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
وأشار إلى أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرع، ذكر أن ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي لم تقدم خطة ذات مصداقية لكيفية الوصول إلى هذا الهدف.

وفي لقاء عبر الإنترنت استضافه مركز أبحاث "أتلانتيك كاونسيل"، أمس الاثنين، امتنع ستولتنبرغ عن التعليق على ما وصفه بأنه "تسريبات إعلامية وتكهنات إعلامية"، عندما سئل عن الخطط الأميركية لخفض القوات في ألمانيا عضو الحلف. وقال إن الحلف "يتشاور باستمرار مع الولايات المتحدة والأعضاء الآخرين في الحلف عن الوضع والوجود العسكري في أوروبا".
وقال مسؤول أميركي، لـ"رويترز"، مشترطاً إخفاء هويته، إن وزارة الدفاع لم تتلقَ أمراً رسمياً بخفض القوات، وإن القرار كان مباغتاً لبعض المسؤولين في الوزارة، ودفعهم للبحث عن مغزاه وأثره على العلاقات مع ألمانيا.
وقال مسؤولان مطلعان على التطورات إن الولايات المتحدة لم تستشر ألمانيا قبل أن تنشر القرار صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، يوم الجمعة.
وقال مسؤولون في الحكومة الألمانية، الاثنين، إن برلين لم تتلقَ تأكيداً بشأن الخطوة الأميركية، غير أن المنسق الألماني للعلاقات عبر الأطلسي بيتر باير، قال إن القرار "سيهز أركان العلاقة عبر الأطلسي".
وتسعى إدارة ترامب منذ سنوات لخفض القوات الأميركية في ألمانيا، وقال مصدر مطلع على العلاقات العسكرية بين البلدين، إن غرينيل انتقد برلين في مناسبات عامة وخاصة، لتقاعسها عن الوفاء بهدف الوصول بالإنفاق الدفاعي إلى اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وأضاف المصدر: "بهذا المعنى لم يكن (القرار) مفاجأة لكن لم يحدث تشاور وتنسيق".
كذلك جاء القرار الذي لم يؤكده البيت الأبيض رسمياً، بمثابة مفاجأة لعدد من كبار مسؤولي الأمن القومي بالحكومة الأميركية.

وقال مصدر ثالث مطلع على التطورات إن مسؤولين كباراً في وزارتي الخارجية والدفاع وبعض المسؤولين في مجلس الأمن القومي لم تتم إحاطتهم علماً بالقرار، "وعلموا أن شيئاً يحدث عندما بدأت المكالمات الهاتفية ترد ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرها".
ومن الممكن أن يؤدي سحب قوات أميركية من ألمانيا إلى زيادة حدّة التوتر عبر الأطلسي الذي غذاه ترامب بتشكيكه في قيمة حلف شمال الأطلسي، وانتقاد الإنفاق الدفاعي لبعض الحلفاء.
ووصف بعض خبراء الأمن خطة سحب القوات بأنها "هدية" لروسيا، إذ تأتي وسط توتر شديد بين واشنطن وموسكو حول الحدّ من الأسلحة ودعم موسكو للانفصاليين في أوكرانيا والانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران وقضايا أخرى.
غير أن مسؤولين حاليين وسابقين أشاروا إلى أن إدارة ترامب أعلنت في بعض الأحيان عن خطوات لم تتحقق، مثل سحب القوات الأميركية بالكامل من سورية في 2018، أو خفض تمويل القوات الأميركية في أفغانستان بمليار دولار على الفور، في مارس/ آذار.

(رويترز)

المساهمون