قتلى من الدرك التونسي في هجوم مسلح

قتلى من الدرك التونسي في هجوم مسلح

08 يوليو 2018
إرسال تعزيزات أمنية وعسكرية إلى المنطقة (ناصر طلال/الأناضول)
+ الخط -

أكّد المتحدث باسم الحرس الوطني في تونس، حسام الدين الجبالي لـ"العربي الجديد"، مقتل وإصابة عدد من أفراد الدرك، اليوم الأحد، إثر كمين نصبته "مجموعة إرهابية" في منطقة غار الدماء من محافظة جندوبة شمال غربي تونس، مشيراً إلى أنه سُمع دوي انفجار في مكان الحادث وإطلاق نار كثيف.

من جهته، أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، سفيان الزعق، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن الحصيلة الأولية لهجوم غار الدماء في محافظة جندوبة بلغت 6 قتلى من عناصر الأمن.

وبالإضافة إلى القتلى، جرى نقل ثلاثة أفراد إلى المستشفى العسكري بجندوبة، حيث أصيب أحدهم في ساقه، ويخضع اثنان منهم لعملية جراحية دقيقة.

بدورها، ذكرت وزارة الداخلية التونسية، في بلاغ لها، أن دورية تابعة لفرقة الحدود البرية للحرس الوطني بعين سلطان (ولاية جندوبة)، على الشريط الحدودي التونسي الجزائري، تعرّضت، اليوم الأحد، لكمين تمثّل في زرع عبوة ناسفة، مما أسفر عن مقتل ستة أفراد من الحرس الوطني.

وهاجم عدد من المسلحين دورية مكونة من سيارتين للحرس، لدى مرورها قرب الطريق الرابط بين محمية الفائجة ومنطقة الصريا في معتمدية غار الدماء.

وتم استهداف السيارة الأولى بقنبلة يدوية، فيما استُهدفت الثانية بالرصاص.

إلى ذلك، وصلت تعزيزات أمنية وعسكرية إلى المنطقة، وعملت على تعقب المجموعة المسلحة التي لاذ أفرادها بالفرار.


ويبدو أن هذه المجموعة المسلحة كانت متحصنة بغار الدماء بجندوبة منذ سنوات، وأن عناصرها معروفون، إذ تفطّن الحرس الوطني، في فبراير/شباط الماضي، إلى أن "عناصر إرهابية" ترصد الدورية الأمنية.

وأكد بيان لوزارة الداخلية حينها أن "أعوان فرقة الحدود البرية للحرس الوطني بعين سلطان من معتمدية غار الدماء بولاية جندوبة تفطنوا إلى قيام مجموعة إرهابية، تتكون من ثلاثة عناصر مسلحة، برصد الفرقة المذكورة، فتولى أعوان الحرس الوطني إطلاق النار تجاه العناصر الإرهابية، ولاذوا بالفرار باتجاه جبال الجهة".  

وسبق العملية تفكيك "خلية إرهابية" كانت تخطط لاعتداء في غار الدماء، بالإضافة إلى اعتقالات أخرى سابقة، إذ تمكنت الوحدات التابعة لإقليم الأمن الوطني التونسي من تفكيك خلية بالمدينة تتكون من "5 عناصر تكفيرية خطيرة تتراوح أعمارهم بين 27 و38 عاما".

وذكرت وزارة الداخلية التونسية أن "من بين أعضاء الخلية الإرهابية من هو قيد الإقامة الجبرية، ومنهم من تورطوا سابقا في قضايا ذات صبغة إرهابية، يتولون التواصل مع العناصر الإرهابية الفارة والمتحصنة بالجبال، وتقديم الدعم اللوجستي لها".

وأشار البيان إلى أنه "تبين أن الخلية المذكورة تخطط للقيام بعملية إرهابية بغار الدماء، وبتفتيش منازلهم تمت مصادرة كتب ذات طابع تكفيري وهواتف جوالة".

وفي تعليقه على هجوم اليوم، قال الخبير الأمني العميد المتقاعد من الحرس الوطني، علي زرمدين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "العملية كانت متوقعة، بخاصة وأن الأرضية متوفرة لوقوعها"، مشيرا إلى أن "الهجوم وقع في منطقة وعرة جدا، واختيار هذا الميدان يساعد المهاجم أكثر من المدافع". 

وبيّن زرمدين أنه "من الناحية الأمنية فإن كل النجاحات التي حققتها السلطات، نتيجة استراتيجية عمل مركزة ومجهودات أمنية متواصلة، لا يمكنها الاستمرار إلا إذا توفرت عوامل الاستقرار والاستمرارية، سواء كان ذلك على مستوى الأطراف المعنية بمكافحة الإرهاب، أو النأي بالمؤسسة الأمنية عن أي تجاذبات سياسية".

وأكد الخبير الأمني أن "تونس لم تشهد طيلة مسيرتها مثل هذه التجاذبات السياسية وغياب الاستقرار"، مضيفا أنه "تم جر المؤسسة الأمنية بفعل التدخلات إلى واقع صعب"، و"هذه العملية الجبانة غيرت المعطيات من سيطرة مطلقة وكاملة للمؤسسة الأمنية إلى تلقيها ضربة"، مشيرا إلى أنها "لن تكون انتصارا للإرهاب، ولكن كان يمكن تفاديها وجعلها أقل حدة مما حصل".

وأفاد بأن "الإرهاب لا يزال فاعلا في الجبال، والصراع معه سيستمر لوقت طويل، والمعركة معه لم تنته لا في تونس ولا إقليميا"، مضيفا أنه "يجب أن تحد هذه العملية من هزائم الأمنيين"، بحسب قوله.