قتلى بمعارك كرّ وفرّ بين القوات اليمنية والحوثيين في البيضاء

اليمن: عشرات القتلى في معارك كرّ وفرّ بين القوات الحكومية والحوثيين بالبيضاء

01 يوليو 2020
القوات الحكومية استعادت السيطرة على مناطق واسعة (عبدالله القادري/فرانس برس)
+ الخط -

سقط عشرات القتلى والجرحى، الأربعاء، في معارك هي الأعنف على الإطلاق بين الجيش اليمني، الموالي للحكومة المعترف بها دولياً، وجماعة "أنصار الله"(الحوثيين)، في محافظة البيضاء والأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب النفطية، شرقيّ البلاد، بالتزامن مع غارات مكثّفة للتحالف السعودي الإماراتي.
وقال مصدر عسكري حكومي، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات الجيش الوطني استعادت زمام المبادرة في منطقة قانية، بعد يومين من اتخاذ موقف دفاعي، واستعادت بمساندة رجال القبائل عدداً من المواقع التي كان الحوثيون قد سيطروا عليها في اليومين الماضيين.
وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنّ القوات الحكومية والقبائل استعادت السيطرة على مناطق واسعة من سلسلة جبال الفالق ومرتفع الرخيم والمناطق المجاورة له، بعد هجوم واسع على مواقع "الحوثيين".
وتسعى القوات الحكومية إلى استعادة سوق منطقة قانية، وتخفيف الضغط على مديرية العبدية التي كثّف الحوثيون هجماتهم عليها خلال الساعات الماضية، بهدف الوصول إلى منابع النفط والغاز داخل محافظة مأرب.

ودفعت القوات الحكومية كلفة باهظة جراء استعادة مناطق محدودة كانت قد خسرتها بسهولة خلال اليومين الماضيين. ووفقاً للمصدر، فإن الإحصائيات الأولية تشير إلى مقتل 25 من الجيش الوطني ومقاتلي القبائل الداعمين له، فيما سقط عشرات القتلى من "الحوثيين" جراء الهجوم المستمر والضربات الجوية من مقاتلات التحالف السعودي.
وأشار المصدر إلى أن اتخاذ "الحوثيين" لوضعية الدفاع جعلهم يستهدفون التعزيزات الحكومية ويوقعون فيهم عدداً كبيراً من الخسائر، لافتاً إلى أن الطيران الحربي استهدف مواقع للمدفعية الحوثية بنحو 10 غارات.

وكثّف الطيران السعودي، اليوم الأربعاء، غاراته الجوية في مناطق مختلفة خاضعة لسيطرة "الحوثيين"، حيث شنّ 9 غارات على معسكرات مفترضة للجماعة داخل العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى سلسلة غارات على معسكر الحرس الجمهوري في محافظة صعدة، في أقصى الشمال اليمني.

وفي أول رد فعل رسمي على التصعيد السعودي، توعدت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، على لسان متحدثها، محمد عبدالسلام، بـ" تنفيذ أقسى العمليات" للرد على ما سماها بـ"الغارات الإجرامية" التي طاولت صنعاء وعدداً من المحافظات.

وقال عبدالسلام، على "تويتر": "في ظل حصار مستمر وغارات إجرامية على العاصمة صنعاء ومحافظات عدة في عدوان مسكوت عنه عربيا ودوليا، ولمّا يمارس شعبنا اليمني حقه في الرد تضج الأمم المتحدة وآخرون ببيانات التنديد، وأمام اختلال الموازين فإن شعبنا العزيز متمسك بحقه في الدفاع وهو إلى جانب الجيش واللجان في تنفيذ أقسى العمليات".

وأعلن الحوثيون، حصيلة رسمية للضربات الجوية التي شنها التحالف السعودي، ونقلت قناة "المسيرة " الناطقة بلسان الجماعة، عن مصدر عسكري، لم تسمه، وقوع أكثر من 57 غارة لطيران العدوان على صنعاء والمحافظات خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وفي تفصيل للضربات الجوية، ذكرت القناة، أن 21 منها طاولت العاصمة صنعاء، و10 على البيضاء و16 غارة مناصفة على صعدة والجوف، فيما كانت البقية من نصيب حجة ومأرب.

ويتزامن التصعيد العسكري مع حراك أممي لإنعاش عملية السلام المتعثرة، حيث يواصل المبعوث، مارتن غريفيث، مشاوراته في العاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني على التوالي، بهدف حشد دعم إقليمي لخريطة الطريق التي اقترحها لوقف الحرب واستئناف المشاورات.
وعقد غريفيث، الأربعاء، اجتماعاً مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف الحجرف، غداة لقاء عقده مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس البرلمان سلطان البركاني، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، عيدروس الزبيدي.
ووفقاً لبيان صحافي نشره موقع الأمانة العامة لمجلس التعاون، أكد الحجرف دعمه للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية من خلال الحل السياسي وفق المرجعيات الثلاث.

 وكان غريفيث قد كشف الثلاثاء عن إعلان مرتقب لوقف إطلاق النار في اليمن، وأشار إلى أنه ناقش "مسوَّدة الإعلان المشترك" بين جميع الأطراف، مع الرئيس هادي، بالإضافة إلى "تدابير إنسانية واقتصادية واستئناف عملية السلام".  

المساهمون