قبّة الخزنة.. مخطوطات بين برلين وإسطنبول ودمشق
"دمشق 1900- القصة الحقيقية لمكتشفات قبّة الخزنة؛ مستودع من قطع مجتزأة من المخطوطات متعددة اللغات في الجامع الأموي" عنوان المحاضرة التي تقدّمها الأكاديمية والباحثة الإيطالية أريانا دوتون رامباش عند السادسة من مساء اليوم الأحد في "المتحف الإسلامي" في الدوحة، على هامش معرض "سورية سلاماً" الذي يتواصل حتى الثلاثين من نيسان/ أبريل المقبل
تلقي رامباش الضوء على حوالي 200000 قطعة مجتزأة داخل قبة الخزنة في الجامع الأموي، التي تعدّ من أهم مستودع للمخطوطات في المنطقة العربية، والتي تضمّ وثائق وكتب تؤرّخ للفترة الممتدة بين أواخر العصور القديمة وحتى الفترة الإسلامية وما بعدها.
معظم هذه المخطوطات نصوص أدبية وسجلات شرعية باللغة العربية، بحسب المحاضِرة، حيث عُثر على نسخ من القرآن وكتابات في اللاهوت وشهادات حج وعقود زواج، والعديد من الكتابات اليهودية والسامرية والمسيحية في لغات عدّة مثل العربية والسريانية والمسيحية الفلسطينية الآرامية والأرمينية والجورجية والقبطية واليونانية واللاتينية والفرنسية القديمة.
كما تشير إلى أنه عقب زيارة الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني إلى الشرق عام 1898، أُستقدم هيرمان فون سودين أستاذ اللاهوت في "جامعة برلين" عام 1900 لمعاينة محتويات مئة وخمسين كيساً مملؤة بالمخطوطات في موقع قبة الخزنة، وتمّ الإعلان رسمياً عن اكتشافها في الثلاثين من حزيران/ يونيو 1903 في العاصمة الألمانية، وكانت معظم المكتشافات ثنائية اللغة؛ عربية ويونانية.
بعد نشر أولى الدراسات حولها، طُلب من الدولة العثمانية إعارة عدد من الوثائق إلى برلين لدراستها من قبل متخصصين في الدراسات اللاهوتية واللغات الشرقية وآداب العصور الوسطى، وقام العثمانيون بجرد هذه الوثائق وإيداع سجل يفصّل كل مخطوط تم إخراجه في وزارة الخارجية ومكتبة توبكابي في إسطنبول، لكنه لم يُعثر على أثر له لاحقاً.
ظلّت بعض المخطوطات العربية في "المتحف الوطني" في دمشق، بينما تم إرسال الجزء الأكبر منها إلى إسطنبول أثناء الحرب العالمية الأولى، والبقية لا تزال في برلين إلى اليوم ومنها أوراق من القرآن كتبت في العصر العباسي الأول ونص مسيحي عربي كُتب في القرن الثامن الميلادي، إلى جانب مؤلّفات في التشريع والقانون الإسلامي والدراسات القرآنية والدراسات السريانية وغيرها.