قبل قيادة السعوديات السيارات... 12 حقيقة عليك معرفتها

قبل سقوط الحظر عن قيادة السعوديات السيارات... 12 حقيقة عليك معرفتها

23 يونيو 2018
لا حاجة للسعوديات بسائق (Getty)
+ الخط -
بعد ساعات قليلة من الآن، تنال المرأة السعودية، أخيرًا، حقها في قيادة السيارات، بعدما كان محظورًا عليها الأمر لعقود ولّت؛ حظر رُفع منذ أقلّ من عام، بعد استلام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زمام الحكم فعليًا، وذلك في إطار ما سماه إصلاحات، في المملكة التي يعتري سجلها لحقوق الإنسان العديد من الشوائب. 
ورغم أهمية الخطوة بالنسبة للمرأة السعودية، غير أنّها تبقى خطوة صغيرة على طريق الألف ميل؛ إذ لا تزال السعوديات يعانين من التهميش والتضييق. بل دفعت هذه الخطوة أخيرًا، السلطة نحو مزيد من التضييقات عليهن، بحيث تم اعتقال حقوقيات بارزات في الأسابيع الأخيرة. فيما رأى مراقبون ووسائل إعلام غربية في الخطوة محاولة من بن سلمان لتجميل صورته، خصوصًاً أنّها ترافقت مع حملة اعتقالات ضدّ ناشطين وحقوقيين، طاولت حتى مؤيّديه، بسبب مواقفهم "الحيادية" أو "الصامتة"، حيال السياسة الخارجية التي انتهجها.

ولكن فيما تستعدّ نساء المملكة لركوب السيارات وراء المقود، وليس إلى جانب السائق، نستعرض مجموعة وقائع عليك معرفتها:

1/ أرقام عن النساء في السعودية

بلغ عدد المواطنين السعوديين في المملكة العربية السعودية 20.408.362 نسمة لعام 2017، نسبة الإناث من بينهم 49.06 في المائة بحسب الهيئة العامة للإحصاء السعودية.

2/ متى صدر قرار رفع الحظر؟

في 26 سبتمبر/ أيلول 2017 أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قراراً بالسماح للمرأة السعودية بالقيادة وفقاً للضوابط الشرعية.



3/ من هنّ أبرز الناشطات السعوديات اللواتي ناضلن من أجل هذا الحق؟
عزيزة اليوسف ولجين الهذلول وإيمان النفجان. وهناك نساء مسيرة السيارات في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1990 اللواتي كنّ أول من كسرن الحظر واعتقلن.

4/ من هي أول امرأة قادت السيارة متحدية الحظر؟

تعتبر وجيهة الحويدر، الكاتبة والناشطة الحقوقية، أول امرأة سعودية تبث على الإنترنت مقطعاً يظهرها وهي تقود سيارتها في المملكة. وكان ذلك في يونيو/ حزيران من عام 2011.

5/ حقوق ناقصة... خطوة أولى على طريق الألف ميل

بالرغم من منح المرأة السعودية حق قيادة السيارة فإنّ هناك عدة حقوق ما زالت ممنوعة عنها، مثل:
- الحصول على جواز سفر (أو السفر إلى الخارج) من دون موافقة ولي أمرها.
- الزواج، إذ على المرأة أن تحصل من ولي أمرها على إذن يتيح لها ذلك.
- فتح حساب مصرفي: ممنوع على المرأة فتح حساب مصرفي من دون إذن ولي الأمر.
- الاختلاط مع الذكور.
وفي المجمل، فإنّ النساء السعوديات يطالبن بإسقاط نظام الولاية كمقدمة لمنحهن حقوقهن.


6/ أبرز ما قالته المنظمات الحقوقية عن رفع الحظر على القيادة

- منظمة "هيومن رايتس ووتش" أشادت بالخطوة واعتبرت أنّ "إنهاء حظر القيادة يمثل انتصاراً كبيراً للمرأة السعودية التي عملت بشجاعة على مواجهة التمييز المنهجي لعقود". لكنّ المنظمة اعتبرت أنّ هذا الإجراء الأساسي لا بدّ من تعزيزه عبر إزالة "قيود أخرى"، من بينها "طلب موافقة أحد الأقارب الذكور للحصول على جواز سفر أو السفر".
- مديرة الحملات في منظمة "العفو الدولية" في الشرق الأوسط سماح حديد، علقت: "السماح للنساء بقيادة السيارات خطوة مرحب بها كونها تمنح المرأة حرية الحركة. لكنّها غير كافية، فإذا كانت السعودية جادة بشأن حقوق المرأة، عليها أن تلغي فورا نظام ولاية الرجل".



7/ هل تقبّل الرجال السعوديون هذا الأمر؟

بالاستناد إلى البنية الذكورية الراسخة في السعودية، عارض معظم الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي في البداية، قرار قيادة المرأة، لكنّ بعضهم رضخ استناداً إلى تقبله قرارات الملك وولي عهده. مع ذلك، ما زالت وسائل التواصل تشهد كثيراً من الجدال، منها ما يتخصص في السخرية من قيادة المرأة واحتمالات "الكوارث" التي ستتسبب بها و"المفاسد".

8/ وماذا عن رجال الدين؟

- هيئة كبار العلماء في السعودية: أفتت بغالبية أعضائها بإباحة مسألة قيادة المرأة للمركبة.
- عبد اللطيف آل الشيخ: "الأمر السامي بالسماح لقيادة المرأة للمركبة ليس فيه مخالفه شرعية، والمرأة تختار ما يحقق مصلحتها".
- سليمان بن عبد الله أبا الخيل: "قرار حكيم وصائب وموفق وإيجابي، وجاء في وقته المناسب، وهو مبني على أسس شرعية، فالأصل فيه الإباحة".
- خالد المصلح: "قرار خادم الحرمين الشريفين  بشأن السماح بقيادة المرأة يلبي حاجة شريحة واسعة في المجتمع، فأسأل الله أن يجعله نافعاً للعباد والبلاد".
- عائض القرني: "قرار السماح بقيادة المرأة يُلبي حاجات وليس إلزامياً. ومثل هذه المسائل تُعاد لصُنّاع القرار وكبار العلماء. وفّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه".
مواقف إيجابية من رجال الدين غير أنّها مستغربة في آن؛ وتعدّ انقلابًا على مواقفهم السابقة. وتعكس مدى التصاق السلطتين الدينية والسياسية في المملكة، وتأييد رجال الدين المطلق للحاكم.
فمعظم الآراء الدينية في المملكة عارضت بشدّة منذ زمن بعيد السماح للمرأة بالقيادة، قبل أن ينقلب موقفها رأسًا على عقب مع قرار الملك سلمان رفع الحظر.

9/ ما هي عقوبة تصوير سائقات السيارات؟

حذّرت السلطات السعودية أيّ شخص يلتقط صوراً للنساء خلال قيادتهن السيارة في محاولة لإرباكهن أو تخويفهن، من السجن لمدة سنة مع توقيع غرامة مالية تصل إلى 500 ألف ريال عليه (ما يعادل 130 ألف دولار أميركي). وهي غرامة تتجاوز في قيمتها ديّة القتل العمد حتى (400 ألف ريال).  


10/ كيف سيحصلن على رخص القيادة؟ 

تشير شركة "برايس واتر هاوس كوبرز" للاستشارات إلى أن نحو ثلاثة ملايين امرأة سعودية قد يحصلن على رخص قيادة ويبدآن قيادة السيارات بحلول عام 2020. وتم السماح بافتتاح عدد من مدارس قيادة السيارات للنساء في مدن مثل الرياض وجدة، تعلم حتى قيادة الدراجات النارية.

11/ ماذا عن الإصلاحات المماثلة؟


بالتزامن مع هذا، تجري السعودية، إحدى أكثر دول العالم تشددا، تغييرات اجتماعية مهمة وإصلاحات اقتصادية بينها رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات، ورفع الحظر عن صالات السينما وحفلات غنائية، كما سمحت السلطات للنساء في يناير/كانون الثاني بدخول ملاعب كرة القدم لتشجيع فرقهن المفضلة. ثم قررت في فبراير/شباط السماح للنساء بتأسيس أعمال من دون الحاجة إلى موافقة الرجل. وفي الشهر ذاته، قال عضو هيئة كبار العلماء في السعودية عبد الله بن محمد المطلق، إن ارتداء العباءة ليس إلزاميا، في أول تعليق من نوعه من رجل دين معروف.

12/ حقوقيات سعوديات في سجون بن سلمان 

أبرزهنّ لجين الهذلول، وإيمان النفجان، وعزيزة اليوسف، وعائشة المانع اعتقلن في مايو/أيار الماضي؛ وهنّ من المطالبات بإسقاط نظام الولاية، وبالسماح للمرأة بالقيادة، كما شهدت السجون السعودية اعتقال عدد آخر من الحقوقيات وإطلاق سراحهن في مرات سابقة.
وقد شنّت وسائل الإعلام المحلية حملة بدورها ضدّ هؤلاء الناشطات، ووصفتهنّ بـ"الخيانة" والعمل على تقويض الاستقرار. وفيما تم الإفراج عن البعض مؤقتا، لا يزال 9 ناشطات ونشطاء وراء القضبان، ويواجهون تهما خطيرة وأحكام سجن طويلة، بحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش".

وتقول روثنا بيغم وهي باحثة حقوق المرأة في الشرق الأوسط في المنظمة: "عندما أعلنت السعودية في سبتمبر/أيلول أنها أخيرًا سترفع الحظر على قيادة النساء في 24 يونيو/حزيران 2018، ظننت أنني سأحتفل بإنجاز ناضلت ناشطات حقوق النساء السعوديات الشجاعات منذ ما يقرب من 3 عقود لتحقيقه. بدلًا من ذلك، ومع اقتراب يوم الأحد، أشعر بالانزعاج الشديد لأن العديد من رافعات ورافعي لواء هذه الإصلاحات تم إسكاتهم أو سجنهم أو إجبارهم على الخروج إلى المنفى".

دلالات

المساهمون