قاسي تيزي وزو.. الوجه الضاحك يرحل

قاسي تيزي وزو.. الوجه الضاحك يرحل

20 نوفمبر 2014
قاسي تيزي وزو.. الوجه الضاحك يرحل
+ الخط -

توفيّ الممثل الكوميدي الجزائري، حميد لوراري، المعروف بـ"قاسي تيزي وزو" عن عمر يناهز 85 سنة، الأربعاء، بعد معاناة مع المرض. وكان الفنان والممثل المرحوم قد تعرّض لوعكة صحيّة نقل إثرها إلى مستشفى بئر طرارية في الجزائر العاصمة، حيث تلقى الإسعافات الأولية، ليفارق الحياة.

الفنان، ظهر قبل أسبوع، في مشاهد حزينة ومبكيّة صورتها التلفزيونات، وهو في حالة صحية مزريّة، حيث اشتكى مقربوه من الإهمال.

ويُعدّ الفنان "قاسي تيزي وزو"، أحد كبار الوجوه الفكاهيّة المعروفة على الساحة الفنية الجزائرية منذ ستين سنة. واشتهر بأدواره الفكاهية في الثمانينيات والتسعينيات التي تعالج وضعيات درامية بغرض جلب انتباه المتفرجين والمستمعين، شاركه فيها صديقه الوفي،ّ أحمد قادري المعروف بـ"قريقش" ثمّ اختفى عن الساحة الفنية بعد "تهميشه".

هو من مواليد قرية إغيل أوفلى بولاية سطيف عام 1931. ومن أشهر عباراته التي قالها: "أحب تيزي وزو وسكانها كثيراً، ومن كثرة حبي لهذه المنطقة فقد قدّمت لها روحي، ما كان وراء تسميّتي في عالم الفن بقاسي تيزي وزو".

وقدم لوراري نحو 6 آلاف حصة فكاهية، سجّلها على مدار 30 سنة عبر الإذاعة الوطنية، بعدما التحق في عام 1946 بفرقة "رضا باي" التي كان يديرها الفنان محبوب إسطمبولي، ومع أوائل عام 1963، بدأ في تنشيط حصص في القناة الثانية رفقة عميد المسرح، محمد حلمي، كما شارك في حصة موجّهة للأطفال في القناة الإذاعية الأولى.

الفرق بين من يمارس الفن في زمن قاسي تيزي وزو، ومن يمارسه الآن، شاسع، تماماً مثلما قد تضحك من قلبك حين تشاهد بوبڤرة والمفتش الطاهر في الزمن الجميل، وأن تشاهد سكتشات "اضحك بالسيف" السائدة في الوقت الراهن! يقول قاسي تيزي وزو في واحد من حواراته الأخيرة : "في ذلك الوقت كنا نعمل من أجل الفن ولا شيء غيره، أما اليوم فيعملون وفقاً لحسابات الكرش والعرش"..مضيفاً: "معظم الفنانين تحولوا إلى سماسرة ومنتجين، لقد أفقدوا الفكاهة روحها البسيطة، وجعلوا منها مصدراً للربح وفقط ".

وأضاف أيضاً، إن كل العاملين في الحقل الكوميدي تآمروا من أجل إيصال الإنتاج إلى الحالة السيئة التي يعرفها اليوم لأنهم يفتقدون الى الصدق في العمل، وأصبحوا ينافقون حتى مع المشاهد. مشيراً الى أن مؤسسة التلفزيون كغيرها من هذه الأطراف ساهمت في نشر الرداءة من خلال طمس الأعمال الجادة والترويج للأعمال "التافهة" التي لا تعكس تطلعات الشارع الجزائري وتُغيّب الفنانين الحقيقيين عن الساحة الفنية.

وعُرف "قاسي تيزي وزو" بأدواره الهادفة وفنه الملتزم، فقد عالج واقع الجزائريين بطريقة هزلية من دون المساس بشعورهم، وهذا عكس بعض أعمال الجيل الحالي التي لا تخلو من "التهريج" و"الفوضى"، ومع ذلك، عانى الفنان من تهميش محسوس خلال السنوات الأخيرة، ما أدخله في حالة من الكآبة. ورغم أنه أمتع الجزائريين، بأعمال فكاهية على مدى عقود من الزمن، لكنه رحل وسط لامبالاة واضحة من مسؤولي قطاع الثقافة في الجزائر.

دلالات

المساهمون