أن تكون صاحب فلسفة وطريقة في لعب كرة القدم، يسير على خطاها الكثير من المدربين، فأنت من دون شك شخص خبير تُرفع لك القبعة. في مثل هذا اليوم 1 إبريل/ نيسان من عام 1946، ولد أريغو ساكي في مدينة فويزغنانو الإيطالية، وبلغ بذلك عامه التاسع والستين.
لعب ساكي كرة القدم في عام 1964 حتى 1969 لم ينضم لأي نادٍ كبير، فبعد فريق المدينة حط رحاله في نادي بيلاريا واعتزل كرة القدم، فقط سطر أول أقل من الكلام عن مسيرته في الملاعب، لكن ماذا كمدرب وهنا كل الحديث.
درب الكبير ساكي فرقاً عديدة، صحيح أن مسيرته في هذا المجال لم تدم لأكثر من 16 عاماً لكن هذا الأمر كان بملء إرادته، فقد أشرف على نادي بارما، ومن ثم ميلان، وبعدها المنتخب الإيطالي الذي حل معه صحبته ثانياً في كأس العالم 1994 حين خسر أمام المنتخب البرازيلي في النهائي بركلات الجزاء، يوم أضاع روبرتو باجيو الركلة الشهيرة.
عاد بعدها ساكي إلى ميلان ودربه لموسم واحد، ومن ثم نادي أتلتيكو مدريد وبعدها بارما، قبل أن يعمل لفترة وجيزة كمدير في نادي ريال مدريد، وبالعودة إلى الحقبة الأولى مع النادي اللومباردي، فاز ساكي بالكثير من الألقاب، الدوري الإيطالي (1987-1988)، السوبر الإيطالي، كأس الكؤوس الأوروبية سابقاً مرتين، دوري الأبطال حالياً موسمين متتاليين، وكان يمتلك في حينها فريقاً مرعباً بقيادة ماركو فان باستن، إضافة إلى السوبر الأوروبي، وكذلك كأس العالم للأندية.
الكثير من المدربين حققوا الألقاب لكن ساكي كان مختلفاً، فهو الذي طور طريقة 4-4-2، وتخلص من الليبيرو التقليدي، في عصر كانت كرة القدم الإيطالية تعتمد على اللعب الدفاعي القوي، وتكتيكاته لا يزال لها تأثير كبير مثل هيلينيو هيريرا، اعتمد ساكي على إغلاق المنطقة، والتي قدمها في البداية نيلس ليدهولم، وكانت معروفة بقوتها الدفاعية، حيث دخل مرماه عدد قليل من الأهداف. في الواقع، كان يعتبر الخط الرباعي الدفاعي حينها المكون من مالديني، باريزي، كوستاكورتا، وتاسوتي الأبرز في كل العصور.
كان ساكي يرى أن اللاعبين الشباب عليهم التدرب في كل منطقة في الملعب وليس حصرهم في مركز معين، كان من أشد المؤمنين بروح الفريق، وكثيراً ما اقتبس من مايكل أنجيلو، حيث كان يردد: "إن الروح تقود اليد"، في تلك الفترة كان اللاعبون يتمرنون باللعب من دون كرة، كان دقيقاً ومهووساً بالأمور التكتيكية.