في فيء الحرية

17 مارس 2015
كان يلعب على مقربة من تمثال الشهداء (حسين بيضون)
+ الخط -
كانَ يوماً مشمساً ودافئاً. قصد هذا الشاب (الصورة) ساحة الشهداء في وسط العاصمة بيروت للتزلّج. بدا كأنّه يحاولُ القفز. هو متمكّنٌ من لوحه. هذه ليست المرة الأولى. تمنحه اللعبة شعوراً بالحرية، كما لو أنه يطير. كان يلعب على مقربة من تمثال الشهداء، الذي يجسّد مرحلة أساسية في تاريخ البلاد، حين أعدم جمال باشا (في نهاية الحقبة العثمانية) مجموعة من أصحاب الأقلام الحرة.

حدث ذلك في السادس من مايو/أيار عام 1916. علّق جمال باشا مشانق عدد من اللبنانيين، بينهم مجموعة من الصحافيين. كانت الساحة تُسمّى البرج، قبل أن تحمل اسم ساحة الشهداء. أُعدم 11 صحافياً، هم: أحمد حسن طبارة، وسعيد فاضل عقل، وعمر حمد، وعبد الغني العريسي، وعارف الشهاب، وباترو باولي، وجورجي حداد.

عام 1958، أمر مجلس مدينة بيروت البلدي بنحت نصب جديد للشهداء، بعد فشل محاولات عدة. في كل عام، يستذكر اللبنانيون يوم شهداء الصحافة. أما هذا الشاب، فسيواصلُ اللعب، من دون أن يكون مدركاً بالضرورة لهالة التمثال.

دلالات