في تونس أيضاً... صراعات افتراضية

في تونس أيضاً... صراعات افتراضية

27 ديسمبر 2014
تحولت مواقع التواصل لساحة للصراعات السياسية (GETTY)
+ الخط -
ربّما، لم يخطر في بال مؤسس موقع "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، ولا في بال مؤسسي موقع "تويتر"، أن يتحول الموقعان في تونس إلى فضاء عمومي افتراضي للصراعات السياسيّة. وتلك هي أبرز وظائف هذه المواقع الاجتماعية في تونس... فطيلة سنة 2014 تحولت المواقع إلى منبر سياسي للدفاع عن هذا الحزب أو ذاك أو عن هذا المرشح الرئاسي وتقزيم خصمه.

فتونس عاشت سنة 2014 على وقع حراك سياسي كبير كان له انعكاس كبير على الإصدارات الفيسبوكية، بل تحولت بعض الصفحات التي تملك عدداً كبيراً من المعجبين يناهز 900 ألف معجب إلى فضاء منافسة بين الفاعلين السياسيين الذين يخطبون ود هذه الصفحة أو تلك. ووصل الأمر إلى شراء بعض الصفحات من قبل أحزاب سياسية.

هكذا تحول موقع "فيسبوك" فى تونس تحول إلى جزء من الهوية الثورية، مثلما صرح لـ "العربي الجديد " المدون والناشط الإلكتروني وسام التليلي، فالتونسيون يعتبرون "فيسبوك" جزءاً من ثورتهم وواحداً من أبرز محركاتها؛ لذلك لا نستغرب الطفرة الكمية لعدد الحسابات الفيسبوكية في تونس التي تصل إلى 4.2 ملايين حساب.

لكن "فيسبوك" وإن كان مجالاً للصراع الحزبي، خصوصاً بين صفحات مساندة لـ "حركة النهضة" ولـ "حزب نداء تونس" في الانتخابات التشريعية، فقد تحول إلى مجال للاستقطاب الثنائي بين المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية 2014؛ وهو ما تترجمه عدد من الصفحات الفيسبوكية من قبيل "مايد ان تونيزيا" و"الحقائق الخفية".

الدكتور يوسف بن رمضان المختص في علم اجتماع الإعلام، فسّر هذه الظاهرة فى تصريح لـ "العربي الجديد" بأن الفضاء الإلكتروني التونسي "مسكون بالهاجس السياسي؛ وهو ما يؤشر إلى حالة من الاحتقان السياسي الواقعية انعكست على الواقع الافتراضي الذي أصبح امتداداً لها، وهو ما حوّل موقع "فيسبوك" إلى الأكثر استعمالاً في تونس، مقارنةً بالشبكات الاجتماعية الأخرى". هنا إذاً، أي على الشبكة تلتقي المشارب السياسية وتتقاطع وتختلف، ولعل فى ذلك دلالة على أزمة مجتمع عانى لأكثر من عقدين من الكبت السياسي.

لكن الشبكات الاجتماعية في تونس ليست مجالاً للفعل السياسي فقط، بل حوّلها بعض الشباب من خلال تحدي الهريسة وهو تحدٍ بين شباب تونسيين على "فيسبوك" لالتهام علبة من الهريسة الحارة، إلى مجال للدعابة والهزل.

دلالات

المساهمون