في انتظار الفعل

في انتظار الفعل

19 يوليو 2015
هاني زعرب (جزء من لوحة "إنتظار 9" 2012)
+ الخط -

هذا هو العدد الثاني من "فلسطين/ العربي الجديد" الذي نكرّسه لبحث "مآلات منظمة التحرير الفلسطينية"، ونشعر في العددين بالثقل المتمثل في محاولة زحزحة باب صدئ هو سؤال مصير "منظمة التحرير" ومستقبل السياسة الفلسطينية بما هي تمثيل لحقوق وحياة قرابة سبعة ملايين فلسطيني في بلدهم المحتل وفي اللجوء الذي يصل أربع جهات الأرض.

وبما ينطوي عليه السؤال أيضاً من آفاق لولادة حركة وطنية فلسطينية متعافية ووفية لأهدافها في الأدوات والمناقبية. ولا يخفى أيضاً أن أسئلة التمثيل السياسي ومراجعة التجارب التاريخية هي ميدان تختلط فيه السياسية بالرمزيات واستعادة الحقوق بالغش.

حاولنا في هذا العدد توسيع مساحة النقاش وفتحه على جزء من الجمهور الفلسطيني في أرض اللجوء، سواء في بلدان عربية شقيقة أو في بلدان أجنبية. فلسطينيون من خلفيات متباينة، بعضهم مسيّس ويمثّل طرفاً سياسياً وأكثرهم غير منضو في إطار سياسي لكنه مهموم بالشأن العام وتطورات قضيته رغم الخيبات التي حملتها له العقود الثلاثة الأخيرة. وهل النضج سوى سلسلة متوالية من الخيبات؟

يمكن لهذه العينة من الآراء أن تقدّم تصوراً عن تفكير فلسطينيي اللجوء، ليس فقط في راهن أو مصير منظمة التحرير الفلسطينية -كجسم سياسي ثمة إجماع على رمزيته وأيضاً على موته السريري- بل هي آراء تتعدى الكلام في المنظمة إلى مستقبل العمل السياسي الفلسطيني، في عالم تغيّر كثيراً ليس فقط في أقطابه وسياساته، ولكن في الأدوار التي باتت المجاميع البشرية تستطيع لعبها.

ورغم قتامة المشهد، لا يمكن إهمال إرهاصات وعي جديد وبوادر عمل جماعي جديدة يمكنها أن تتبلور في السنوات القليلة المقبلة، وتحوّل هذه التساؤلات إلى فعل يكون هو نفسه الجواب عليها.


الملحق بنسخته الورقية