في انتظار "حكايات" إليسا

في انتظار "حكايات" إليسا

06 يوليو 2018
إليسا تنتظر انتهاء المونديال لإصدار جديدها "حكايات" (فيسبوك)
+ الخط -
أيام قليلة وتصدر المغنية اللبنانية إليسا ألبومها المرتقب" حكايات". على قلة الإصدارات الغنائية ومعاناة السوق العربية أمام اجتياح المنصّات ومواقع الأغاني والموسيقى، تُغامر إليسا في جديدها مرة جديدة، ربما تُبرر الموسيقى الخاصة التي امتازت بها أعمال إليسا الفنية لأكثر من عقد مضى، كل هذا الانتظار والتشويق الذي بدأ قبل أسابيع على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحوّل الأربعاء الماضي إلى "ترند" على الصفحة الرئيسية لموقع تويتر في لبنان.
وكانت إليسا قبل أيام قد أعلنت عن قرب موعد الإصدار الجديد عبر تغريدة "مُشوقة" كتبت فيها بعض الأحرف من عناوين الأغاني التي بلغت 15 أغنية، الأمر الذي أثار موجة من التساؤلات، حول اسم الاغاني الجديدة، ليُظهر أن عنوان الألبوم هو "حكايات". وضعت إليسا بعض كلمات الأغنية على صفحتها أيضاً، ودعت محبيها إلى الانتظار؛ لأن موعد الإصدار بات قريبًا، أي بعد انتهاء موسم كأس العالم.

تحاول إليسا الثبات على أرض فنية تُشبه الرمال المُتحركة. العالم يعيش ثورة بين اقتناء الـ "سي دي" وبين الاتجاه إلى الميديا البديلة والمنصات والهواتف الذكية، لكن ذلك، في حالة إليسا، لم يؤثر على محبيها. الصورة التي طُبعت في أذهان معجبي إليسا تبرهن على أن جمهورها مُخلص لها حتى الساعة، ولا يهتم ببعض الانتقادات التي تتعرض إليها صاحبة "مصدومة" بين الحين والآخر.

موسيقيًا، تعمل إليسا على إصدار أغان تزيد من "أرشيفها" أو تبقى رهنًا للاستماع فقط بالنسبة لجمهورها. درجت العادة ألا تُغني إليسا أغانيها الخاصة في الحفلات، بل تستعير "ريبرتوار" لكبار الفنانين، ومنهم فيروز ووردة وعبد الحليم حافظ وغيرهم.

من المؤكد أن إليسا في استوديو التسجيل هي غير إليسا على المسرح. أحياناً يخونها الصوت، أو تنسى كلمات أغانيها ما يتسبب لها بإحراج، وتوجيه النقد اللاذع من قبل الصحافة والمتابعين. رغم ذلك، يستقطب أي إنتاج تصدره اهتماما بالغًا من قبل المتابعين، لاعتماده منذ سنوات على مجموعة جيدة من الشعراء والملحنين الذين عرفوا ماذا تريد، وأي نوع من المواضيع التي تود طرحها. تلعب إليسا على الوتر النفسي الاجتماعي، وأحياناً على الكلام الذي يروي قصة قد تعترض أي متابع، سواءٌ في العشق، أو التعنيف الذكوري للنساء، أو حتى "الاستغابة"، كما هو حال أغنية "مصدومة" التي تخطت حاجز 20 مليون مستمع على محمّل "يوتيوب". كما تطرق باب المواضيع التي يسكنها الفرح، وتعتمد فيها على موسيقى وطاقة الإيقاع، مثل "سهرنا يا ليل" و"أيامي بيك" وغيرها. وتتخذ هذه الفئة من الأغاني غالبًا اسم أو عنوان الألبوم.

في الإنتاج، لا تزال إليسا، "صامدة" في قلب شركة "روتانا" السعودية. لا منافس أو منافسة لإليسا؛ إذ أخرجت معظم الفنانات اللواتي أسسن لاسم ومكانة الشركة قبل عشرين عاماً نجوى كرم ونوال الزغبي وأحلام، واستطاعت إليسا، بحنكتها، أن تحقق معظم ما تصبو إليه، وتكون روتانا هي الراعية الرسمية لحفلاتها في الخارج، كونها تعتمد على سياسة "العمولة" في الحفلات، وكان آخرها حفل جمع إليسا وأنغام في المملكة، ولم يحقق نجاحاً كبيراً.
عموماً، يظل إصدار الألبوم على سي دي، وعدم الاكتفاء بنشره رقمياً على يوتيوب وساوند كلاود، وغيرها من الوسائل المتاحة، مسألة تتعلق بوجود مادة ملموسة تتوفر عليها الأغاني، وتساهم في منح العمل شيئاً من اللياقة.

المساهمون