في النقاش حول التحرّش

في النقاش حول التحرّش

23 يونيو 2018
تعترف بتعرضها للتحرش (كرستينا كويسلر/ فرانس برس)
+ الخط -
هل تذكرون جملة أحد النواب في مجلس النواب اللبناني حين قال: "نيالك يا غسان شو بالك مرتاح!" في جلسة مجلس النواب التي عقدت في أوائل العام 2017؟ جاءت هذه الجملة تعقيباً على تقدّم النائب غسان مخيبر باقتراح مشروع قانون لتجريم التحرّش الجنسي والإساءة العنصرية، وهو مشروع قانون كان النائب مخيبر يعمل عليه منذ عام 2014.

وكان نص اقتراح القانون قد عرّف التحرّش الجنسي بـ "كل من أقدم بشكل صادم أو ملح أو متكرر على فرض أقوال أو أفعال أو إيحاءات ذات طابع جنسي أو ذات طابع عنصري، على شخص دون رضاه أو من دون إيحاء بالترحيب، فأدى ذلك إلى الاعتداء على كرامته إما بسبب طبيعتها أو ظروفها المهنية أو الضاغطة أو المحرجة، على أن تتوقف الملاحقة على شكوى المتضرر".

اليوم، وبعد أكثر من عام ونصف على ذلك، لا تزال النساء دون حماية قانونية بوجه التحرّش الجنسي. والأنكى، أن موضوع التحرّش الجنسي لا يزال ملتبساً عند الكثير من الناس.
في وسط زحمة التعليقات على المونديال حالياً على مواقع التواصل الاجتماعي، ثمة نقاشات وإن أضيَقُ تدور حول موضوع التحرّش الجنسي. قد لا يكون وصفها بالنقاشات أميناً. هي مجموعة من الانطباعات الشخصية التي تتخذ أشكالاً هزلية أحياناً في مقاربة موضوع التحرّش الجنسي. جاءت هذه التعليقات نتيجة حادثة تعرضت لها إحدى الشابات إلكترونياً، وسعت إلى عرض الحادثة بشكل أشبه بـ"المحاكمة الفيسبوكية". بمعزل عن حيثيات الحادثة والتي وصلت إلى القضاء، يضعنا هذا الأمر أمام سؤال جدي ما إذا كان الناس بحاجة حقاً إلى تعريف التحرّش الجنسي، والفرق بينه وبين الغزل والتلطيش وخلافه.



للأمانة، منذ أكثر من سبع سنوات، والمجموعات النسوية والناشطين/ات يحاولون/يحاولن تسليط الضوء على هذه "الإلتباسات" من خلال العديد من المبادرات، نذكر منها وسم #مش_بسيطة، و#قاومي_التحرش و#not_your_ashta بالإضافة إلى مغامرات سلوى وغيرها. على ما يبدو أن هذه المبادرات بقيت في أروقة ضيقة وضمن فئة محددة من الجمهور، ولم تصل إلى العامة من الناس، وأسباب ذلك يطول شرحها.

لماذا لم يقرّ القانون إذاً لوضع حد للالتباس؟ قد تكون العبارة التي قيلت لمخيبر بأن "باله مرتاح"، هي التفسير الأدق. بعض نواب لبنان حسدوا غسان مخيبر لأنه متصالح مع نفسه كرجل، ويرفض التحرّش ويريد تحويله إلى جرم.

السلطة في لبنان في ظل هذا العهد، لا تضع حقوق الأفراد على طاولة الاهتمامات، وتستبدلها بحقوق الجماعات بالمفهوم الضيق للكلمة. ولا يزال البعض يسأل: لماذا تلجأ النساء إلى المحاكمات العلنية لأخذ حقوقهن بأيديهن؟ ولا يزال هناك من يسأل: ما هو التحرّش؟

(ناشطة نسوية)


المساهمون