في العراق.. ألف مدرسة من "طين"

في العراق.. ألف مدرسة من "طين"

27 سبتمبر 2015
تمثل مدارس الطين خطرا كبيرا على التلاميذ (Getty)
+ الخط -

المفارقة التي ربما لا يصدقها الكثيرون، أن في العراق نحو ألف مدرسة طينية، في كل من الأنبار وذي قار ومناطق ريفية أخرى، تكون الأخطر في موسم الأمطار والعواصف لكنها حاجة لابد منها، في ظل النقص الحاد في المدارس الآمنة، ورغم تصريحات العديد من المسؤولين الذين تعاقبوا على مسك زمام التعليم في العراق بالقضاء على هذه المدارس وإبدالها بأخرى وفق المواصفات العالمية للمدارس الحديثة. 

يقول المشرف التربوي حسام المولى من مدرسة الإدريسي للبنين في بغداد "لم نزل نستغرب بقاء مثل هكذا مدارس وقد بناها في الأصل الأهالي لأجل أبنائهم إذ تبعد أقرب مدرسة عنهم عشرة كيلومتر، وهي أصلا مزدحمة ولا تستطيع استقبال كل الطلبة، وعادة ما تكون تلك المدارس عبارة عن أرض تبرع بها أحدهم ويجري تشارك الأهالي لبنائها مقابل توفير الكوادر التعليمية من قبل وزارة التربية".

ومدارس الطين أشبه بأكواخ صغيرة تبنى في شكل كامل من مادة "اللبن" أو الطين وتسقف بالقصب الذي يحاك على شكل سجادة تسمى عراقياً "البوري" تعلوها طبقة من النايلون ثم طبقة تراب لمنع تسرب المياه. ولا يتعدى عدد صفوف مدرسة الطين ثلاثة أو أربعة بسبب قلة عدد الطلاب أو تقسيم فترة دراستهم على مرحلتين صباحية ومسائية.

نقص المدارس
ويعاني العراق من نقص في المدارس جعل التلامذة يتكدسون في الصفوف، خصوصاً في العاصمة بغداد حيث يبلغ عدد التلامذة في بعض المدارس 70 تلميذاً في الصفّ الواحد. ويقول مسؤولون تربويون إن "المدارس الحكومية مكتظة في بغداد، إذ أنه تم بناء أقل من 30 مدرسة منذ عام 2003، وهناك حاجة إلى أكثر من 952 مدرسة في بغداد وحدها وأكثر من 4 آلاف مدرسة في عموم العراق".

وبالرغم من أن نظام التعليم في العراق تميز في مرحلة ما قبل "التسعينات" بكونه من أحسن الأنظمة في الشرق الأوسط حيث تمكن العراق حينها من تحقيق معدلات عالية للتعليم على جميع المستويات، إلا أن هذا النظام تعرض للتدهور المستمر لأسباب مجتمعة منها ضعف الموارد جراء توجيه مبالغ كبيرة نحو الإنفاق العسكري وإلى أولويات أخرى للنظام الحاكم.

وشهدت المؤسسات التربوية في العراق في مرحلة التسعينات إهمال كبير شمل التغاضي عن إيفاد الكوادر التدريسية من أجل تطوير كفاءاتها وإهمال الأبنية المدرسية وتجهيزاتها وتدني المستوى المعيشي لأعضاء الهيئة التدريسية، إلى جانب اعتماد اختيار مدراء المدارس والمؤسسات التربوية الأخرى والمشرفين على أساس العلاقات الشخصية والعشائرية والولاء للسلطة وحزبها بعيداً عن الكفاءة والإمكانات العلمية والفنية والخبرة التراكمية، لتزيد المشكلة بشكل أكبر مع الدمار الذي تعرضت له أعداد كبيرة من الأبنية المدرسية خلال الغزو الأمريكي للعراق في الـ2003.

وجاء التقرير السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي حول التنافسية الشاملة للاقتصاد 2009 – 2010، والذي كشف عن تراجع كبير في مجال جودة النظام التربوي في عدد من الدول العربية ومنها العراق حيث جاء في مرتبة الدول الأكثر تخلفاً على مستوى نظامه التعليمي. 

 اقرأ أيضا:التعليم في العراق.. قبضة "داعش" وجحيم النزوح

المساهمون