فيليب أسمر لـ"العربي الجديد": أحبُّ الممثّل الذي لا يمثّل

فيليب أسمر لـ"العربي الجديد": أحبُّ الممثّل الذي لا يمثّل

30 يناير 2016
(فيسبوك)
+ الخط -
استطاع المخرج الشاب، فيليب أسمر، أن يحيّر البعض بأعمالٍ كانت بمثابة لوحاتٍ فنيَّة مبهرة. إذْ عرف كيف يُبهِر جمهور الشاشة الصغيرة. التقت "العربي الجديد" أسمر بعد إطلاق فيلمه السينمائي الأوَّل "السيّدة الثانية".

ويشير أسمر إلى أنّه لا يكفّ عن توجيه الانتقادات لنفسه، رغم رضاه عن النتيجة النهائيَّة لفيلم "السيدة الثانيّة". إذ إنّه يعتقد، بأنَّه كان من الممكن لمدّة الفيلم أن تكون أقصر، ولكنّه ارتاح لردّة فعل الجمهور، ولاحظ سعادتهم عند مشاهدتهم الفيلم، لأنَّ الفيلم يمتلك رسائل خفيَّة تمسّ داخل كل مواطن.

الغموض حق كل مخرج
وكان أسمر يعتمدُ في بداية أعماله على الغموض والصّورة القاتمة، يقولُ في ذلك: "كلُّ روايةٍ دراميَّةٍ تحكمُ عليكَ بتوفيرَ جوٍّ مُعيّن، من الصورة إلى الإخراج إلى الديكور. لذلك، مسلسل "قصة حب"، يحملُ هذا الأمر. عندما نقترب من النهاية، سيجد المشاهد الأجوبةَ على نقاط الاستفهام التي تكوَّنت لديه، فالغموضُ هو حقّ أصيلٌ لكلّ مخرج، وهو مبرَّرٌ على صعيد الرواية".

وعن بطء مسلسل "قصّة حب"، يشير أسمر إلى أنَّ مشكلة طرأت مع LBCI، إذ إنَّ مدّة الحلقة كانت 45 دقيقة. لكن، بسبب كثافة الإعلانات، خصوصًا خلال فترة الأعياد، تمّ تقسيم الحلقة الواحدة إلى ثلاث حلقات، و"هذا ما أثّر سلبًا على العمل".

وعن رأيه بأداء الأبطال في العمل، يقول أسمر: "كلُّ شخص هو بالضبط في مكانه، نادين لعبت دورها بطريقةٍ جميلةٍ جداً. باسل خيّاط لا أستطيعُ أن أعطي رأيي به، فأنا أحبُّ عمله، وهو ممثل عميق. كذلك مع ماجد، كانت نقلةً نوعيَّة بالنسبة إليه، بعد أن كان قد اعتاد الجمهور على رؤيته في دور الشرير. كما أجد سارة أبي كنعان مشروع نجمة، آمنت بها منذ بداياتها".

الموهبة لا تعلم
بدايةً، درس فيليب أسمر في كليَّة الهندسة، ثمّ توجَّه نحو الإخراج. يقول في ذلك: "في الوقت الذي كنت أدرس في المعهد، انشغلْت بالعمل، وشعرتُ أنَّ ما أكتسبه من خبرةٍ على أرض الواقع، أهمُّ من النظريات التي أتعلَّمها. بصراحة، الخبرة في الإخراج هي الأهم. فالموهبة لا تُعلَّم في الجامعة. بل يعلّمونك التقنيّة فقط. الله أعطاني الموهبة، وأنا صقلتها من خلال ممارستي للعمل على الأرض، وكلُّ عملٍ نفَّذته تعلّمت منه شيئاً جديداً، ولا أزالُ أتعلَّم. أعتبرُ نفسي محظوظاً في هذا المجال، بوجود أشخاص وثقوا بي ودعموني".

ويضيف أسمر، بأنَّ الكاتب شكري أنيس فاخوري، كان يقوم بدعمهِ في البدايات. قائلاً: "كان شكري يأتي إلى موقع التصوير ويراقبني، إلى أن اتَّصل بي في أحد الأيام، وقال لي بأنّه لاحظ أنَّ لديَّ طاقةً إبداعيَّة كبيرة. معروف عن شكري أنَّه يعطي الفرص للشخص الذي يؤمن به، مثل سيرين عبد النور، ونادين نسيب نجيم وغيرهما. كانت المسؤولية كبيرةً عليَّ جدًا، لذلك حاولتُ أنْ أعطي كلَّ ما لدي. لكن، الأصعب أن تحافظ على هذا النجاح وتطور نفسك وتبحث عن جديد".

أما المخرج سمير حبشي، فقد دعم أسمر كثيرًا في بداياته، وكان حبشي يُظهِرُ الثقة برؤيته الإخراجيَّة والتقنيَّة. ويمدحه أسمر قائلاً: "هو شخص لذيذ، تعلمت منه التواضع، ويمتلك الثقة العالية بنفسه دون وجود عقدة "الأنا"، ما تعلّمته من سمير، هو بالضبط، الثقة بالنفس والتواضع والعلاقة الجيدة مع الممثلين في موقع التصوير".

استفادة مشتركة
ويتّهم الكثيرون أسمر بالاعتماد على تقنيَّة الفيديو كليب في الإخراج الدرامي والسينمائي، يردّ على ذلك: "يتطلّبُ تصوير 3 دقائق في الفيديو كليب، أحيانًا، عملاً لثلاثة أيامٍ متتالية. لذلك، لا أعتقد أنَّ هذا الاتهام سلبي، كما أعتبره رصيدًا يصب لمصلحتي. في النهاية، أنا أقدم صورة جميلة، ولا أقصّر في حق العناصر الدراميّة الأخرى".

ويشير أسمر إلى أنه "يحب الممثل الذي لا يمثل". الممثل الذي يعطي أكثر من المتوقّع. من جهة أخرى يقول: "يزعجني الذي يعتبر نفسه ممثلاً، ولا يتغير بعد إعطاء الملاحظات".
وعن الادّعاء الذي يقولُ بأنَّ الممثلين السوريين والمصريين ساهموا بانتشار الممثّل اللبناني، يرد أسمر: "مع احترامي للسوريين والمصريين، لكنَّ العمل اللبناني الصرف، أي الذي يمثّله فقط ممثّلون لبنانيون، متابعٌ أكثر من الأعمال المشتركة في لبنان. لا أنكر أنَّنا دخلنا الدول العربية من خلال هذه الخلطة. كانت الاستفادةُ مُشتركةً، هم كبروا أكثر أيضاً، بدورهم اللبنانيون أصبحوا معروفين ومطلوبين. بعد فترة، سيكون باستطاعتنا بيع مسلسلات بأسماء نجوم لبنانيين".

أعطي النص من ذاتي

وعند سؤالنا عن رأي أسمر بالكاتب الذي لا يقبلُ أيّ تغييرٍ أو مساسٍ بنصّه، وعن الفنان المغنّي عندما يمثّل، يردُّ قائلاً: "بخصوص الكتابة، من حقِّ المخرج أن يضيف مشهداً أو أكثر على ألا يغيِّرَ بشكلٍ جذري، طبعاً إذا لزم الأمر. وإلا، برأيي هذا ليس مُخرجاً، فأنا لست رجلاً آليًا في التفاعل مع النص، بل أعطيه من ذاتي أيضاً. وبخصوص الجمع بين الغناء والفن، لم لا؟ إذا كان المغني يمتلكُ طاقة تمثيليَّة. المغنّي بدوره لديه جمهوره الخاص الذي يريد رؤيته بقالب آخر، وهذا من حقّه".

ويختتمُ أسمر حوارنا بحديثه عن أعماله الجديدة قائلاً: "سأنفذ عملاً سيكون بأكمله Show، وهو فيلم يشبهني كثيراً على غرار Moulin Rouge، من كتابة نادين جابر، كما أنَّ هنالك أعمالا أخرى في رأسي، أتمنّى أن تسنح لي الفرصة لتنفيذها".




اقرأ أيضاً: بيار الضاهر:في LBCI لسنا "غنماً" كغيرنا من القنوات اللبنانية

المساهمون